رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خسائر لا حصر لها.. كيف فشلت سياسة الردع الإسرائيلية مع إيران وحماس؟

جيش الاحتلال الإسرائيلي
جيش الاحتلال الإسرائيلي

منذ فترة طويلة ويتبع جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسة الرد بقوة على أي اعتداء يطاله، لكن يبدو أن هذه الاستراتيجية في الردع لم تعد فعالة، حيث تواصل حماس عملياتها في غزة لتلحق بجيش الاحتلال خسائر لا حصر لها، وأطلقت إيران 390 صاروخ ومُسيرة باتجاه إسرائيل في هجوم غير مسبوق.

سياسة الردع الإسرائيلية فاشلة وحماس وإيران تفوقتا

وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن إسرائيل باتت عاجزة عن تدمير حماس كما تعهدت منذ أكثر من 6 أشهر، فضلًا عن عجزها عن الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني خوفًا من السقوط في فخ العزلة الدولية.

وتابعت أن إيران هددت بشن هجوم أكبر ومفاجئ، إذا ما حاولت إسرائيل الرد على الهجوم الصاروخي، ومع عدم استعداد أي طرف للتنازل خوفًا من إظهار الضعف، ومع سعي جميع اللاعبين إلى قدر أعظم من الردع، فإن خطر التعثر في حرب إقليمية يتزايد.

وقال عوفر فريدمان، ضابط إسرائيلي سابق وباحث في دراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن: "إذا استمروا في تبادل الضربات، فسيكون ذلك منحدرًا زلقًا نحو تصعيد حقيقي".

وأكدت الصحيفة أن الردع - وهو المبدأ القائل بأن أي هجوم سيقابل برد أكثر عقابًا - هو أساس الدفاع في العديد من البلدان، وقال فريدمان إنها كانت واحدة من الركائز الثلاث للثقافة الاستراتيجية لإسرائيل لعقود من الزمن.

واستطردت الصحيفة: إذا فشل الردع، فإن إسرائيل تعتمد على الإنذار المبكر بأي هجوم، وإذا فشل كلاهما، فإن تل أبيب تسعى إلى إلحاق هزيمة ساحقة، بل ومهينة، بسرعة في ساحة المعركة حتى يتم استعادة الردع ولا يجرؤ الخصم على ضرب إسرائيل مرة أخرى - على الأقل لسنوات عديدة، ويبدو أن هذا غير ممكن في الوقت الحالي في ظل إعلان الولايات المتحدة بأنها لن تدعم أي ضربة إسرائيلية لإيران.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت للقادة العسكريين يوم الثلاثاء، إن الإيرانيين لن يكونوا قادرين على إقامة وضع ردع جديد ضد إسرائيل، وأي عدو يقاتلنا سوف يُضرب، بغض النظر عن مكان وجوده.

وأكدت الصحيفة أن الهجوم الصاروخي الإيراني انحرف عن الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها إيران وإسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة، حيث قامت إيران ببناء شبكة من الميليشيات الوكيلة التي سمحت لها بضرب خصوم أقوى عسكريا، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، مع تقليل مخاطر الهجمات المباشرة على الأراضي الإيرانية.

وقال محللون عسكريون إن الهجوم زاد الآن من خطر الرد الإسرائيلي والمزيد من دورات العنف بين البلدين.

وقال حمدي مالك، الزميل المشارك في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والخبير في شبكة الميليشيات الإيرانية: "تحركات إيران محسوبة ومصممة للغاية، إنها ليست خالية من المخاطر إيران مستعدة لخوض بعض المخاطر المحسوبة".

وتابعت الصحيفة أنه في إشارة إلى أن إسرائيل تحاول الحد من هذا الخطر، أكدت إسرائيل لدول الخليج ودول عربية أخرى يوم الاثنين أن ردها على الهجوم الإيراني لن يعرض أمنها للخطر ومن المرجح أن يكون محدود النطاق، حسبما قال مسؤولون إقليميون يوم الثلاثاء. 

وقال مايكل ميلشتين، ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق للشؤون الفلسطينية: "المشكلة الأساسية هي أن إسرائيل لا تواجه لاعبين أيديولوجيين".

وتابع أن حماس تختلف عن أعداء إسرائيل الآخرين، لأن الردع التقليدي لا يعمل مع الحركة، وأضاف أنها ملتزمة للغاية بهدفها المتمثل في هزيمة إسرائيل، وقد عززت ثقافة التضحية من أجل القضية.

وتدعو واشنطن الآن إلى تغيير النهج الإسرائيلي، الأمر الذي قد يؤدي إلى إبطاء التصعيد، إن إدارة بايدن تطلب من إسرائيل فعليًا أن تكون راضية عن الأمن الذي يوفره الإنذار المبكر بالهجوم الإيراني، مدعومًا بالتعاون مع الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين وعدم الرد.