رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكى: رئيس الوزراء الهندى يصعد ضد المسلمين للفوز بالانتخابات

رئيس الوزراء الهندى
رئيس الوزراء الهندى

تصوت الهند اليوم في المرحلة الثالثة من الانتخابات الوطنية في ظل تصعيد رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي لهجته ضد المسلمين.

وحسب تقرير لوكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية،  أدلى ملايين الناخبين الهنود في 93 دائرة انتخابية بأصواتهم، اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي يشن فيه رئيس الوزراء ناريندرا مودي حملة انتخابية صاخبة وتبني خطاب تحريضي استهدف الأقلية المسلمة في الهند.

مودى يوظف العداء ضد المسلمين للفوز بالانتخابات

ووصف مودي في حملاته الانتخابية المسلمين بأنهم "متسللون"، وقال إن لديهم عددًا كبيرًا جدًا من الأطفال، تحت مزاعم أن المسلمين ينجبون المزيد من الأطفال بهدف التفوق على عدد الهندوس في الهند. 

كما اتهم مودي حزب المؤتمر الوطني الهندي المنافس بالتخطيط "لنهب" الثروة من الهندوس في الهند وإعادة توزيعها بين المسلمين، الذين يشكلون 14% من سكان الهند البالغ عددهم أكثر من 1.4 مليار نسمة.

وقالت الوكالة إن انتخابات اليوم في الجولة الثالثة من الانتخابات الوطنية متعددة المراحل وتتضمن مقاعد حاسمة يمكن التنافس عليها في ولايات من بينها كارناتاكا وغوجارات وأوتار براديش، فيما تتوقع معظم استطلاعات الرأي فوز مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا الذي يواجه تحالفا واسعا للمعارضة يقوده حزب المؤتمر وأحزاب إقليمية قوية.

وستستمر الانتخابات الهندية حتى الأول من يونيو المقبل، وسيتم فرز الأصوات في الرابع من يونيو.

وكان مودي، الذي أدلى بصوته في مدينة أحمد آباد بغرب البلاد يوم الثلاثاء، بدأ حملته الانتخابية بالتركيز على التقدم الاقتصادي، ووعد بأنه سيجعل الهند دولة متقدمة بحلول عام 2047، لكن في الأسابيع الأخيرة، ضاعف هو وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بشدة جهودهما نحو تبني برنامج القومية الهندوسية، حيث استخدم مودي بعضًا من خطاباته الأكثر إثارة للانقسام خلال العقد الذي قضاه في السلطة.

ويقول المحللون إن التغيير في اللهجة يأتي في الوقت الذي يهدف فيه حزب بهاراتيا جاناتا إلى الحصول على أغلبية ساحقة أو ثلثي المقاعد الـ543 التي سيتم التنافس عليها في البرلمان الهندي الأدنى من خلال توحيد الأصوات بين الأغلبية الهندوسية، التي تشكل 80%، مؤكدين أن حزب مودي يصعد أيضًا خطاباته الاستقطابية لإلهاء الناخبين عن القضايا الأكبر، مثل البطالة والوضع الاقتصادي، الذي ركزت عليها المعارضة.

ورغم أن الاقتصاد الهندي يعد من بين أسرع الاقتصادات نموا في العالم، إلا أن الكثير من الناس يواجهون ضغوطا اقتصادية متزايدة، فيما يأمل تحالف المعارضة في استغلال هذا السخط، سعيًا إلى حشد الناخبين حول قضايا ارتفاع معدلات البطالة والتضخم والفساد وانخفاض أسعار المنتجات الزراعية، التي أدت إلى احتجاجات المزارعين على مدى عامين.

مودي يعزز الطائفية لهزيمة المعارضة فى الانتخابات

وقال علي خان محمود آباد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أشوكا في نيودلهي، إن القناع سقط عن حكومة مودي لذا الدوافع السياسية هي التي جعلتهم يفعلون ذلك وتبني لهجة تحريضية، مشيرا إلى أن التغييرات في حملة حزب بهاراتيا جاناتا قد تكون أيضًا علامة على القلق بشأن انخفاض نسبة إقبال الناخبين على نحو لم يكن متوقعًا، فقد كان إقبال الناخبين في المرحلتين الأوليين أقل قليلا من نفس الجولات في الانتخابات الأخيرة عام 2019، وفقا للبيانات الرسمية.

وردد آخرون في حزب مودي تصريحاته، فقد نشره حزب بهاراتيا جاناتا مقطع فيديو على إنستجرام لكنه حذفه لاحقا فقد زعم أنه إذا وصل حزب المؤتمر إلى السلطة، فسوف يأخذ الأموال والثروات من غير المسلمين ويعيد توزيعها على المسلمين.

ووصف حزب المؤتمر ومعارضون سياسيون آخرون تصريحات مودي بأنها "خطاب كراهية" يمكن أن يؤجج التوترات الدينية، كما قدموا شكاوى إلى لجنة الانتخابات الهندية، التي تشرف على الانتخابات، لانتهاكهم القواعد التي تمنع المرشحين من الاحتكام إلى "المشاعر الطائفية" لتأمين الأصوات.

ويقول منتقدو مودي إن تقاليد الهند القائمة على التنوع والعلمانية تعرضت للهجوم منذ وصول رئيس الوزراء وحزبه إلى السلطة قبل عقد من الزمن، ورغم وجود توترات منذ فترة طويلة بين الأغلبية الهندوسية في الهند والمسلمين، تقول جماعات حقوق الإنسان إن الهجمات ضد الأقليات أصبحت أكثر جرأة في عهد مودي.