رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلة أمريكية: نظام النقل والمترو فى القاهرة أكثر تطورًا وأمنًا من نيويورك

مترو الانفاق في القاهرة
مترو الانفاق في القاهرة

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن ثمة أوجه تشابه متعددة بين مدينتي القاهرة ونيويورك، فكلاهما مدينتان لا تنامان ومزدحمتان ويعتمد المواطنون على المترو في التنقلات، لكن الإطار المعقد وراء وسائل النقل العام في نيويورك غير موجود في القاهرة.

وتابعت المجلة أنه ليس سرًا أن نظام مترو الأنفاق في مدينة نيويورك يعاني من مشاكل تتعلق بالسلامة، حيث أدت الزيادة في جرائم مترو الأنفاق إلى انخفاض ثقة الجمهور وسلامته، ما دفع السلطات المختصة في نيويورك لنشر الحرس الوطني للتخفيف من حدة الأزمة.

مترو القاهرة أكثر أمانًا وتنظيمًا من نظيره في نيويورك

أضافت المجلة أنه بالنسبة للكثيرين يعد فحص الحقائب جانبًا روتينيًا في نظام مترو القاهرة معتمدا في كل المحطات، لكن في نيويورك قام مترو الأنفاق بدمج فحص الحقائب في المحطات التي تعتبر مزدحمة، وهو الإجراء الذي فشل في معالجة حقيقية مفادها أن الجرائم يمكن أن تحدث (أو تبدأ) بغض النظر عن حركة المرور في المحطة.

وتابعت أنه بالإضافة إلى فحص الحقائب، تستخدم القاهرة أجهزة الكشف عن المعادن وهو طلب سريع ومعقول لا يبدو أنه يردع الركاب المشغولين أثناء تنقلاتهم، وفي نهاية المطاف، خدم نظام مترو الأنفاق في مدينة نيويورك 3.2 مليون مسافر في عام 2022، وهو أقل من نظام مترو الأنفاق في القاهرة الذي خدم 3.5 مليون مسافر.

وتابعت أنه بعيدًا عن القياسات الأمنية، فإن الفارق الرئيسي الذي وجدته مع مترو الأنفاق في مصر هو وجود مقصورات مخصصة للنساء فقط، بينما انتقد بعض الزائرين هذه العربات بسبب "الفصل"، فإن وجهة النظر الغربية هذه تتجاهل أن العربات المخصصة للنساء فقط في مصر- والموجودة في المكسيك واليابان والهند- ليست إلزامية، بل تنشئ مساحة لراحة المرأة، سواء كانت ثقافية أو دينية، أو كمقياس للسلامة، كما أن العربات المخصصة للنساء فقط هي حماية لهن ضد التحرش وأشكال العنف الأخرى ضد المرأة ومن الممكن أن تظل تجربة القاهرة مفيدة لدعوة فورية للعمل من قبل العمدة آدامز.

وأضافت أنه فضلاً عن ذلك فإن افتقار شبكة مترو الأنفاق في نيويورك إلى الإبداع والنمو كان سببًا في جعل نفسها عرضة للفشل، وبدلاً من أن يتطور مع المشهد الحضري، أصبح مترو الأنفاق كبسولة زمنية لبنية فارغة لم تعد تخدم المجتمع.

أشارت إلى أنه على الجانب الآخر استمر مترو مصر، وهو الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، في النمو منذ افتتاحه في عام 1987.

وأدى تطوير خطوطه الجديدة إلى توفير الآلاف من فرص العمل الجديدة، وتوظيف السائقات لمكافحة ثقافة النقل التي يهيمن عليها الذكور، من ناحية أخرى، فشلت مترو أنفاق نيويورك في النمو، وزيادة إمكانية الوصول خارج ساعات الذروة، بل وشهدت مشاكل في التوظيف في عهد حاكم نيويورك السابق أندرو كومو. يفتح نجاح نظام المترو في مصر حوارًا أكبر حول ثقافة نيويورك التي سمحت لهذا النقص في النظافة والسلامة بالوصول إلى ما هو عليه اليوم.

وأفادت المجلة بأن الاختلاف الأكبر بين وسائل النقل العام في نيويورك والقاهرة هو العقلية الموجهة نحو المجتمع الموجودة في القاهرة والتي تضمن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين ومنع التدخين، حيث تعمل وزارة النقل في مصر على مساعدة الجميع، وعلى الجانب الآخر فإن الغضب الذي يشهده ركاب مترو الأنفاق في مدينة نيويورك هو تمثيل لمدينة نيويورك التي لا يبدي مسؤولوها أي اهتمام بالاستثمار في سلامة أو رفاهية مجتمعها.

أشارت إلى أنه بدلا من محاولة تكرار نفس الإجراءات، تحتاج مدينة نيويورك إلى النظر إلى البلدان الأخرى التي نفذت تدابير النقل العام الناجحة التي تخدم المجتمع، وتعد القاهرة واحدة من العديد من البلدان التي أنشأت نماذج قادرة على النقل. 

وتابعت أن الاختلاف الواضح بين شبكة النقل في نيويورك والقاهرة تعكس  الغطرسة الأمريكية الأسطورية التي تعتبرها "دولة من دول العالم الأول"، وبالتالي، ليس لديها الكثير لتتعلمه من العالم.