رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تنمية سريعة لأرض الفيروز «٢»


أستكمل هنا الجزء الثانى من مقالى الذى بدأته الأسبوع الماضى تحت عنوان «نظرة جديدة لأرض الفيروز» حيث راودتنى أفكار كثيرة لتنمية وتطوير أرض الفيروز، بينما تجرى حالياً عملية تطهيرها من الإرهاب بأيدى أبطال الجيش المصرى، لأن من يقرأ ملف سيناء سيجد أنها تحتوى على كم هائل من الثروات الطبيعية وبها آفاق رحبة للتنمية والتقدم، ولكن فى المقابل لابد من الإسراع بمشروعات تنموية كبيرة وصغيرة، وتشجيع الشباب على السكن والاستقرار فيها، وتوفير كل سبل المعيشة الآمنة لساكنيها، ولمن يمكن أن ينتقلوا فيها للسكن بها إذا ما بدأ تعميرها بشكل سليم، وبخطط ملائمة يمكن من خلالها جعلها جزءاً يحظى بالاهتمام والاستثمار، يسهم فى زيادة الدخل القومى المصرى، حيث إن بها إمكانيات كبيرة تمكنها من الإسهام بحق فى النهوض بالاقتصاد المصرى.

ونظرة على بعض ملامح أرض الفيروز تجعلنى أتوقع لها مستقبلا باهرا يفوق كل التوقعات بشرط الاهتمام بها، وهذا أمر حتمى لا خيار أمامنا غيره ، فهى منطقة صحراوية تمثل ٦٪ من مساحة مصر، يسكنها مليون و٤٠٠ ألف نسمة، ومنهم حوالى ٥٩٧ ألف نسمة فى محافظتى جنوب وشمال سيناء، و٨٠٠ ألف نسمة فى المنطقه الغربية من سيناء وهى السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وهى تملك ٣٠٪ من سواحل مصر، وإلى جانب هذا هناك كم هائل من الثروات الطبيعية مثل النخيل والخروع كما تعلو المرتفعات نباتات الزعتر والزنبقيات والنرجسيات.وحينما أتحدث عن إمكانيات أرض الفيروز سأقول لقارئى أنها من اهم المقاصد السياحية، ويمكن أن تتضاعف إمكانياتها السياحية إذا ما تم استغلالها بابتكار وبأفكار جديدة، واستثمار مقاصدها بشكل أفضل مما كان يحدث، وبهذا يمكن أن تضيف إلى الدخل القومى مليارات وليس فقط ملايين من الجنيهات، وبما يفتح أبواب العمل لملايين من العاملين فى السياحة، وكل هذا بالتأكيد مرهون باستقرارها ونشر الأمن بين ربوعها وحسن إدارتها.إن سيناء تتميز بخصائص دينية وحضارية فريدة وتسهم حاليا بالفعل بنسبة كبيرة من الدخل القومى المصرى، حيث يأتى إليها السياح من مختلف أنحاء العالم للاستجمام والسياحة والاستمتاع بطبيعة سيناء الخلابة، حيث الجبال تعانق البحر الأحمر فى مشاهد مدهشة تخطف الأبصار، كما يمكن عمل رحلات سفارى وزيارة لمناطق البدو . وتوجد بها أيضا بعض من أهم المدن السياحية مثل شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا وأيضا دير سانت كاترين ومدينة طور سيناء، وتمتاز بأنها كانت شاهدة على أهم الأحداث الدينية فى الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية»، مثل الفتح الإسلامى لمصر ورحلة العائلة المقدسة وخروج بنى إسرائيل من مصر، مما جعل لسيناء أهمية فى الديانات حتى أنها ذكرت فى الديانات الثلاثه القرآن والإنجيل والتوراة »، ومن أهم المزارات التى يقصدها السياح دير سانت كاترين وجبل موسى، وبها أشهر مراكز الاستشفاء الطبيعية الشهيرة مثل عيون موسى وشواطئ الرمال الغنية بالعناصر المعالجة للأمراض الجلدية .ولابد أن نضيف أيضاً أن سيناء هى المورد الأول للثروة المعدنية فى مصر، حيث يتدفق من أطرافها الغربية البترول ومن شرقها النحاس والفوسفات والحديد والفحم والمنجنيز واليورانيوم ،. كما يوجد بها الفحم، وقبل كل هذا تشتهر بوجود أشهر انواع الفيروز فى العالم الذى اكتشفه المصريون القدماء على أرضها واستخدموه فى تزيين المعابد والتماثيل، كما يمارس السكان الزراعة، وبها مياه جوفية لم تُستغل غالبيتها بعد. إن مستقبل سيناء يمكن أن يكون باهراً ومتميزاً ويمكن أن تسهم فى مضاعفة الدخل القومى المصرى والذى يحولها إلى دولة غنية تقف فى مصاف الدول الكبرى من خلال مصادرها وثرواتها وكنوزها وأهلها، إن مصر المحروسة لديها إمكانيات هائلة بشرية وطبيعية وجغرافية بما يمكنها من التقدم بثبات وثقة نحو المستقبل، وأرض الفيروز فى حاجة إلى نظرة جديدة للنمو والرخاء من المسئولين عن شئون الوطن، فلا تتهاونوا ولا تتباطئوا فى الأخذ بيدها وفى دعم أهلها وفى النهوض بها.