رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله الـ 43.. صلاح عنانى يروى تفاصيل علاقته بيحيى الطاهر عبد الله

صلاح عنانى
صلاح عنانى

في مستهل ثمانينيات القرن الماضى شهد المشهد الثقافي المصري فاجعة كبرى بخبر رحيل الكاتب القاص يحيي الطاهر عبد الله، الذي رحل عن عالمنا في بداية ثمانينات القرن الماضى إثر حادث أليم على طريق الواحات.

يبدو أن الحادث لم يكن مجرد صدفة، وقد يبدو رحيل يحيى الطاهر عبد الله  نبوءة  لشاعر القصة المصرية، فقد ذكر الكاتب هدرا جرجس، أن العديد من أبطال قصص يحيى الطاهر عبد الله انتهت تقريبا إثر حادث أليم، ولم يكن يحيى شخصا عاديا أو عابرا في  تاريخ القصة المصرية، فقد حفر اسمه في مشهد القصة المصرية والعربية، وذلك عبر ابتكاره للغة خاصة، امتزج فيها الحكي أو السرد بلغة شاعرية وإيقاعات منغمة، سماه بعض النقاد "شاعر القصة".

يحيى الطاهر وأمل دنقل والشابى.. أدباء رحلوا فى عمر الشباب وأعالمهم خالدة -  اليوم السابع
يحيى الطاهر عبد الله

وقال الفنان التشكيلي صلاح عناني فى تصريحات لـ"الدستور": “كنا نلتقى يوميا ونقضى المساء معا نراقب الناس والدنيا وتناقضاتها وتفاصيل التفاصيل الدقيقة كانت بالنسبة لنا دلالات كبرى لمعانٍ نتفق ونختلف عليها، وكنا نجوب أماكن وسط البلد نتصعلك وكأننا نقلب في تفاصيل وكراكيب الواقع بحثا عن جوهر الشخصية المصرية”.

ويؤكد عناني أن  يحيى الطاهر عبد الله ظل هو الحريف الأول في التقاط مفاتيح الشخصية المصرية “القحة”: “تلك التفاصيل التي مازلت ألعب بها فى أعمالي الفنية”، ولفت إلى أنه كما كان يلعب هو فى أدبه وبقى المفتاح السحري كمثل عنوان لقصة بأن الحقائق القديمة ما زالت صالحة لإثارة الدهشة. 

وأضاف عناني: “لقد كان موهبة كبرى ذات خصوصية نادرة فى كتابة القصة القصيرة ارتاد فيها منطقة لم يسبقه إليها أحد  ولم تمس حتى الآن”.

وواصل عناني حديثة قائلا: “طبيعي قد قمت برسم أعماله في أثناء حياته وقمت بعمل غلاف لأعماله الكاملة، كما قمت برسم لوحة تعبيرية عن عالمه وهو بطلها في أسبوع تأبينه بمجلس صباح الخير، وللأسف من أخذوا منى تلك الأعمال لا يعرضونها.. سواء الأشخاص من ورثته أو دار النشر التي أصدرت أعماله الكاملة، وبالمناسبة هي من حقي وليس لهم أي حق فى الاحتفاظ بها وحجبها، للأسف كنا أنا ويحيى غير محظوظين في غالب معارفنا”.

وختم عناني: “للأسف تفاصيل حياتنا مع الواقع والمثقفين أنها يوميات تحكى وتفاصيلها هي البطل والمعنى وتوكلنا على الواقع بكل تفاصيله يصلح لكى يكون عملا فنيا يشبه حكاياته العجيبة والمديرة للفرح والحزن والعوز، والبهجة والدهشة وكانت كأنها مسلسل يومي متصلة أحداثه بكامل ما هو غريب وعجيب، كانت تجربة حياتية ذات ندرة تشبه قصصه وكذلك تشبه تفاصيل لوحاتي”.