رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المؤلفة رشا الجزار: "مليحة" صرخة لنصرة فلسطين.. وأزعج الاحتلال لأنه يتصدى لتزييف التاريخ

مسلسل مليحة
مسلسل مليحة

حقق مسلسل «مليحة»، الجارى عرضه خلال الموسم الرمضانى الحالى، نجاحًا كبيرًا فى مصر وعلى مستوى الوطن العربى ككل، فى ظل قصته التى تُسلط الضوء على القضية الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطينى داخل وخارج أراضيه المحتلة.

قدم المسلسل ما يمكن اعتباره «تأريخًا» لمحطات الصراع العربى- الإسرائيلى، إلى جانب توعية الشباب العربى بقضية اللاجئين والنازحين الفلسطينيين، الذين لا تقل معاناتهم عن معاناة أشقائهم فى الداخل، وهو ما تتعاظم أهميته فى ظل التطورات الأخيرة بقطاع غزة. 

«الدستور» تحاور رشا عزت الجزار، مؤلفة مسلسل «مليحة»، عن كواليس تحضير المسلسل، وكيف استندت إلى وقائع حقيقية لبناء شخصية درامية تُسلط من خلالها الضوء على معاناة الفلسطينيين، وغيرها من التفاصيل فى السطور التالية.

■ فى البداية.. كيف جاءت فكرة تقديم مسلسل «مليحة»؟

- المبادرة جاءت من شركة «DS+»، بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إذ تواصل معى المنتج بلال الطراوى، وعرض علىّ أن يكون هناك تعاون بيننا فى رمضان ٢٠٢٤، وعلى الفور عقدنا جلسات عمل ونقاش، حتى جرى الاستقرار على تقديم عمل يدعم القضية الفلسطينية، ويدعم الشعب والحق الفلسطينى فى نطاق درامى، وهو أمر نابع من تأثرنا جميعًا بالأحداث التى اندلعت فى قطاع غزة، منذ أكتوبر الماضى.

بدأنا العمل، رسميًا، منذ نوفمبر الماضى، واستغرقت الكتابة وقتًا طويلًا، حتى إننى كتبت ١١ مسودة من السيناريو، وكنا طوال الوقت نطوّر من الأحداث والشخصيات، من أجل الوصول إلى أفضل تصور ممكن للكتابة، وذلك بالتزامن مع التحضير لباقى العناصر الفنية، من ديكورات وغيره. وللعلم، ما زال التصوير جاريًا حتى هذه اللحظة، وأتوقع أن يستمر حتى ٢٨ رمضان، وسعيدة جدًا بكون هذا العمل المعاصر الأول فى مصر والوطن العربى الذى يوثق انتهاكات الشعب الفلسطينى داخل وخارج أراضيه، ويكون بمثابة صرخة قوية لنصرة الشعب الفلسطينى، فى ظل الإبادة الجماعية التى تمارس ضده من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى.

■ ما الذى انتابك من مشاعر أثناء كتابة العمل؟

- لم أتخوف أبدًا من خوض هذه التجربة، وكان لدىّ شعور شديد جدًا بالمسئولية، لأن معاناة الشعب الفلسطينى، والصراع العربى- الإسرائيلى، تاريخ طويل يمتد على مدار ٨ عقود، ويتضمن تضحيات كبيرة ومحطات مهمة، ليست فقط فى تاريخ الشعب الفلسطينى فحسب، بل فى تاريخ العرب، ومصر تحديدًا.

لذلك كله كانت مسئولية كبيرة على عاتقنا أن نتطرق لهذه القضية، ونستطيع لمس قلوب الشعب العربى ككل، ونقدم دراما إنسانية اجتماعية نبرز من خلالها ملامح معاناة الشعب الفلسطينى المناضل المثابر.

■ هل واجهتكم أى صعوبات أثناء تحضير المسلسل؟

- لا أستطيع القول إن هناك صعوبات بعينها، فلله الحمد نحن موفقون بشكل كبير، والتحدى الرئيسى بالنسبة لنا كان كيفية مزج الدراما والتوثيق، فوقع الاختيار على أن تكون بداية الحلقات جميعها «دوكيودراما»، أى المزج بين الدراما والوثائقى.

لم نتخوف من تقديم هذا اللون، لكن كانت لدينا حالة من الترقب لردود أفعال الجمهور، هل سيحب هذه التجربة وتجذبه السردية التاريخية على مدار الحلقات أم لا؟

ووجدنا أنه من المناسب عرض مشهد أرشيفى فى بداية الحلقات، نعرض من خلاله أهم المحطات فى الصراع العربى- الإسرائيلى، مع المحافظة على أن يكون قالب الدراما اجتماعيًا إنسانيًا، نتطرق من خلاله إلى معاناة الشعب الفلسطينى داخل أراضيه، والنازحين خارج بلدهم، المنشغلين دائمًا بقضيتهم، والمشتاقين لأرضهم، وهو ما تطرقنا إليه فى «مليحة».

وبذلك، يعتبر المسلسل وجبة مركزة لتوعية الأجيال الجديدة بعدونا التاريخى والاستراتيجى، وإحياء تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى، ونضال الشعب الفلسطينى فى الدفاع عن أرضه، فى الأذهان والذاكرة.

■ ما أكثر المشاهد التى أثرت فيكِ أثناء الكتابة؟

- تأثرت بكل مشهد فى المسلسل، وتعايشت مع كل الشخصيات التى كتبتها، تأثرت بها وهى على الورق، وبكيت حتى من قبل تجسيد هذه الشخصيات على الشاشة، وأكثر ما أثر فى وكان يبكينى مشاهد «مليحة» وعائلتها الفلسطينية، والجيش المصرى الوطنى العظيم، ودوره الذى يعكسه سلاح «حرس الحدود» فى الأحداث، من خلال دور «المقدم أدهم الشاعر»، الذى يجسده الفنان دياب، الشاب الذى يحمل على عاتقه مسئولية حماية حدود بلده، ويترك أهله بالشهور من أجل هذه المهمة الوطنية.

■ وماذا عن شخصية «مليحة» وتوظيفها فى دراما العمل؟

- الخط الرئيسى للمسلسل مبنى على أحداث حقيقية، وشخصية «مليحة» استندت فيها إلى جزء من الأحداث والتجارب الحقيقية، بالإضافة إلى معرفتى بمعاناة الشعب الفلسطينى، وتاريخه النضالى الممتد، لذا فإن «مليحة» بالنسبة لى ليست شخصية واحدة، وإنما تجسيد لعدد كبير من الشخصيات الفلسطينية، داخل وخارج أراضيهم المحتلة.

والحمد لله، سعيدة جدًا برد فعل الجمهور على المسلسل، بعد عرض حلقاته الأولى، خاصة أننى كنت فى قلق وترقب شديد قبل العرض، أنا وكل فريق المسلسل، لأنه مشروع مهم وقيم جدًا، ومثّل مسئولية كبيرة على عاتقنا.

لذا فإن رد الفعل والحفاوة والمتابعة فى الشارع العربى كله أمر أسعدنى للغاية، وقد تلقيت إشادات من قبل صحفيين ونقاد وجمهور من كل الوطن العربى، وسعيدة جدًا بأننا استطعنا الوصول إلى شعوبنا العربية، التى تستحق تقديم الأفضل دائمًا.

■ وكيف رأيت تعليقات إعلام الاحتلال الإسرائيلى؟

- أعتقد أن هذه التعليقات نابعة من إدراك الاحتلال أهمية الفن المصرى، خاصة الدراما التليفزيونية، وتأثيرها القوى على مشاعر ووجدان الشعوب العربية، فهو يدرك جيدًا أن الفنون أقوى سلاح لمخاطبة الوجدان والأذهان والمشاعر.

إنتاج عمل مثل «مليحة» تزامن مع ما يحدث فى فلسطين، وبالتالى يمثل داعمًا كبيرًا للقضية والحق الفلسطينى، وصوت وصراخ الشعب الفلسطينى القوى، وسط الإبادة الاجماعية التى يتعرض لها.

لذا كان من الطبيعى جدًا أن تحدث حالة انزعاج واستنفار من قبل الإعلام الإسرائيلى، لأن المسلسل يهدم كل محاولاتهم لتزييف التاريخ والحقائق، ونسب الأرض لهم دون أى حق. وأعتقد أنهم سيظلون متابعين للمسلسل حتى النهاية، ونعد الجماهير وشعوبنا العربية بأن تكون نهاية المسلسل وحلقته الأخيرة «مفاجأة مُرضية»، تسلط الضوء بشكل أقوى وأكبر من أى مشاهد ضمن أحداث الحلقات السابقة.

■ هل كان لك دور فى اختيار الأبطال؟

- اختيار الأدوار البطولية كان بالتشاور، اختيار جماعى منى ومن المخرج والشركة المنتجة والـ«كاستينج دايركتور»، أحمد الزغبى.