رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"السيلفى" تحولت من مجرد صورة إلى أسلوب حياة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم تعد الصورة تأخذ ذلك القالب الجدى الذى إعتدنا عليه والتى يبدو فيه صاحب الصورة بوقار وإحترام، فتغيرت ملامح ومواصفات الصورة حاليا مع إنتشار ظاهرة "السيلفى" ،فأصبحت الصورة فى قالب أكثر غرابة وجنونية.
إذا كنت تسير فى الشارع وحيدا أو تجلس بمنزلك ولديك الرغبة فى تسجيل لحظة ما قد لا تتكرر ثانية، فلا مشكلة فى ذلك فقط هاتفك المحمول كل ما عليك أن تُخرج هاتفك وتتخذ الوضع الذى تريد أن تظهر فيه وإلتقط صورة "سيلفى" و"عيش أحلى ما فى اللحظة" .
ترجح بعض الآراء أن بدايات "السيلفى" كانت فى مطلع الألفينيات وأصلها إسترالي حيث كان هناك شاب إلتقط صوره لذاته وهو يحتفل بعيد ميلاده ومن ثم رفعها على أحد المواقع الغير مشهورة، ومن بعدها بدأ هذا النوع من الصور فى الإنتشار فى 2012 وإزداد بشكل واضح خلال العام الماضى إلى أن أصبحت علي ما هى عليه الآن .
وفى رواية أخرى يُقال أن اناستازيا إبنة القيصر نيقولاإمبراطور روسيا هي أول المراهقين الذين التقطوا صورا لأنفسهم فى عام 1914 حين كان عمرها 13 عاما، و أن "السيلفى" معروف منذ قرون إلا أن التكنولوجيات الجديدة والكاميرات التي تجهز بها الهواتف ووصلها بشبكات التواصل الاجتماعي، أكسبتها شهرة وبعدا كبيرا جدا.
والجدير بالذكر أن قاموس إكسفورد أضاف هذه الكملة فى نهاية عام 2013م، معتبرا إياها كلمة العام وأعطاها تعريفا هو أن تأخذ صورة لنفسك وقد تكون هذه الصورة إما للشخص نفسه وحيداً أو مع عدة أشخاص آخرين، وقد زاد استعمال هذه الكلمة خلال هذه السنة بنسبة 17.000 مرة عن السنة الماضية، نشر هذه الصورة بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعى خاصة "فيس بوك" وموقع "إنستجرام"
وتحولت هذه الصور إلى درجة هوس يصيب العالم بأثره على مستوى العامة والمشاهير على حد سواء، فنجد مثلا أن الرئيس السيسى قد تصور "سيلفى" مع السباحة رانيا علوى أثناء حمله الإنتخابية خلال لقائه بوفد من الرياضيين، وكذلك إلتقط الرئيس الأمريكى باراك أوباما صورة سيلفى أكثر من مرة مع رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" وأخرى مع رئيسة وزراء الدينمارك "هيله ثورنينغ شميد" أثناء مراسم تكريم نلسون مانديلا في جنوب إفريقيا.
وفى خلال عيد الأضحى هذا العام كانت صور السيلفى حاضره وبشكل أساسى، حيث تداول عدد كبير من نشطاء الفيس بوك على صفحاتهم الشخصية صورهم مع الخروف "أضحية العيد "، ولم يقف الأمر عند ذلك بل إجتاحت ظاهرة "السيلفى" موسم الحج ولاقت رواجا كبير بين الحجاج أثناء تأديتهم للمناسك، وهو ما علق عليه عدد من الشيوخ وعلماء الدين أنها فى هذه الحالة تشكل إنصرافاً عن العبادة والروحانية وتعد نوعا من أنواع التهريج.