رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس النزوح الأخير فى غزة.. الهروب من الموت برفح كابوس الفلسطينيين

النزوح من رفح
النزوح من رفح

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن كواليس نزوح أكثر من 100 ألف فلسطيني من شرق مدينة رفح الفلسطينية الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة، بعد تحذيرات الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء قبل هجوم عسكري وشيك سيبدأ مرحلة دموية جديدة من الحرب الوحشية المستمرة منذ 7 أشهر.

النزوح الأخير في رفح وكواليس الهروب من الموت

وتابعت الصحيفة البريطانية، أن الطرق المؤدية إلى خارج رفح كانت مزدحمة بطوابير طويلة من الصغار والكبار، المرضى والأصحاء، يركبون شاحنات صغيرة مكتظة وسيارات متهالكة، وعربات صغيرة وعربات تجر باليد، وسار كثيرون حاملين أمتعتهم تحت شمس الصيف الحارقة، وقد تم دفع بعضهم على الكراسي المتحركة.

وأضافت الصحيفة أن المزيد من الأشخاص يفرون من رفح يوميًا، منذ أن أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء الأحياء الشرقية قبل وقت قصير من الاستيلاء على المعبر الحدودي مع مصر إلى الشرق من المدينة يوم الثلاثاء.

العدد الإجمالي للنازحين تجاوز 280 ألف شخص وفقًا لإحصاء مسئولي الأمم المتحدة

ويبلغ العدد الإجمالي للنازحين الآن أكثر من 280 ألف شخص، وفقًا لإحصاء مسئولي الأمم المتحدة في المدينة، مع مغادرة نصفهم تقريبًا خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي كان مجرد مقدمة للهجوم الأوسع الذي هددت به إسرائيل منذ فترة طويلة، على الرغم من الدعوات المتكررة لضبط النفس من الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية والحلفاء المقربين.

ورفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الضغوط الأمريكية لوقف هجوم رفح، قائلًا إن معظم قادة حماس ومقاتليها في المدينة، ما دفع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى وقف تسليم 3500 قنبلة لإسرائيل، وفي الأسبوع الماضي، قال نتنياهو إن إسرائيل ستقف بمفردها وتقاتل بنفسها إذا لزم الأمر.

جيش الاحتلال الإسرائيلي أمر السكان بإخلاء وسط رفح

وأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان بإخلاء وسط رفح في وقت مبكر من صباح أمس السبت، عبر منشورات ورسائل على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال محللون إن هذا يشير إلى أن القوات الإسرائيلية ستتقدم إلى وسط رفح بحلول منتصف اليوم الأحد ومن المرجح أن تستمر عبر المدينة بأكملها.

وقال جيش الاحتلال في بيان إن قواته تواصل العمل ضد حركة حماس، التي تستخدم سكان غزة كدروع بشرية.

ويلجأ نحو مليون شخص نزحوا من أماكن أخرى في غزة إلى رفح منذ أشهر، وقال مسئولو الأمم المتحدة هناك إن المدينة الآن "تفرغ من سكانها"، ومن المتوقع أن تغادر أعداد كبيرة أخرى يوم الأحد في واحدة من أكبر عمليات النزوح منذ عدة أشهر. 

مخاوف جدية على أمن الفارين إلى "المنطقة الإنسانية الموسعة" التي حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي

وقالت دينا زايد، 54 عامًا، التي تعيش في رفح منذ ستة أشهر منذ فرارها من شمال غزة بعد وقت قصير من بدء الحرب: "نحن الآن في حالة من التوتر والقلق الشديدين، لا نعرف ماذا سيحدث لنا".

وأفادت الصحيفة البريطانية، بأن ثمة مخاوف جدية على أمن الفارين إلى "المنطقة الإنسانية الموسعة"، التي حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المواصي على الساحل، حيث قال عمال الإغاثة إن "الظروف كانت مروعة بالفعل".

وقال محمد قحمان، 54 عامًا، إنه يشعر بالقلق إزاء الأوضاع في المواصي، وهو شريط من الساحل الرملي والكثبان الرملية المليئة بمئات الآلاف من النازحين الذين تغلبوا على الإمدادات غير الكافية على الإطلاق من الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية والصرف الصحي بالكاد موجود، ما يؤدي إلى الانتشار السريع للأمراض.

وتابع: "لا نعرف ماذا سنفعل، نحن الآن نجهز أمتعتنا للذهاب إلى المنطقة التي حددها الجيش الإسرائيلي، والتي من المفترض أن تكون منطقة آمنة وإنسانية، لكن هذا مجرد كذب".

غلق المعبر مع مصر يقود الآلاف في رفح لمصير قاتم

وأكدت الصحيفة أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح الحدودي مع مصر، والصعوبات في الوصول إلى معبر كرم أبوسالم مع إسرائيل بسبب القتال يعني أن المساعدات المحدودة تصل إلى جنوب ووسط غزة.

وتقول وكالات الإغاثة إن إمدادات الوقود بدأت في الانخفاض، على الرغم من أن إسرائيل قالت إنها سلمت 200 ألف لتر من الوقود إلى غزة يوم الجمعة عبر معبر كرم أبوسالم - وهي الكمية التي تقول الأمم المتحدة إنها ضرورية كل يوم للإبقاء على حركة شاحنات المساعدات وتشغيل مولدات المستشفيات.