رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون فلسطينيون لـ"الدستور": قرارات العدل الدولية ضد إسرائيل تاريخية وعلى العالم التحرك لتطبيقها

العدل الدولية
العدل الدولية

أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون أهمية ملاحقة محكمة العدل الدولية للاحتلال الإسرائيلي وقادته ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإنهاء حرب غزة.

وأكد الكاتب والصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي أن قرار محكمة العدل الدولية بمطالبة حكومة الاحتلال الاسرائيلي بوقف العملية العسكرية في رفح من جهة، ومطالبتها لإسرائيل تقريرا خلال شهر من الآن عن الخطوات التي سوف تتخذها دولة الاحتلال على صعيد الحرب المستمرة على غزة من جهة، يعتبر ذات أهمية كبرى، وخطوة إيجابية وبناءة تمهد الطريق لخطوات إضافية لاحقة تدين الاحتلال وجرائمه المتنوعة ضد شعبنا الفلسطيني.

وأوضح أبو عطيوي أن مطالبة محكمة العدل الدولية بإيقاف العملية العسكرية لجيش الاحتلال الاسرائيلي في رفح والانسحاب منها جاءت في اطار بشاعة التهجير القسرى والنزوح والتشريد لأكثر من مليون مواطن فلسطيني، فقد قاموا بالنزوح أكثر من مرة وإلى أكثر من مكان في محافظات قطاع غزة.

وشدد أبو عطيوي على أن أهمية القرار وتأثيراته القادمة لا بد أن تأتي من خلال التفاعل العربي والدولي المستمر مع قطاع غزة في ظل استمرار العدوان للشهر السابع على التوالي، ولا بد أيضا أن تكون هناك العديد من وسائل الضغط الدولية على حكومة الاحتلال من خلال التفاعل الرسمي والدبلوماسي والشعبي في كافة أرجاء العالم مع الشعب الفلسطيني ودعمه ومؤازرته على المستوى السياسي والانساني، من أجل أن يكون هذا التفاعل الأكثر ضغطا على إسرائيل، من أجل الانصياع الفوري لقرارات محكمة العدل الدولية والاذعان العاجل والسريع لرغبة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الإنسانية والقانونية الدولية من أجل إيقاف الحرب على قطاع غزة.

وتابع "كذلك يجب أن تسمح دولة الاحتلال بوصول فريق محكمة العدل الدولية إلى غزة، الذي سيتابع التحقيق في جرائم الإبادة الجماعية والمجازر والقتل والتدمير والنزوح والجوع الذي لحق في سكان قطاع غزة". 

وشدد على ضرورة تشكيل تحالف عالمي مع قرارات محكمة العدل الدولية والترحيب بقرارها والدعم باتجاهه، وهذا لضمان تحقيقه على أرض الواقع وبشكل عاجل وسريع والخروج من رفح وإنهاء العملية العسكرية وصولا لوقف إطلاق النار بشكل دائم في كافة محافظات قطاع غزة.

وقال الكاتب الفلسطيني إن قرارات محكمة العدل الدولية التي تكللت في النجاح جاءت نتيجة جهود جنوب إفريقيا المشكورة الداعمة لعدالة القضية ولشعبنا الفلسطيني على طريق الحرية والاستقلال،  وكما جاءت قرارات محكمة العدل الدولية الهامة والمصيرية للشعب الفلسطيني نتيجة الجهود الجبارة التي تبذلها الدول العربية الشقيقة وجمهورية مصر العربية مشكورة من أجل إنهاء الحرب.

واختتم تصريحاته قائلا "لهذا كلنا على ثقة وأمل نابع من جهود الأشقاء العرب والشقيقة مصر ومن الدول العالمية الصديقة أن تبقى على عهدها في دعم كافة القرارات التي تنصف الضحية وتدين الجلاد،  والتي تقف وتناصر شعبنا الفلسطيني وتدعم تطلعاته نحو حل سلمي عادل وشامل يضمن حريته واستقلاله واقامة دولته في إطار حل الدولتين".

عمر: هناك توجه عام لدى المجتمع الدولي لممارسة الضغط على إسرائيل

فيما قال الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن هناك توجه عام لدى المجتمع الدولي لممارسة الضغط على إسرائيل لوقف الحرب التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني وبدت ملامح هذا التوجه بعد قرار الأمم المتحدة الاعتراف بفلسطين دولة دائمة العضوية من ثم إصدار محكمة الجنايات الدولية قرار توقيف بحق كلا من بنيامين نتنياهو ويواف جالانت من ثم اعتراف ثلاث دول أوربية هي النرويج واسبانيا وايرلندا بالدولة الفلسطينية.

وأكد عمر أن الاعتراف المتواصل من قبل الدول بالدولة الفلسطينية والقرارات التي تصدر عن المحاكم والمنظمات الدولية تأتي في إطار تثبيت وانصاف الحق الفلسطيني وترسيخ الرواية الفلسطينية وأن هذا أقل شيء تقدمه هذه الدول والمحاكم والمنظمات للشعب الفلسطيني في ظل حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة.

وأوضح عمر أن إسرائيل كعادتها تتنصل من المواثيق الدولية وتدير ظهرها للمجتمع الدولي وجميعنا رأى مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة كيف مزق ميثاق الأمم المتحدة بعد التصويت على قرار العضوية الدائمة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، ولكن بوجهة هذا يزيد من حجم القطيعة التي تجلبها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة مع دول العالم.

واستطرد عمر لكن ربما يتطور الموقف الدولي إذا تعنتت إسرائيل واستمرت في جرائمها وإدارة ظهرها للمجتمع الدولي، إلى إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن بوقف الحرب وإرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني ومقدراته.

أبو لحية: جنوب أفريقيا تطالب مجلس الأمن لوقف حرب الإبادة

فيما قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إن جمهورية جنوب أفريقيا قدمت أدلة دامغة على ارتكاب إسرائيل أفعال تصنف على أنها تشكل جريمة الإبادة الجماعية وذلك حسب وصف المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948م، وبالتالي فإن المحكمة من المتوقع اليوم أن تصدر حكمها لإدانة اسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية.

وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن حكم الإدانة بجريمة الإبادة الجماعية يسمح لجمهورية جنوب افريقيا الطلب من مجلس الأمن الدولي بصفته أحد اجهزة الأمم المتحدة وصاحب السلطة الأقوى في المؤسسة الدولية باتخاذ اجراءات وقف جريمة الإبادة الجماعية، وذلك استنادا إلى المادة الثامنة من اتفاقية جريمة الإبادة الجماعية والتي تنص على أن "لأي من الأطراف المتعاقدة أن يطلب إلى أجهزة الأمم المتحدة المختصة أن تتخذ، طبقًا لميثاق الأمم المتحدة، ما تراه مناسبًا من التدابير لمنع وقمع أفعال الإبادة الجماعية أو أي من الأفعال الأخرى المذكورة في المادة الثالثة".

وتابع أبو لحية: "أتوقع أن تتقدم جمهورية جنوب افريقيا بشكل فوري بعد صدور حكم الإدانة من مجلس الأمن لإتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني.