"نفسى أقابل الرئيس وأتصور معاه".. "عبدالرحمن" يروى لـ"الدستور" تفاصيل مبادرة "طاقة مش إعاقة"
فى جنوب محافظة سوهاج، لخص عبد الرحمن الديب شاب من ذوى الإعاقة، قصة الإرادة والطموح والمعاناة فى كلمات صادقة كتبها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وتداولها روادها بين مشجعين له ومتعاطفين معه.
وفى كلمات موجزة، شرح فيها قصته مع الإعاقة وكيف تغلب عليها وحولها بالإرادة والعزيمة إلى نجاح، ليثبت للأصحاء والمعاقين أن الإرادة والعزيمة غالبة.
وقال «عبد الرحمن»: «اسمى عبدالرحمن أحمد محمد الديب من إحدى قرى المنشاة بلد الشيخ محمد صديق المنشاوى، وبلد الفنان القدير الراحل حمدى أحمد.. وهو بلد يمتد بجذوره فى أعماق التاريخ ويعتبر ثانى محمية أثرية رومانية بمصر بعد الإسكندرية، ومن قلب صعيد مصر حيث المعاناة من ضعف إمكانيات كثيرة فى التعامل مع ذوى الهمم من ضعف ثقافى وموروثات مجتمعية وتعليمية وحكومية.. اختارنى الله عز وجل وأنعم علىّ بأن أكون أحد هؤلاء المختلفين من ذوى الهمم وأعانى من الشلل الدماغى، لكن منذ نعومة أظفارى وأنا لا أرى فى نفسى أى إعاقة، فانا أفهم كما يفهم عموم الناس، والكلمات مختمرة داخل عقلى وجاهزة للخروج ولكنها لا تخرج من لسانى بنفس سرعة الأصحاء فتخرج بطيئة أحيانا ومتكسرة أحيانا أُخرى ويفهمنى المعتادين على التعامل معى ويفهمنى أى أحد ولكن بتركيز أكبر».
وأضاف: «أطراف جسدى لا تساعدنى على تنفيذ الأشياء كالأصحاء ولكنى أجد الحلول دائمًا وأتحايل على كل المعوقات والصعوبات للوصول الى ما أريده ولا أعترف بأن هناك شيئًا مستحيلًا، فالإعاقة بالنسبة لى هى أصغر تحدياتى».
وفى السياق، تواصل «الدستور» مع «عبد الرحمن» ليروى لنا تفاصيل قصته، حيث قال: «منذ صغرى وأنا مهتم بالقراءة والاطلاع، وبذلت جهدًا كبيرًا للتعبير عن الأفكار والموضوعات بشكل متميز ومختلف عن الجميع، جربت مرارًا فى الكتابة النثرية والشعرية، وتفاعلت مع الشعراء وأصبحت من الرواد الدائمين لقصور الثقافة، وشاركت بكتاباتى فى مختلف الفعاليات والأمسيات الثقافية، وأُشيد بجهودى من قبل الجميع، حتى أكملت كتابة أول ديوان شعرى لى بعنوان «أبطال الإرادة»، ومن اسمه يمكن أن تستشف أننى أتحدث عن نفسى وعن أقرانى من ذوى الهمم، لكن بشكل إيجابى يجب أن يكون».
وأضاف أنه ألف أغنيتين «أنا عندى حلم» و«لست المعاق»، مؤكدًا أن موهبته لم تتوقف عند الكتابة فقط فقد دخل فى مجال التمثيل المسرحى وشارك فى تأسيس الفرقة الخاصة بنجوم المسرح لذوى الهمم بالقاهرة التى شاركت فى مسرحية «حلم حلمى» وعرضت على مسرح وزارة الشباب والرياضة أمام الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة ومسرحية «عايز ولد» التى عرضت على مسرح قصر ثقافة شبين الكوم وقصر ثقافة السادات بالمنوفية ومسرحية «ليلة من ألف ليلة» وما زالت فى مرحلة البروفات على مسرح قصر ثقافة روض الفرج.
واستكمل: «تشرفت بحضور احتفالية قادرون باختلاف ٢٠٢٤ برعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى»، معربًا عن أمنياته بمقابلة الرئيس وأخذ صورة تذكارية معه لأنه من المحبين له ومؤمن بأن مستقبل مصر بأمان فى ظل قيادته الرشيدة.
وتابع «الديب» فى حديثه لـ«الدستور»: «كنت من المتفوقين فى الدراسة وحصلت على المركز الثانى فى الثانوية العامة لذوى الهمم بمحافظة سوهاج عام ٢٠٢٣ بمجموع ٨٦.٥% والتحقت بكلية الحقوق جامعة سوهاج، وأما على المستوى الخدمى أسست مبادرة «طاقة مش إعاقة» التى تهدف لتجمع ذوى الهمم داخل كل منطقة جغرافية ومناقشة مشاكلهم والحلول المقترحة من وجهة نظرهم وبلورتها بنقاط محددة وقابلة للتطبيق لعرضها على مسئولى التنفيذ داخل الجهاز الإدارى للدولة أو المؤسسات والجمعيات الأهلية المعنية بذوى الهمم أو أعضاء مجلسى النواب والشيوخ إذا كان الأمر يتطلب سن قوانين وتشريعات للتطبيق وكذلك عمل حلقات تواصل مع القيادات بمختلف الوزارات لحل سريع لمشكلات ذوى الهمم».
وتحدث عن العقبات التى تواجهه وأبرزها امتحانات الكلية التى لا تراعى ولا تضع أى معايير فى وضع الامتحان للطالب المعاق وفقًا لنوع ودرجة إعاقته، وهى مشكلة تهدد مستقبله ومستقبل أقرانه من ذوى الهمم.
