رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لأنه يوم المرأة العالمى«١»


صحيح أننا نستعد فى مصر لحدث عالمى فى غاية الأهمية لأنه بنجاحه يمكن أن يشكل علامة فارقه فى تاريخ بناء مصر الحديثة، وحركة دولية تنعش الاقتصاد والسياحة المصرية والدفع بمشروعات جديدة تضخ الانتعاش فى الجسد المصرى الذى أنهكته المشاكل والأزمات، وأقصد بذلك مؤتمر مصر الاقتصادى الدولى، إلا أننى أيضاً لابد أن أتوقف عند حدث مهم يشهده العالم يوم ٨مارس من كل عام، أى أنه كان بالأمس، وأقصد به «يوم المرأة العالمى» والذى يهمنى كما يهم كل امرأة، أتوقف عنده لنرصد ما تم من مكتسبات للمرأة وما يواجهها من مشاكل ومصاعب وعوائق مطلوب مواجهتها والعمل على حلها أو تغييرها. ولأنه يوم المرأة العالمى وهو يوم مخصص للاحتفال بالمرأة والاهتمام بشئونها وتكريم المتميزات ممن قدمن لمجتمعاتهن ولبلادهن دوراً استثنائياً أحدث تغييراً، أو واجهن بشجاعة واقعاً ظالماً أو قمن بالمطالبة بحقوق منقوصة أو قهر صارخ فى مجال من المجالات، فإننى لابد أن أتوقف لتأمل حال المرأة فى منطقتنا، صحيح أن الاحتفال مطلوب لأنه قد أصبح ومنذ عام ١٩٧٧ يوماً دولياً للمرأة بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد بمرحلة نضال طويل للمرأة حتى أصبح يوما معترفاً به فى كل الدول، إلا أنه من ناحية أخرى يوم من الضرورى أن نقوم فيه بتسليط الضوء على أحوال مؤسفة وممارسات غير إنسانية وغير آدمية أحياناً.إن بداية هذا اليوم كانت مع الثورة الصناعية إثر إضرابات نسائية حدثت بمدينة نيويورك فى عام ١٨٥٦ وذلك احتجاجاً على الظروف اللا إنسانية اللاتى كن يجبرن على العمل بها، وتدخلت الشرطة بوحشية لتفريق المظاهرات لكنها أحدثت أثر لدى المسئولين لأنها طرحت مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، ثم كان اليوم المهم حين خرجت عشرات الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر فى شوارع مدينة نيويورك وحملت المتظاهرات الخبز اليابس والورود واخترن لحركتهن اسم «الخبز والورود»، وطالبن بتخفيض ساعات العمل، ووقف تشغيل الأطفال، وكان ذلك بداية لحركة نسائية متحمسة، خاصة مع انضمام نساء من الطبقة المتوسطة، وتحولت إلى موجة من المطالبة بالمساواة والإنصاف، وحق المرأة فى الانتخاب، واتسعت الحركة لتحمس نساء أوروبا لها، وفى روسيا أيضاً تحركت الأمور السياسية إلى مسار جديد حين خرجت النساء إلى الساحة السياسية فى فبراير ١٩١٧ فى مسيرة نظمتها عاملات وزوجات جنود والأرامل للمطالبة «بالخبز لأولادنا»، وبإنهاء الحرب التى تسببت فى الفقر والتى كان يخوضها القيصر واستمرت ٤ أيام وانتهت بسقوطه وانهيار نظامه الاستبدادى، وجاءت حكومة مؤقتة لتمنح المرأة حق الاقتراع، وفتحت ثورة النساء من ٢٩فبراير إلى ٨مارس الأبواب لثورة أكتوبر من نفس العام، لتؤسس أول نظام اشتراكى فى العالم والذى أخذ على عاتقه قضية تحرير المرأة، وتغير التاريخ من خلال المرأة، وتولت سيدة منصب أول وزيرة للشئون الاجتماعية وهى ألكساندرا كولونتاى، وفى عام ١٩١٠ أقيم مؤتمر للنساء الديمقراطيات الاشتراكيات فى مدينة كوبنهاجن الدنماركية وشاركت فيه ١٠٠ امرأة من ١٧دولة، طالبن بحق الاقتراع وبدأت خطوات فى الاتجاه الصحيح . وللحديث بقية