رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير الصينى بالقاهرة: لا حرب باردة مع واشنطن ولا بد من تحقيق العدالة للشعب الفلسطينى

السفير الصيني بالقاهرة
السفير الصيني بالقاهرة

قال السفير  الصيني لدى القاهرة لياو ليتشيانغ ردا على عدد من أسئلة وسائل الإعلام حول زيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن للصين وأوردتها السفارة الصينية بالقاهرة في بيان لها اليوم الأحد: "تلبية لدعوة عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة الصين بين يومي 24 و26 أبريل". 

زيارة وزير الخارجية الأمريكي للصين 

وقال السفير: جاءت زيارته تنفيذا للتوافق بين الرئيسين الصيني والأمريكي في سان فرانسيسكو، المتمثل في مواصلة الحوار وإدارة الخلافات ودفع التعاون وتعزيز التنسيق في الشئون الدولية.

وخلال زيارة بلينكن في الصين، عقد الرئيس شي جين بينغ لقاء بروتوكولي معه بعد ظهر يوم 26 إبريل، حيث أوضح موقف الصين الرسمي من العلاقات الثنائية، وطرح التوجيهات الإرشادية.

وقال الرئيس شي جين بينغ إن الصين والولايات المتحدة يجب أن تكونا شريكين بدلا من خصمين، ويجب أن يساعد بعضهما البعض بدلا من إيذاء بعضهما البعض، ويجب السعي وراء إيجاد القواسم المشتركة بدلا من المنافسة الشرسة.

 وقال: توصل الجانبان الصيني والأمريكي إلى توافق من 5 نقاط. أولا، الاتفاق على الاسترشاد بتوجيهات الرئيسين، والعمل على استقرار وتطوير العلاقات الصينية الأمريكية. ثانيا، الاتفاق على مواصلة التواصل رفيع المستوى والاتصالات على كافة المستويات. ثالثا، الإعلان عن عقد الاجتماع الأول بين الحكومتين الصينية والأمريكية بشأن الذكاء الاصطناعي؛ مواصلة المشاورات بشأن المبادئ الإرشادية للعلاقات الصينية الأمريكية؛ عقد جولة جديدة من المشاورات الصينية الأمريكية لشئون آسيا والمحيط الهادئ وشئون المحيطات؛ مواصلة المشاورات الصينية الأمريكية للشؤون القنصلية، والإعلان عن عقد اجتماع كبار المسؤولين لفريقي العمل الصيني والأمريكي بشأن التعاون في مجال مكافحة المخدرات، ويرحب الجانب الأمريكي بزيارة مبعوث الصين الخاص لشئون التغير المناخي ليو تشنمين و رابعا، اتخاذ الإجراءات لتوسيع التواصل الشعبي بين البلدين، والترحيب بالطلاب المبتعثين من الجانب الآخر، وحسن تنظيم الدورة الـ14 للحوار الصيني الأمريكي رفيع المستوى للسياحة المزمع عقدها في مدينة شيآن في مايو المقبل، خامسا، الحفاظ على التشاور حول القضايا الدولية والإقليمية الساخنة وتعزيز التواصل بين المبعوثين الخاصين للجانبين.

لا حرب باردة جديدة 

وقال السفير: "لقد  أكد الجانب الأمريكي مجددا خلال هذه الزيارة أنه لا يسعى إلى "حرب باردة جديدة"، ولا يسعى إلى تغيير نظام الصين، ولا يسعى إلى معارضة الصين من خلال تعزيز التحالف، ولا يدعم "استقلال تايوان" ولا ينوي الصدام مع الصين؛ ولا يسعى إلى احتواء التنمية للصين، ولا "فك الارتباط" مع الصين، ولا تنوي عرقلة التقدم التكنولوجي للصين، إذ أن صين مزدهرة وناجحة أمر جيد بالنسبة للعالم. وموقف الصين من هذا الموقف لم يتغير، يجب على الولايات المتحدة الوفاء بتعهداتها.

وقال: "لا يمكن للولايات المتحدة أن تنظر إلى العالم بعقلية الحرب الباردة واللعبة الصفرية، ويجب ألا تقطع التعهدات ولا تفي بها. وتعرف شعوب العالم جيدا، وتعرف شعوب الشرق الأوسط بشكل أوضح، مَن يقف إلى الجانب الصحيح للتاريخ والحق، وقد جلبت الصين للعالم التعاون والتنمية والاستقرار والكسب المشترك، لا يقدر أي قوى على الحيلولة دون التنمية والنهضة للصين، لأنها تقوم على القوة الدافعة الهائلة والمنطق التاريخي الحتمي. تعد الانتخابات الأمريكية من الشأن الداخلي الأمريكي، ولم ولن تتدخل الصين في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، ولن تتصرف الصين هكذا على الإطلاق، بغض نظر عن هوية الرئيس الأمريكي الجديد، يحتاج الشعبان الصيني والأمريكي إلى التواصل والتعاون، ولا بد للصين والولايات المتحدة، باعتبارهما دولتين كبيرتين، إيجاد الطريق الصحيح للتعامل مع بعضهما البعض. في هذا السياق، طرح الرئيس شي جين بينغ المبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك.

الوضع في غزة 

وقال السفير تعليقًا حول الوضع في غزة: "إن استمرار الصراع في غزة أسفر عن كارثة إنسانية يجب ألا تحصل، وقد تجاوز الخط الأحمر للحضارة الحديثة، على مدى نحو نصف عام، قد أدى الصراع إلى مقتل وإصابة أكثر من مائة ألف شخص ونزوح أكثر من مليون شخص، فلا بدّ أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل، في الآونة الأخيرة، أوضح وزير الخارجية وانغ يي مرة أخرى بوضوح موقف الصين بشأن الوضع في غزة: أولا، يعتبر الدفع بتحقيق وقف إطلاق النار ومنع القتال في أسرع وقت ممكن مقدمة الأولويات في الوقت الحالي، إن إطالة الحرب تعني تحديا متزايدا لضمير البشرية وتقويضا مستمرا لأساس العدالة. بفضل الجهود المشتركة المبذولة من قبل كافة الأطراف، اعتمد مجلس الأمن الدولي مؤخرا أول قرار يطالب بوقف إطلاق النار منذ اندلاع الصراع في غزة، يكون هذا القرار ملزما، فلا بد من تنفيذه بشكل فعال، بهدف تحقيق الوقف الفوري والدائم وغير المشروط لإطلاق النار، ثانيا، من الضروري ضمان وصول الإغاثة الإنسانية بشكل مستدام وبدون عوائق، لأنه مسؤولية أخلاقية لا تتحمل أي تأخير". 

رفض التهجير 

وقال: "يرفض الجانب الصيني رفضا قاطعا منذ بداية الصراع التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين والعقاب الجماعي بحق سكان غزة، ويدعم بنشاط إقامة آلية الإغاثة الإنسانية في أسرع وقت، ويقدم مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة باستمرار، ومنذ وقت ليس ببعيد، وصل 450 طناً من الأرز و450 طناً من الدقيق التي قدمتها الحكومة الصينية لفلسطين إلى بورسعيد، وتم نقل دفعة جديدة من الخيام والبطانيات والملابس والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات جواً إلى العريش في مصر، وسيتم نقلها لاحقًا عبر الهلال الأحمر المصري إلى الجانب الفلسطيني، في المرحلة القادمة، سيواصل الجانب الصيني العمل مع المجتمع الدولي على حشد كافة الجهود في تنفيذ القرار بشأن وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وضمان وصول مواد الإغاثة الإنسانية إلى سكان غزة بشكل سريع وآمن ومستدام وبدون عوائق. ثالثا، من الضروري منع استمرار امتداد التداعيات السلبية الناجمة عن الصراع، وذلك يمثل حاجة واقعية للحيلولة دون خروج الأوضاع في المنطقة عن السيطرة". 

وأردف: "من الضروري تصحيح الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في وقت مبكر، باعتباره حلا جذريا للصراع في غزة. أثبتت هذه المحنة في غزة مجددا أن عدم تمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه الوطنية المشروعة منذ زمن طويل هو المصدر للقضية الفلسطينية وجوهر قضية الشرق الأوسط. لا يمكن الخروج النهائي من دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإزالة التربة التي تغذي الأفكار المتطرفة والكراهية بشكل جذري، وإحلال السلام الدائم في المنطقة، إلا من خلال إعادة العدالة للشعب الفلسطيني وتنفيذ "حل الدولتين" بشكل حقيقي وتسوية الهموم الأمنية المشروعة لكافة الأطراف سياسيا.

تحرص الصين على مواصلة العمل مع المجتمع الدولي بما فيه مصر على تعزيز التضامن والتعاون، والدعم الثابت للقضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، والدعم الثابت لدفع المصالحة بين الفصائل الفلسطينية عبر الحوار، والدعم الثابت لفلسطين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والدعم الثابت للشعب الفلسطيني لتحقيق إقامة دولته المستقلة و"حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين". وندعو إلى سرعة عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر، ووضع الجدول الزمني وخارطة الطريق لتنفيذ "حل الدولتين"، بما يدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر، ويحقق التعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل والتعايش المتناغم بين الأمتين العربية واليهودية في نهاية المطاف".