رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اسمها يُسجل في المخاطبات الرسمية.. ما حكاية "تي" أعظم ملكات مصر القديمة؟

الملكة تي
الملكة تي

يعد شهر مارس، هو شهر المرأة بامتياز، حيث تقام فيه الفاعليات والأنشطة لتكريم المرأة، بمناسبة العيد العالمي لها، كما يوافق فيه عيد الأم، التي تقدم الكثير لأبنائها، فتستحق أن نكرهمها أيضًا في شهر مارس.

وبالعودة إلى الوراء قليلا، حيث الحضارة المصرية القديمة، التي علمت العالم القيم والمبادئ، واشتهرت بتكريم وتقدير المرأة، فقد منحت مصر القديمة المرأة الحق في حكم البلاد وفي تولي مناصب رفيعة كملكة ووزيرة وقاضية، وطبيبة.

 وبالفعل، كانت كل سيدة على أرض مصر على قدر المسئولية، وقامت بدورها على أكمل وجه ومن تلك الأمثلة المشرفة نموذج لملكة مصرية ذات دور سياسي هام من طراز فريد وهي، الملكة تي.

ما حكاية الملكة تي؟

 كانت الملكة تي، من أعظم ملكات مصر في عصر الأسرة الثامنة عشروقد لعبت دور البطل في قصه حياة اثنين من أعظم ملوك مصر، وعلى الرغم أنها لا تنتمي للأصول الملكية، فوالدها يويا مستشار الملك وكاهن المعبود مين ووالدتها تويا رئيسة حريم المعبود مين بأخميم، تزوجت" تي" في سن مبكرة من الملك "أمنحتب الثالث"، أقوى ملوك الدولة الحديثة، والذي اشتهر عهده بعصر الدبلوماسية فساندت زوجها وابنها في أمور الحكم اقتصاديًا وسياسيًا وكانت نائبة عن الملك في الاحتفالات.

كيف كسبت الملكة تي احترام الدول الأجنبية؟

ووفقًا لقطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، أصبحت الملكة تي مستشارة زوجها الموثوق بها، كما كان لها دور كبير في تنصيب ابنها أخناتون على عرش مصر حيث لعبت دورًا مهمًا أيضًا في فترة حكمه، وفي توجيهه بالحياة السياسية الداخلية والخارجية؛ والذي اختار عاصمة جديدة هي تل العمارنة بالمنيا حاليًا، وغير أيضا مسار الديانة الرسمية من عبادة آمون إلى عبادة آتون.

وبفضل الحكمة والذكاء والقوة، التي كانت تمتاز بها، كانت قادرة على كسب احترام قادة الدول الأجنبية حيث كانوا على استعداد للتعامل معها مباشرة فقد قامت بدور نشط في العلاقات الخارجية بعد وفاة زوجها لمدة 12عام وكانت أول ملكة مصرية تسجل اسمها في المخاطبات الرسمية، وتشير مراسلات ابنها مع توشراتا ملك ميتاني، مدي التأثير السياسي الذي مارسته هذه الملكة في البلاط الملكي. ففي رسالة العمارنة رقم 26، يتواصل ملك ميتاني مباشرة مع الملكة تي لتذكيرها بالعلاقات الجيدة التي تمتع بها مع زوجها المتوفى ومعبرًا عن رغبته في استمرار أجواء الود مع ابنها الملك أخناتون.