رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العمل والإنتاج بعد الفرح والاحتفال


إن مصر بهذا المؤتمر الدولى الاقتصادى الحاشد تدخل عصراً جديداً لإنها تملك من المقومات ما يتيح لها أن تكون فى مصاف الدول الكبرى المتقدمة، لكن أيضاً لابد أن تبدأ فى العمل الجدى على أرض الواقع، كما أن على كل منا دوراً مهماً فالآن جاء وقت العمل بعد أيام الفرح والاحتفال، وعلى كل مصرى وطنى ومحب لوطننا أن يقوم بدوره وبعمله على أكمل وجه، ودون انتظار أن يكون عليه رقيب، فلابد أن يكون ضمير كل منا هو رقيبه الذاتى.

فالبناء فى حاجة إلى جهد كل منا مهما كان صغيراً، القائد فى مكانه لابد أن يستكمل القيادة بحكمة وبمهارة، والعامل فى موقعه لابد ان يستكمل الانتاج، والفلاح فى أرضه لابد أن يستكمل زراعته، والطالب فى جامعته عليه أن يستكمل تعليمه، والتلميذ فى مدرسته عليه ان يتفوق فى دراسته، والمدرس فى فصله عليه أن يراعى مهمته، والعالم فى معمله عليه ان يقدم علمه لينتفع به الناس، والأم فى بيتها عليها ان تحسن تربية ابنائها والفتاة فى جامعتها لابد ان تكمل تعليمها، والمرأة العاملة عليها أن تجتهد فى عملها، ورجل الدين فى موقعه عليه أن يتحلى بالوسطية والأخلاق الحميدة، كل منا له دور عليه أن يؤديه، فلن نبنى الوطن لا بالفوضى ولا بالكسل ولا بالإتكالية على الغير، أو بالتراخى أو باستيراد من يعملون فى وطننا بدلاً منا، فلا وقت لنضيعه، كفانا ما شهدناه من فوضى وتطرف وعنف من قبل المتآمرين، فهؤلاء نطالب الدولة والمسئولين بأن تتولى أمر خلاصنا منهم بالقانون، أما المصريون الشرفاء أو الأغلبية ممن خرجوا فى ٣٠ يونيو فاعتقد انهم عليهم أن يعوا أنه قد حانت ساعه العمل والإنتاج .

إن غالبية الشعب المصرى قد اجتاحته حالة من الأمل أثناء المؤتمر الاتقتصادى، وما شهدناه من نجاح مشرف وحضور دولى حاشد لدعم ونصرة مصر، لكن علينا إن نتواصل بالعمل والجهد والعرق هذا أقل واجب لبلدنا الغالية، هذا أقل ما نقدمه أمام العالم الذى جاء ليؤيد خطوات مصر الجادة نحو مستقبلها، ولاشك أن السيسى قد قدم خطاباً اعتبره خطاب الفرح بانتصار مصر على أعدائها فى حربها على الإرهاب، فكل الكلمات كانت تؤيد موقف مصر فى وقفتها ضد الإرهاب، وتدعم حركتها نحو البناء ودعم الاقتصاد والاستقرار فى المنطقة، نعم لقد كانت رسائل تأييد من العالم لمصر ورسائل ترحيب من مصر إلى العالم .

والآن لابد أن نبدأ مرحلة البناء والعمل الجدى وبسياسة واضحة لتطوير وتقدم مصر المستقبل، وتحسين أحوال الشعب المصرى الوطنى، إننا لابد أن ندرك أن علينا أيضاً أن نضع سياسات يتم فيها تذليل العوائق للمستثمرين وإتاحة الفرصة لكل المشروعات ما دامت تهدف إلى التنمية والازدهار، وأيضا لابد أن نضاعف من توفير الأمن للمواطن والمستثمر والسائح بشتى الطرق لأنه ضرورة حيوية.

.. وللحديث بقية