رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكاثوليكية" تحيى ذكرى القديس بوسيديوس فى ميراندولا

الكاثوليكية
الكاثوليكية

تحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى القديس بوسيديوس في ميراندولا، أسقف كالاما في نوميديا.

ونستعرض أبرز المعلومات عنه وفقًا للأب وليم عبدالمسيح سعيد - الفرنسيسكاني:

  • معظمنا يعرف سيرة حياة القديس أوغسطينوس الأولى وقصة إيمانه وتوبته المشهورة القوية والمثالية، ولكن القليل منا مَن يعرف شيئًا عن سيرته وجهاده في خدمته الكهنوتية.
  • ولد بوسيديوس في اليوم الأول من شهر يناير عام 370م. وكان صديق القديس أوغسطينوس ورفيقه، وفي عام 397 عُيِّن أسقفًا على إيبارشية كالاما، وهي إيبارشية في نوميديا (شمال إفريقيا).
  • كل ما هو معروف عن حياته المبكرة هو ولادته في إفريقيا البيروقراطية وتتلمذه على يد أوغسطينوس في هيبو. كأسقف، كان عليه أن يحكم إيبارشية مضطربة وكانت تعاني الأمرين من الدوناتية والوثنية المستمرة. (كانت الدوناتية جماعة منشقة على الكنيسة تكفر ما سواها) استمر هذا الانشقاق مائة عام وأدى إلى نشوء كنيسة موازية لها تراتبيتها وطقوسها الخاصة.
  • وقد ذهب أكثر أنصارها تطرفًا إلى حد ارتكاب أعمال عنف، حتى إنهم حاولوا دون جدوى اغتيال بوسيديوس الذي اعترف به البابا إنوسنت الأول. ولعب بوسيديوس دورًا حيويًا في (مجمع ميليفي عام 416) ضد البيلاجيين. وفى عام 429م إذ عبرت قبائل الوندال من إسبانيا إلى إفريقيا، خربوا منطقة كالاما، فالتجأ بوسيديوس إلى صديق عمره القديس أوغسطينوس، حيث أسلم أوغسطينوس روحه بين ذراع بوسيديوس، بينما كانت القبائل البربرية تحاصر مدينة هيبو. ففي عام 437م قام غينسيريك، ملك الفاندال الآريوسي بنفي بوسيديوس ومعه أسقفان آخران عن كراسيهم خلال تحركات أريوسية مقاومة لهم.
  • كان بوسيديوس لا يزال على قيد الحياة في عام 437، عندما كتب سيرة القديس أوغسطينوس. لقد كان "تلميذًا مخلصًا وأمينًا"، وقد أظهر لنا شخصية أوغسطينوس المعقدة في ظروف المعيشة الهادئة التي أوجدها لصالح الآخرين. إن الوصف الذي قدمه يخبرنا الكثير عن الحياة اليومية لمعلم وملفان الكنيسة العظيم في شيخوخته: كانت ملابس القديس وحذاؤه وأثاث مسكنه كلها متواضعة ولكنها كافية.
  • فلم تكن ثمينة ولا متهرِّئة لأنه انتهج الطريق الوسط، وكانت مائدته تتميز بالاقتصاد رغم أنها كانت أحيانًا تحوي لحومًا ومأكولات تناسب الضيوف والمرضى... وكانت أواني الطعام من خزف (طين وخشب).. كما أنه كان دائمًا مِضيافًا، وكان يُفضِّل القراءة على المائدة. وعن تصرفاته الحكيمة قال كاتب سيرته: "لم يكن يستجيب لأعزِّ أصدقائه عندما يطلبون منه رسائل للتوسُّط عند رجال السلطة الأشرار، فقد قال إن هذه حكمة الرجل الفطن، لأن رجال السلطة غالبًا إذا توسل إليهم الناس يصيرون بعد ذلك ظالمين لهم". بالرغم من انشغال رجل الله بالوعظ والتعليم بكل غيرة، فقد كان يدرس تعاليم الهراطقة بتأنٍّ ومثابرة لأجل خلاص الجميع مما أدَّى إلى ضعف موقف الهراطقة إزاء كلامه حتى إن الدوناتيين في غيظهم، شجبوا القديس
  • وأعلنوا في عظاتهم عن أن الذئب يجب أن يُقتل دفاعًا عن رعيتهم! وأنَّ مَن يفعل ذلك ستُغفر له جميع خطاياه!! ولكن العجيب أنهم عندما تواجهوا معه في مؤتمرات علنية لم يجرؤ أحد منهم على مناقشته!
     
  • وكان كهنة الأسقفية يعيشون بشكل جماعي. ذهب أوغسطينوس في بعض الأحيان إلى حد إذابة أدوات المائدة لبيعها لتحرير السجناء في وصف هذه المشاهد الحياتية، يُظهر لنا بوسيديوس شيئًا من نفسه ومن سيده: على الرغم من وجود بعض أوجه القصور، إلا أن سيرته عن القديس أوغسطينوس كانت موضع تقدير كبير لعدة قرون.
  • رقد بوسيديوس بعطر القداسة في 17 مايو عام 440م في ميرندولا في مقاطعة مودينا  بإيطاليا. نقرأ في تأريخ كنيسة القديس بطرس في ريجيو إميليا في القرون الوسطى أن الأسقف أزوني (القرن التاسع)، وبامتياز من الإمبراطور لودوفيتش التقي (778-840)، نقل جثمان القديس بوسيدونيوس من بوليا (منطقة قديمة في إيطاليا، تضم بوليا وشبه جزيرة سالنتين وبينيفينتو) إلى "كورتيس لاتيانا" (بالقرب من ميراندولا في إميليا).