رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الموت والانقلاب والزواج".. ما سر اختفاء بوتين الحقيقي؟

بوتين
بوتين

ما بين الانقلاب والموت والاعتقال، شنّت الصحافة العالمية حملة ممنهجة ضد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدأتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عندما أوردت أنباءً حول وجود انقلاب عسكري على بوتين، وتحديد إقامته من قبل أجهزة الأمن الروسية.

واستندت الصحيفة البريطانية في زعمها، على نشر القوات الروسية أسلحة ثقيلة حول القصر الرئاسي، بجانب الدبابات وقطع الإضاءة عن "الكرملين" لمدة زادت عن ثلاث ساعات، مشيرة إلى أن هذا الانقلاب جاء بعد إعلان بوتين نشر أسلحة نووية في جزيرة "القرم" مما كان يتسبب عن "حرب نووية"، بجانب الصراع الأوكراني الذي لم تأت نتائج المناقشات السياسية بشأنه، بأي نتائج تطبق على أرض الواقع.

كما ادعى رئيس اللجنة الإسلامية الوطنية الموالية للكرملين، حيدر دزهمال، أن رئيس جهاز الأمن الروسي "FSB" السابق، نيكولاي باتروشيف، هو العقل المدبر لهذه "المؤامرة"، في إشارة منه إلى الانقلاب العسكري على بويتن.

كما لعبت الصحافة العالمية على صمت الكرملين تجاه القضية التي شغلت العالم أجمع، حيث اتخذت من رفض، دميتري بيسكوف، المتحدث باسم "الكرملين"، التعليق على هذه الأنباء سببًا لتأكيد احتمالات حدوث انقلاب عسكري على بوتين، بدا بتحديد إقامته؛ تمهيدًا لاعتقاله أو نفيه لمكان ما.

ومما زاد الأمر ضبابية في ظل هذه الشائعات المتناثرة، جاء إعلان بوتين تأجيل إجتماعٍ مقررٍ مع زعيمي "قازاخستان" و"روسيا البيضاء"، بمثابة من زاد الطين بلةً، حيث تمادت الصحافة العالمية في تأكيد مزاعمها بالانقلاب والاعتقال والنفي، مستغلة في ذلك عدم ظهوره لمدة تزيد عن 10 أيام.

وانضمت وكالة الأنباء البريطانية "رويترز" إلى متابعة تلك الحملة، حيث نقلت تصريحات عن مسؤول في حكومة "قازاخستان" قائلًا: إن "إلغاء تلك القمة تودي بالمؤشرات إلى احتمالية مرض بوتين، الأمر الذي نفاه بيسكوف، مؤكدًا أن "الدب الروسي" البالغ من العمر 62 عامًا، ينعم بصحة جيدة".

ولم يكن الأمر ببعيد عن مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر" التي اتخذت من شائعة وفاة "الدب الروسي" بابًا للسخرية والإسقاطات السياسية، كما امتلأت عن آخرها بصور كاريكاتورية تسخر من اختفاء الدب الروسي فجأة.

كما انتشرت شائعات حول زواجه سرا، وسفره إلى سويسرا؛ لمتابعة ولادة صديقته كابايافا ألينا، لاعبة الجمباز سابقًا، حيث ثارت شائعات حول زواج بوتين من كاباييفا سرًا، وهي أم لطفلين صبي ولد في عام 2008، وابنة في عام 2012، ولم تكشف أبدًا عن والد ابنيها، كما أن بوتين كان قد طلق زوجته سنة 2014.

وبعد هذا الماراثون الطويل من التخمين والمزاعم والأكاذيب، أطل فلاديمير بوتين بهيئته المعهودة كاملةً، مساء أمس الجمعة، في الذكرى السنوية لضم "القرم"، ليضع تلك الحملات التي تتناول من صحته ومكانته كرئيسٍ لروسيا في مأزق بين "الكذب" و"صناعة الشائعات الرخيصة، إلا أن ذلك لا يزيل الغموض حول فترة غياب بويتن وعدم تعليق الكرملين على الحملة الإعلامية التي شُنّت ضده.

ليبقى السؤال الأهم الآن، إذا لم يكن "بوتين" مريضًا ولم تحدث أي محاولات للانقلاب عليه، ولم تكن كل هذه الحملة سوى محض أكاذيب وافتراءات، أين كان بوتين إذن، وهل يخرج الكرملين بتوضيح لحقيقة غيابه لكل تلك الفترة؟.