رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حكم العدل الدولية.. تحركات إسرائيلية عاجلة لإيقاف حرب غزة وكسر العزلة

محكمة العدل الدولية
محكمة العدل الدولية

بعد ساعات قليلة من حكم محكمة العدل الدولية الذي صدر يوم الجمعة الماضية بإلزام إسرائيل بالوقف الفوري للعمليات العسكرية في رفح، حيث بدا أن المفاوضين الإسرائيليين يبذلون جهودًا لاستئناف مفاوضات الهدنة مرة أخرى، والتي توقفت في وقت سابق من الشهر الحالي، حيث عكس حكم محكمة العدل الدولية وقرارات المحكمة الجنائية الدولية والاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية العزلة التي تعاني منها إسرائيل.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن الوسطاء يبذلون جهودًا مكثفة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لوقف القتال في قطاع غزة، بعد يوم من أمر محكمة العدل الدولية لإسرائيل بالوقف الفوري للعمليات العسكرية في رفح.

 

إسرائيل تتطلع لاستئناف مفاوضات الهدنة بعد ساعات من حكم العدل الدولية

وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأنه من الممكن أن تستأنف المحادثات لوقف القتال في غزة وإعادة بعض المحتجزين الإسرائيليين في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وفقًا لمسئولين إسرائيليين يريدون استئناف المناقشات.

وقال مسئول إسرائيلي إن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز ومدير الموساد ديفيد بارنياع ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اجتمعوا في باريس يوم الجمعة لبحث الأمر.

وقال وسطاء عرب إن استئناف المحادثات سيعتمد على ما إذا كانت حماس توافق على الحوار، وأضافوا أنه تم التواصل مع حماس لكنها لم توافق بعد على المشاركة، واستشهدت الحركة الأمريكية بما وصفته بمخاوف من أن إسرائيل ليست جادة في التوصل إلى اتفاق.

وناقش المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون والقطريون استئناف المحادثات بناءً على مجموعة جديدة من المقترحات، التي لم تكن شروطها واضحة، بعد فشل محاولة سابقة هذا الشهر بسبب شروط إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين، وقال المسئول الإسرائيلي إن الجولة الأحدث من المحادثات سيتوسط فيها ممثلون عن مصر وقطر والولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من قرار محكمة العدل الدولية، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث طالبت المحكمة قوات الاحتلال بوقف العمليات العسكرية التي يمكن أن تؤدي إلى التدمير الكامل أو الجزئي للسكان الفلسطينيين في رفح. 

في أعقاب الإجراء الذي اتخذته محكمة العدل الدولية يوم الجمعة، قالت إسرائيل إنها لم تنتهك القانون الإنساني في إدارتها للحرب، ملتزمة باللغة الصادرة عن أمر هيئة الأمم المتحدة.

 

ضغوط دولية كبرى على إسرائيل تجعلها أكثر عزلة 

ويقول المحللون داخل إسرائيب إن حكم محكمة العدل الدولية لم يثر نفس المستوى من الغضب أو الاهتمام مثل النكسات الأخرى في الأيام أو الأسابيع الأخيرة.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن أمر محكمة العدل الدولية ثالث نقطة ضغط دولية رئيسية تم فرضها على إسرائيل في الأسبوع الماضي، حيث أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وهي محكمة مستقلة منفصلة عن محكمة العدل الدولية، يوم الإثنين، عن نيته تقديم لوائح اتهام بارتكاب جرائم حرب ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت بسبب خطتهم تجويع غزة، ويوم الأربعاء، أعلنت ثلاث دول أوروبية أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، في خطوة رمزية إلى حد كبير تجعلها تنضم إلى أكثر من مائة دولة أخرى.

وقال روني ليشنو يار، كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين السابق لدى الأمم المتحدة في جنيف: "إن إسرائيل أصبحت أكثر عزلة، الضغط يتزايد أكثر فأكثر ولا أحد يقدم حلًا واقعيًا للمشاكل الأمنية في إسرائيل".

وعلى خلفية الضغوط الدولية، تمضي إسرائيل قدمًا في قتالها في غزة، والذي يتركز حاليًا في رفح وقطاع من شمال غزة، حيث أعادت حماس ترسيخ موطئ قدمها العسكري، وأكد مسئول إسرائيلي يوم السبت أن إسرائيل تخطط لمواصلة العمليات في رفح.