رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمير الكاريزمى


العلاقات المصرية السعودية قديمة قدم التاريخ وقد وضحت فى مقال سابق لى «من عبد العزيز إلى عبدالله» مدى قوة وعمق ومتانة هذه العلاقة «من الملك عبد العزيز، فيصل، فهد، عبدالله، الملك فاروق، عبد الناصر والسادات إلى الرئيس السيسى. خلال الزيارة الأخيرة «الرئيس السيسى» للمملكة العربية السعودية استوقفنى حوار أدلى به «الأمير سعود الفيصل - وزير الخارجية السعودى الحديدى- السياسى المحنك، المتألق لأربعة عقود فى عالم الدبلوماسية، الشخصية الأكثر حنكة فى عالم الدبلوماسية، الذى يطل علينا بشخصيته الكاريزمية ، ليس مستغربا عليه مثل هذه الثقافة وهذه المواقف فهو هذا الشبل من ذاك الأسد «الملك فيصل» فقد ورث عنه الشجاعة، فلا ننسى موقف الملك فيصل وهو فى الثانية عشرة من عمره اختاره الملك «عبد العزيز» ليصاحب وفدا لبريطانيا، فدخل «الملك فيصل» على ملك بريطانيا لابسا سيفه فحاولوا منعه فقال: «أما تقولون إنى طفل صغير، فلماذا تخافون من طفل يحمل سيفا» فاستقبله ملك بريطانيا بسيفه- رحمة الله على فيصل .قال عنه «كولن باول- وزير الخارجية والدفاع الأمريكى الأسبق- «سعود الفيصل يعادل اللوبى اليهودى». أما «جورباتشوف» فقال: «لو كان لدى رجل كسعود الفيصل ما تفكك الاتحاد السوفيتى وانتهى»، أما وزير الخارجية الفرنسى الأسبق «برنار كوشتير» فوصفه «بأنه أكبر الساسة حنكة وحكمة فى العالم»، أما وزير الخارجية البريطانى الأسبق «ديفيد ميليباند» فقال عنه: «سعود الفيصل يستطيع أن يحصل على ما يريد، فهو يحب الحق والوضوح ومنح السعودية قوة خارجية لا يستهان بها»، أما مستشار بوتين فيقول عنه «إن سعود الفيصل يتحدث بوضوح، يجعل محادثيه فى حيرة من أمرهم، كيف يكون وزير خارجية بهذا الصدق» فى أحد الاجتماعات الدولية للقضية الفلسطينية كان لزاما أن يحضر وزير الخارجية اليهودى فوافق بشرط أن يدخل من مدخل وباب غير الذى سيدخل منه الوفد اليهودى. يتقن ست لغات غير العربية «الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، الإسبانية، العبرية» لأنها اللغات المسيطرة فى عالم السياسة والاقتصاد، رجل قوى يقول ما يريد ويفعل ما يريد، لا ينام أكثر من ساعتين ترافقه دائما ملفاته وكتبه، استخدم أثاث مكتب والده «الملك فيصل» وظل يستخدمه لمدة 36 عاما دون تغييره لما سأل صدام حسين عن الرجل الذى يخشاه قال «سعود الفيصل فهو أدهى من قابلت فى حياتى، فحينما كنت فى حرب إيران جعل العالم معى وبعد أن دخلت الكويت قلب العالم ضدى وكل ذلك فى مؤتمر صحفى واحد»، وهذا ما فعله مع مصر بعد ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو فلا تزال كلماته تتردد فى أذنى وهو فى جولته فى أوروبا ليتحدث عن الثورة، شارحا أسبابها، ظروفها، تحدث بلسان المصريين فأجاد وبرع فى الحديث، لن أنسى كلماته فى المؤتمر الصحفى على سلالم الإليزيه متحدثا من قلب أوروبا للعالم كله عن مصر وعن الثورة، عاشت مصر وعاشت الأمة العربية

[email protected]