فى ذكرى رحيل عالم رياضيات جليل

وُلد راحلنا الفاضل بمحافظة القاهرة فى 25 أكتوبر 1928. حصل على بكالوريوس هندسة كهربية من جامعة فؤاد الأول «حالياً جامعة القاهرة» فى عام 1949، ثم بكالوريوس الخاصة فى الرياضيات بمرتبة الشرف الأولى من جامعة لندن 1954، ثم دكتوراه الفلسفة فى الفيزياء الرياضية من جامعة لندن عام 1958. عمل معيداً بقسم العلوم الرياضية والطبيعية بكلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1946، تدرج فى سلك الوظائف الجامعية حتى درجة أستاذ الميكانيكا النظرية فى قسم الرياضيات والفيزياء الهندسية عام 1970. عمل أستاذاً زائراً للرياضيات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة فى الفترة «1977 - 1985»، وبالجزائر فى الفترة «1985 - 1986»، وبالأكاديمية الجوية المصرية فى الفترة «1986 - 1988». أختير عضواً - مع صديق عمره الأستاذ الدكتور رمزى حبيب داود - فى لجنة التخطيط لإنشاء كلية الهندسة جامعة الزقازيق بتكليف من الأستاذ الدكتور طلبة عويضة رئيس الجامعة. كما أختير عضواً فى اللجنة القومية للميكانيكا النظرية والتطبيقية عام 1979، وقد شاركته فى هذه اللجنة منذ عام 1985 حين كنت أشغل وظيفة مدرس بقسم الرياضيات بهندسة الإسكندرية، وكانت اللجنة تضم أساطين الميكانيكا النظرية والتطبيقية بالجامعات المصرية.

نشر العديد من البحوث فى ظاهرة أوجييه فى فيزياء الذرة. ولعلمه الغزير فى هذا المجال أسندت إليه وزارة التربية والتعليم - فى أوائل السبعينيات - ترجم العديد من أمهات الكتب فى مجال رياضيات الفيزياء. ففى عام 1972 قام بترجمة كتاب «الفيزياء لطلبة العلوم والهندسة» تأليف «روبرت رزنك» Robert Resnick و«دافيد هاليداى» David Halliday والكتاب يقع فى نحو 500 صفحة، وكانت وزارة التربية والتعليم - فى عصرها الذهبى - تقوم بطبع هذه الكتب - بعد أخذ تصريح من مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر - وتوزيعها مجاناً على السادة المعيدين وأعضاء هيئة التدريس ومكتبات الجامعات المصرية. كما اشترك أيضاً فى ترجمة كتاب «رياضيات الفيزياء والكيمياء» من نفس السلسلة. فى عام 1981 نشر كتاباً - باللغة الإنجليزية - بعنوان «ديناميكا الأجسام الصلبة» - يقع فى 235 صفحة - وكان يُعد من أمهات الكتب فى هذا المجال الدقيق.. وأذكر أنه فى إحدى جلسات اللجنة القومية للميكانيكا النظرية والتطبيقية - التى كانت تعقد اجتماعاتها بمقر أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا - قام بتوزيع نسخة هدية من هذا الكتاب الرائع على أعضاء اللجنة، ومازلت حتى هذه اللحظة أحتفظ به لحُسن إعداده وغزارة العلم الذى به.

كان راحلنا الفاضل - الذى رحل فى يوم الجمعة 2 مايو 2014 - يتسم بالشخصية الهادئة وكان اسماً على مُسمى بالحقيقة فى هدوئه وحكمته، وكانت نصائحه مخلصة ونظرته للأمور ثاقبة. كان قليل الكلام، ويُحسن الإنصات، ثم يتكلم بكلمات قليلة ونافعة. نودعه إلى دار الخلود ذاكرين له مآثره العديدة، وذكرى البار تدوم إلى الأبد.

■ أستاذ الهندسة - جامعة الإسكندرية