رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نيويورك تايمز

دور "الكونجرس" في الاتفاقية النووية الإيرانية يكشف حقيقة حدود سلطة "أوباما"

الكونجرس
الكونجرس

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن دور الكونجرس الأمريكي في الاتفاقية النووية الإيرانية سلط الضوء على مدى قوة وسلطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في الأشهر الأخيرة قبل تركه لمنصبه.

وأوضحت الصحيفة، في تحليل نشرته في نسختها الالكترونية اليوم الخميس، أنه خلال تأكيدات أوباما، حول دور السلطة التنفيذية في النهوض بجدول أعماله في وقت "الجمود" فإنه كان في موقف الهجوم إلى حد كبير، لكن أحدث معاركه مع الكونجرس وضعته في موقف دفاعي لا يحسد عليه بل في الواقع انقلب الجمود ضده.

ووصفت قرار أوباما المفاجئ بتوقيع نسخة توافقية للتشريع حول إيران والذي كان قد تعهد بشأنه سابقا بالتصويت عليه باستخدام حق النقض "الفيتو"، بـ"التراجع" عن وعود حملته الكبرى في التصرف من دون وقوف نواب الكونجرس في طريقه، وفي هذه الحالة، اتفق الجانبان "الحزبان الجمهوري والديمقراطي" على أنه كان مخطئا بإبعادهما عن الصورة.

ونوهت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض حاول تحقيق أفضل ما يمكن من نكسة "الوعود"، دافعا بأن مشروع قانون الحزبين نال اعتراضا أقل مقارنة بالمسودة الأولية، ولكن تنازل الرئيس الأمريكي في مواجهة الأغلبية المؤيدة لحق "الفيتو"، أكد أن حتى زملاءه الديمقراطيين يعتقدون أنه بالغ في محاولته للعمل من تلقاء نفسه، واعتقدوا أنه من الممكن أن يتجاوز حدود سلطته قبل 21 شهرا من تركه لمنصبه.

وكانت معركة ما إذا كان الكونجرس قادرا على منع أي اتفاق نووي مع إيران واحدة من فصول الصراع الأساسي الأكثر حدة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية منذ بداية الدولة، وعلى مدى قرنين من الزمان، لعب الرؤساء بشكل متزايد دورا أكبر في تشكيل الشئون الوطنية والخارجية.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى خوض بيل كلينتون حربا في كوسوفو دون موافقة واضحة من الكونجرس، فضلا عن إبرام اتفاق من جانب جورج دبليو بوش بإبقاء القوات في العراق دون تصويت من قبل المشرعين.

وفيما يخص أوباما، فإن استخدام السلطة التنفيذية ظهر على الساحة ليحدد طبيعة السنوات الأخيرة من حكمه، ففي كثير من الحالات، تخلى عن العمل مع من يعتبرهم "متمردين جمهوريين" استولوا على البيت الأبيض في عام 2010 ومجلس الشيوخ في عام 2014، ومن جانبهم يقول الجمهوريون إنه أساء استخدام سلطته، ورأوا أن اتفاقية إيران تعد انتصارا في تحقيق المواءمة بين الأمور.

ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما وجد نفسه في وضع حرج بالنسبة لاستخدام السلطة التنفيذية على الجانب المحلي، أيضا، حيث منعت المحكمة تحركه بالسماح للملايين من المهاجرين غير الشرعيين العام الماضي بالبقاء في البلاد والحصول على تصاريح عمل.

وخلال ظهوره أمس الأربعاء لإجراء محادثات حول قضايا مثل المساواة في الأجور، اعترف أوباما بأن لديه خيارات أقل لاستخدام سلطته دون دعم الكونجرس، قائلا "ربما قد استنفدت كل ما يمكنني القيام به من خلال الإجراءات التنفيذية" ردا على سؤال سيدة عما إذا كان يمكنه فعل المزيد من تلقاء نفسه لتحقيق العدل في الأجور بين الرجال والنساء.

ومع ذلك، فمن الناحية العملية، ليس من المرجح أن يوقف التشريع الاتفاقية مع إيران، ويمكن للكونجرس أن يمرر قرارا برفض اتفاق إيران، ولكن أوباما يمكن إسقاطه بحق الفيتو، وهذا يعني أن أمامه رفض ما لا يزيد عن 34 من أعضاء مجلس الشيوخ أو 146 أعضاء مجلس النواب حتى يرفضوا الاتفاق.

ويحاول الكونجرس إقحام نفسه في تفاوض لعب به دورا لا يذكر، ولفتت الصحيفة إلى توصل المفاوضين من القوى العالمية الست إلى اتفاق إطاري مع إيران هذا الشهر لكبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات الدولية، ولكن تبقى التفاصيل الرئيسية، بما في ذلك متى سيتم رفع العقوبات.

واختتمت الصحيفة بالقول، كرئيس، يمكن لأوباما رفع العقوبات التي فرضها تحت سلطته ويمكن تعليق العقوبات الأخرى التي فرضها الكونجرس، وإذا كانت العقوبات التي سنها الكونجرس وسترفع بشكل دائم في مرحلة ما، فسيكون على الكونجرس الموافقة على ذلك.