رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متناقضات فى اليوم العالمى للمرأة «2»


استكمالاً لمقالى الأخيرة الذى تناولت فيه المتناقضات التى نشهدها فى أوضاع النساء فى مختلف أنحاء العالم بمناسبة احتفال الدول بيوم المرأة العالمى، فإننى أواصل تناول المشهد العالمى وتطوره، وكنت قد توقفت عند عام ١٩١٠ الذى عُقد فيه مؤتمر دولى للنساء بمدينة كوبنهاجن الدانماركية، حيث سافر وفد نسائى أمريكى للمشاركة مع نساء ١٧ دولة أوروبية لدفع حركة تطوير أحوال النساء للأمام وحل مشكلاتها، واستطاع المؤتمر أن يصدر توصيات مهمة، حيث كان من أهم توصياته تكريس يوم عالمى للمرأة، كما طالب بحق الاقتراع لها وأسفر عن ظهور تنظيم نسائى فى بريطانيا يرى ان حق الاقتراع خطوة إيجابية باتجاه تطوير أحوال النساء ولم توافق منظمة الأمم المتحدة على تبنى تلك المناسبة سوى سنه ١٩٧٧ عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أى يوم من أيام السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، فتحول إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم فى مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن، ودعت الجمعية العامة الدول إلى إعلان اعتبار يوم ٨ مارس لحقوق المرأة والسلام الدولى، وتحتفل به الدول وفقاً لأعرافها وتقاليدها . إلا أنه مع تحقق مكتسبات للمرأة وحدوث تحسن فى ظروف حياتهن وفى القوانين الخاصة بهن وفى تولى مناصب فعالة ومهمة فى بعض الدول، حيث نجد المرأة قد أصبحت فى بعض الدول رئيسة لدولة، ورئيسة لحكومة ووزيرة وعالمة ومهندسة وقاضية وأديبة وفنانة ورئيسة لمؤسسات حيوية ومهمة، ورغم أن كل هذا لم يتحقق بسهولة وإنما جاء نتيجة مشوار نضال طويل وشاق خاضته المرأة، وبذلت فيه جهوداً كبيرة على المستويين الدولى والمحلى كما جاء هذا أيضاً نتيجه ما يشهده العالم من تقدم فى المجالين العلمى والتكنولوجى، إلا أن هناك تناقضاً كبيراً على أرض الواقع فى دول عديدة، حيث مازال شبح الحرب والجوع والاستغلال والتبعية يهدد مصير النساء بل والإنسانية كلها. فإذا نظرنا مثلاً إلى الدول الأفريقية سنجد ملايين النساء يعانين الفقر والجوع والافتقار إلى التعليم ومتطلبات الحياة الأساسية نتيجه الصراعات التى تموج فى بعض الدول الأفريقية، وتواجه المرأة أقسى أنواع العنف والقهر أيضاً بسبب المنظمات المتطرفة مثلما يحدث فى نيجيريا وغيرها من الدول الأفريقية.وإذا ما انتقلنا إلى منطقتنا العربية فسنجد متناقضات صارخة ومعاناة متعددة الأنواع والأشكال نتيجه مخططات دولية لتقسيم المنطقة وتمزيق الدول إلى دويلات متصارعة، فنجد النساء يتعرضن لأخطار كثيرة ويومية نتيجه تأجيج الصراعات العرقية والفتنة بين أبناء البلد الواحد كما نرى ذلك فى العراق وفى سوريا وفى ليبيا وفى اليمن، ونرى معاناة يومية لنساء أسفرت الصراعات عن فقدان بيوتهن وأسرهن واضطررن إلى العيش فى المخيمات أو كلاجئات خارج بلادهن، ومازالت كثير من النساء يعانين من معاملتهن كمواطنات من الدرجة الثانية، وذلك فى صور مختلفة تبدأ من سلب قدراتهن على اتخاذ القرار أو حتى اختيار حياتهن وصولاً إلى زواج القاصرات وتعدد الزوجات دون أسباب قهرية، أو اعتبار المرأة أداة للمتعة والإنجاب وأيضاً نجد أن ظاهرة ختان الإناث مازالت مستمرة. وللحديث بقية