رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العمل واجب مقدس.. نظرة إلى عمال مصر القديمة في عيدهم

العمال في مصر القديمة
العمال في مصر القديمة

يحتفل العمال حول العالم، وفي مصر بعيدهم في شهر مايو من كل عام، حيث تنطلق الفاعليات المختلفة التي تخص العمال، تكريمًا لإنجازاتهم وتضحياتهم، وجهودهم في بناء البلاد وتقدم الأمم.

بالعودة إلى الوراء منذ آلاف السنوات، نجد أن تقدير العمل والعمال أساس الحضارة المصرية القديمة، ونستعرض في التقرير التالي نظرة إلى عمال مصر أيام زمان.

كان للعمال دور كبير في بناء الحضارة المصرية القديمة وتخليدها حتى يومنا هذا، بتشييد الأهرامات والمقابر والمعابد في مختلف المدن المصرية، فنجد على جدران المعابد نقشت رسومات تشير إلى قيمة العمل لدى القدماء المصريين باختلاف الطبقات الاجتماعية.

العمل في مصر القديمة "واجبًا مقدسًا ومساهمة في بناء الدولة"

العمل في مصر القديمة "واجب مقدس ومساهمة في بناء الدولة"

ووفقًا لقطاع المتاحف التابع لوزارة السياحة والآثار المصرية، قدر المصريون القدماء قيمة العمل واحترموا العمال منذ آلاف السنين، فلم يكن العمل في مصر القديمة مجرد وسيلة لكسب العيش، بل كان يُنظر إليه باعتباره واجبًا مقدسًا ومساهمة في بناء الدولة وازدهارها. 

كما لعب العمال دورًا هامًا في تشييد المعابد والأهرامات، التي لا تزال شاهدة على عظمة الحضارة المصرية القديمة حتى يومنا هذا، كما عمل المصريون القدماء في الزراعة والصناعة والتجارة، مما ساهم في تطور اقتصاد البلاد وازدهارها.

أظهر المصريون القدماء احترامًا كبيرًا للعمال، واعتبروهم ركيزة أساسية لبناء الدولة، وأقاموا النقابات المهنية التي تُنظم عملهم وتدافع عن حقوقهم.

كما زخرت المدن المصرية القديمة كمدينة العمال بناة الأهرام في هضبة الجيزة، وتل العمارنة في مصر الوسطى، ودير المدينة في الأقصر، بكنوز من المعلومات عن طرق العمل وتنظيمه وحياة العمال اليومية.

الأعمال الحرفية في مصر القديمة

الأعمال الحرفية في مصر القديمة

كانت الأعمال الحرفية في مصر القديمه هى الأكثر استقرارا في البلاد، وتخضع لنظام دقيق يحكمها، وتشير النصوص المصرية القديمة إلى أن حياة العمال والحرفيين كانت أكثر يسرًا مقارنة بالفلاحين؛ فكان العمال يتسلمون بصفة منتظمة أجورهم عينا، كما يتضح من نص للملك رمسيس الثاني، الأسرة 19، بحسب تقسيم عصور تاريخ مصر القديم، أورده العالم الفرنسي، جان بيير ماري مونتيه، في دراسته بعنوان "الحياة اليومية في مصر.. عصر الرعامسة"، وهو نقش على لوحة تذكارية أقامها الملك في معبد أيونو، قال مخاطبا عمال المحاجر:

"ملأت المخازن بجميع الفطائر واللحوم والكعك لتأكلوها، وأنواع العطور لتعطروا رؤوسكم بها كل عشرة أيام وصنادل تنتعلوها كل يوم، وملابس تلبسونها طوال العام. عينت لكم رجالا يحضرون لكم الطيور والأسماك، وآخرين يحسبون كم هو مستحق لكم، أمرت بتشييد ورشة فخار تصنع لكم الآواني الفخارية ليظل ماؤكم صافيا".

ومع اهتمام المصري القديم بمهنة الطب كان للأطباء شأن كبير وشهرة وهناك من شغل منصب المشرف على الأطباء.