رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشير السيسى وطموحات لم نسايرها؟


حالة الاستنفار التى أعلنها المشير عبدالفتاح السيسى.. رئيس البلاد.. لم تجد حتى الآن المشاعر المخلصة لمواكبتها والحرص على ترجمتها على أرض الواقع.. فالرجل أدرك منذ الوهلة الأولى أن السماء لن تمطر ذهباً.. وأن المصاعب كثيرة.. وأن الأخطار محدقة.. وأنه لابد من تكاتف الجميع للخروج بالبلاد والعباد إلى بر الأمان.. وزيادة على ذلك كان صريحاً عندما استشعر وفى تقديرى أن أطروحاته التى أعلنها قبيل ترشحه وبعد نجاحه كانت واقعية.. ولم تكن وردية.. فقد رصد الداء ووصف الدواء... والذى يتبلور فى ضرورة استنهاض الهمم.. والخروج من بوتقة التكاسل والتراخى.

لقد كان صادقاً مع نفسه ومع الناس.. وما يؤلمنى.. أن الكثيرين وإن تباروا بهذه الروح.. إلا أنهم على أرض الواقع ما زالوا يعملون من باب إن خرب بيت ابوك خدلك قالب؟ وهو مصطلح كنا ننتظر أن يسقط عقب ثورتين.. وأن نغادر جميعاً مرحلة التباطؤ.. إلى العمل الجاد المتوج بالإخلاص والتفانى.. فالبلاد تتعرض جهاراً نهاراً.. لأخطر أنواع الإرهاب المدعوم خارجياً.. والمؤيد من فئة مارقة وضالة.. لن تستريح إلا إذا سقطت البلاد فى مستنقع الفوضى.. وهذا لن يحدث إن شاء الله.. شريطة أن يستوعب الجميع حجم ما يحاك لنا من مؤامرات.

مطلوب من كل الهيئات والمؤسسات.. أن تبذل قصارى جهدها لتعويض الخسائر التى تكبدناها عقب ثورة 25 يناير وحتى الآن.. ولن يتحقق ذلك من خلال أفكار اندثرت.. وتلاشت.. مطلوب فعلاً مواكبة أفكار رئيس البلاد.. الذى وهب حياته لإنقاذنا من ويلات.. ربما لا يدركها الكثيرون.. ونظرة واقعية إلى ما حدث وما زال فى سوريا وليبيا ومن قبلهما العراق.. سندرك أننا تخطينا حالات الهرج والمرج والفوضى الخلاقة.. والقتل على الهوية وإشعال النعرات الطائفية كما هو حادث هناك.

مصر بأطيافها وتياراتها يجب أن تستشعر كوارث كانت تنتظرنا.. الأحزاب هى الأخرى والتى تلاشى دورها يجب أن تنهض من غيبوبتها.. وأن تفيق من سباتها.. من خلال التحرك الفعال للوصول إلى الناس فى كل الأماكن.. لقد كنا ننتظر حراكاً حزبياً.. نراه فى النجوع والكفور والقرى والمدن إلا أن هذا لم يحدث.. قديماً كانوا يقولون إن هناك تضييقاً على ممارستهم وانهم يعانون الأمرين للوصول إلى الناس.

أما اليوم فلا يجوز أن يتذرعوا.. إذ إن الأبواب الموصدة قد فتحت .. والجماهير تبحث عنهم فهل هم فعلاً فى بيات وإلى متى.. المشير السيسى فى وضع يحسد عليه.. فالرجل يجاهد ويناضل وحيداً فريداً فهل نتركه للذئاب لتفترسه.. أم أننا ما زلنا نؤمن أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان.. أعجب من أحزاب تحمل أسماء ومسميات.. ولا نراها.. انتخابات مجلس النواب على الأبواب.. ولا نرى مرشحاً واحداً لمع نجمه.. هل ينتظرون النتائج دون تضحية ودون برامج كنا نفتقدها فى الماضى. سؤال يشغل الكثيرين وأنا منهم.. وأعتقد أنه يشغل الغالبية العظمى من الناس.. بل ويشغل المشير السيسى نفسه.. مرة أخرى لماذا لم نستشعر ما يحاك لنا من مؤامرات؟ والله من وراء القصد.

■ وكيل وزارة الأوقاف ـ كفر الشيخ