رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توابع «شارلى إبدو» «٢/٢»


أستكمل مقالى السابق، عن الهجوم الإرهابى على صحيفة «شارلى إبدو» الذى هز العالم، حيث أعتقد أنه لن تتوقف توابع الهجوم على « شارلى إبدو» والذى روع أوروبا وجعلها تعيد حساباتها حول كيفية التعامل مع الإرهاب والإرهابيين، وستظل تتوالى فى كل الاتجاهات، وسوف تجتاز الحدود وتحاك خطط ضد الإسلام باعتباره يفرز التطرف والعنف والإرهاب. ومن التوابع التى لم تكن فى الحسبان تلك الشهرة العريضة التى حظيت بها الصحيفة والانتشار الواسع الذى جعل منها أشهر صحيفة فى العالم بعد الهجوم، والأكثرها توزيعا وبأرقام خيالية، فرغم أن صحيفة «شارلى إبدو» فى حد ذاتها لم تكن صحيفة ذات شهرة واسعة، أو قيمة صحفية تذكر قبل الجريمة الإرهابية، فإنها بعد ماكانت تطبع فى الماضى ٦٠ ألف نسخة فى العدد قفزت مبيعاتها بعد الحادثة الدموية التى راح ضحيتها ١٧شخصا وعددا من الجرحى إلى خمسة ملايين نسخة فى العدد الأخير، وطبع العدد الجديد بست لغات من بينها الإنجليزية والعربية والتركية، وستخصص عوائد العدد لأسر ضحايا الهجوم الإرهابى، ويبلغ عدد الصحفيين الذين قتلوا ٨ صحفيين من بينهم رئيس تحرير صحيفة شارلى إبدو و٤ آخرين خلال الهجوم الذى شنه الأخوان سعيد وشريف كواشى، إلا أن القوات الفرنسية قتلتهما بعد ٣ أيام من الهجوم غير المسبوق فى فرنسا، وتم ذلك أثناء اختبائهما فى مطبعة فى بلدة «دا مارتان جولى» شمال شرقى باريس ونجحت فى تحرير رهينة كانا يحتجزانها، كما انطلقت التوابع الواحدة تلو الآخرى للتصدى للإرهاب. فبينما قال الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أن صحيفة «شارلى إبدو» مستمرة وستحيا فينا، جاءت تصريحاته مواكبة لموقف السلطات الفرنسية حيث طالبت النيابة العامة باتخاذ إجراءات حازمة ضد الأشخاص الذين يدعمون الإرهاب ويقومون بنشاطات معادية للسامية، وقالت أيضا وزيرة العدل كريستينا توبيرا، أنه يجب التصدى وبطريقة حازمة ضد أى شخص يستخدم عبارات أو يقوم بأفعال تنم عن الكراهية، وسجلت أكثر من ٥٠ قضية ضد أشخاص عبروا عن دعمهم للإرهاب منذ الهجوم على الصحيفة، كما تم اعتقال العشرات فى حملات أمنية فى فرنسا وبلجيكا وألمانيا، إثر تهديد بهجوم وشيك فى أوروبا، وتم أيضا تسجيل ١١٦عملا معادياً للمسلمين بعد الهجوم على الصحيفة. أنا لست شارلى، وأنا أدين ما قام به صحفيوها من صور كاريكاتورية عن خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، ولكنى أيضا وفى نفس الوقت ضد أى عمل إرهابى، فرغم أننى مع حرية التعبير والرأى، فإننى أرفض رفضا قاطعا ما نشرته صحيفة «شارلى إبدو» ولا أوافق على الإساءة بأى شكل من الأشكال، ولا بأى صورة من الصور للأنبياء والرسل، وأنا أيضا لا أوافق على أى صورة من صور استخدام أو استغلال الأديان لارتكاب جرائم أو تخريب منشآت أو الاعتداء على أى إنسان أيا كان، لذلك فأياً كان ما ستأخذه الحكومات من إجراءات ضد الإرهاب، فهى مشروعة، ولابد أن تتكاتف كل الحكومات على محاربته بقوانين مشتركة وإجراءات مشتركة والتنسيق لما سيتم فى مواجهة الإرهاب، ولابد أن تكون مصر فى قلب التعاون الدولى لمحاربة الإرهاب وأيضا وبنفس الدرجة، فإنه لابد ألا تكون أوروبا مأوى آمن للهاربين من مصر من الإرهابيين والخونه والقتلة.. فأوروبا تجنى الآن ما زرعته من دعم للجماعات المسلحة المتطرفة فى الدول العربية منها مصر، وإذا كنا ضد القتل والاغتيال السياسى والإرهاب، فإننى أيضا ضد الخلط بين الإسلام والإرهاب، لأن هذا سيصب فى مصلحة إسرائيل، وسوف تستغله ضدنا بكل الوسائل، وضد مصلحة المسلمين، ولابد أن يتم شرح الإسلام الصحيح للعالم، وأيضا نأمل ألا يتم استغلال الهجوم على «شارلى إبدو» من قبل اليمين الفرنسى والقيام بالتحريض على المسلمين، وأذكر هنا عبارة مهمة أعجبتنى للبابا فرانسيس حيث قال: «إن حرية التعبير حق ولكن هناك حدود عندما تسىء إلى الأديان