رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقوقى فلسطينى: تصدى مصر لمخطط التهجير سيسجل فى التاريخ

التهجير
التهجير

قال عصام يونس، رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان الفلسطيني، عضو البعثة المشتركة لتوثيق شهادات ضحايا جرائم الحرب في قطاع غزة، إن الموقف المصري بشأن التهجير القسري للفلسطينيين في غزة واضح وحازم، ليس فقط لأنه يمس السيادة المصرية ولكن يمس كذلك القضية الفلسطينية، ومصر لن تسمح بتصفيتها، مؤكدا أن ما قامت به مصر لوقف هذا المخطط سيسجل بأحرف من نور في التاريخ؛ لأنه لولا الدور المصري لأصبح التهجير واقعا.

وأضاف "يونس" أن إجبار السكان على التكدس على الحدود المصرية جنوب قطاع غزة وتدمير المنازل وإزالة مناطق بأكملها هدفه تهجير الفلسطينيين، مشيرا إلى تشكيل بعثة مشتركة بين مركز ميزان الفلسطيني والمنظمة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة لتوثيق جرائم الحرب على قطاع غزة، وقامت البعثة بتوثيق شهادات الجرحى الذين يتم علاجهم في القاهرة.

ووجّه الشكر للدولة المصرية لتسهيلها عمل البعثة المشتركة والتعاون الكبير مع مختلف الجهات، لجعل تلك الزيارة ناجحة وممكنة وتحقق الغاية منها، حيث سهلت السلطات الدخول إلى شمال سيناء وقامت البعثة بزيارة مستشفيات بئر العبد والشيخ زويد والعريش العام ثم مستشفيات قناة السويس والإسماعيلية وبورسعيد.

وتابع أن الغرض الرئيسي من تلك الزيارات هو الاستماع إلى شهادات حية من أصحابها (المصابين في العدوان الأخير على قطاع غزة)، مؤكدا أن هذه الشهادات مهمة جدا للملاحقة الجنائية لمن أمروا ونفذوا تلك الجرائم الخطيرة التي يصفها القانون الدولي بأنها جرائم إبادة جماعية، والتي تستوجب ملاحقة من اقترفها ومن أمر باقترافها.

ولفت إلى أن غالبية من التقتهم البعثة كانوا من الأطفال والنساء، وهو ما يعكس حقيقة الواقع في قطاع غزة، حيث إن 75% من الضحايا من الشهداء والمصابين هم من النساء والأطفال.

وأوضح أن البعثة استمعت إلى شهادتهم فيما يخص عمليات النزوح، عندما أُجبروا على ترك منازلهم والتوجه من الشمال إلى الجنوب في عملية خطيرة أدت لاستشهاد عدد كبير، وهو عكس ما يدّعي الاحتلال بأن تلك المناطق آمنة.

وأضاف: "لمست البعثة الخدمة الطبية التي قدمت لهم، وهي تستحق الإشادة والتقدير الكبير، ففي كل مستشفى عدد من الأسرّة مخصصة للمصابين الفلسطينيين على حسب قدرات المستشفى الذي يقدم لهم كافة أشكال الرعاية الطبية".

وأشار إلى أن مصر تتحمل الفاتورة الأكبر لعلاج المصابين الذين يتم نقلهم بعد العلاج لمراكز الاستشفاء، حيث يتم تقديم الرعاية الصحية والدعم بكافة أشكاله، منها الدعم النفسي والاجتماعي، فنحن نتحدث عن مصابين فقدوا عائلاتهم وجيرانهم، وبالتالي هناك حالة من الصدمة والتجربة الصعبة جدا.

وأوضح: إنه كان هناك فرصة جيدة لزيارة المركز اللوجستي للهلال الأحمر في شمال سيناء بالعريش، حيث شاهدنا العمل الهائل والكبير للمنظمة في استقبال المساعدات وتجهيزها تمهيدا لشحنها، قائلا: "إنها تقوم بعمل دءوب".

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الطعام كسلاح ضد المدنيين، وهي جريمة حرب، والدليل على ذلك قصفه المتكرر معبر رفح الفلسطيني لتعطيل وتقييد دخول المساعدات، منوها بأن دخول المساعدات لغزة عملية شاقة، قد تستمر دورتها من 15 إلى 20 يوما، وفي كثير من الحالات يتم إعادة الشاحنات لأسباب واهية، كذلك يتم إعادة أنابيب الأكسجين والثلاجات التي تعمل بالطاقة الشمسية، وأي شىء يعمل بالطاقة الشمسية يتم إعادته، حتى بعض لعب الأطفال يتم إعادتها بدعوى أنها صناديق خشبية قد تكون ثنائية الاستخدام.

وذكر أن البعثة استمعت لشهادات بالغة الأهمية سوف تستخدم مرة أخرى في الملاحقة الجنائية، وجزء من العمل المتواصل مع المحكمة الجنائية الدولية للقيام بدورها وتوقيف المتهمين بجرائم الحرب من دولة الاحتلال.

واختتم الحقوقي الفلسطيني حواره قائلا: "طريق العدالة طريق طويل، ولا يتحقق بضربة قاضية ولكن بالتراكم وبمجموع النقاط، ويجب هذه المرة عدم إفلات من ارتكبوا الجريمة من العقاب، ونحن جزء من العالم المتحضر، نقبل ما يقبله ونرفض ما يرفضه، والقانون الدولي يجب أن يطبق على الجميع لا أن يكون انتقائيا".