رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع أحد بالاماس.. قصة الاحتفال به بين الأرثوذكس والكاثوليك

كنيسة الروم الأرثوذكس
كنيسة الروم الأرثوذكس

تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس في مصر بحلول الأحد الثاني من الصوم المُخصص للقديس غريغوريوس بالاماس في كنيسة الروم الأرثوذكس.

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو مطران طنطا والغربية للروم الارثوذكس ومتحدث الكنيسة إنه بعد نشأة طائفة الروم الكاثوليك وانفصالهم عن الكنيسة الأرثوذكسية انضمامها إلى الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية عام 1724م ظلت تحتفل بتذكار القديس غريغوريوس بالاماس كالكنيسة الأرثوذكسية الأم حتى صدور منشور بطريرك الروم الكاثوليك مكسيموس مظلوم عام 1843م. ذلك أن الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية، التي انضمت إليها كنيسة الروم الكاثوليك، لا تعترف بقداسة القديس غريغوريوس بالاماس.


ونشر المطران نص منشور البطريرك مكسيموس مظلوم لسنة 1843م  الذي جاء كالتي: 

"المجد لله دائمًا
مكسيموس برحمة الله تعالى البطريرك الأنطاكي والإسكندري والأورشليمي وسائر المشرق.
إعلامٌ بالرب لكل الإخوة الأعزاء مطارنة طائفتنا الروم الكاثوليك الموقرين ولسائر أفراد الإكليروس العلماني والقانوني المكرمين، وهو أننا تأملنا من الجهة الواحدة أنه توجد في بعض نسخ من كتاب التريودي في الأحد الثاني من الصوم الكبير خدمة غريغوريوس بالاماس أسقف تسالونيكية آتية من عادة الروم غير الكاثوليك الذين في الأحد المذكور يكملون هذه الخدمة مكرمين غريغوريوس بالاماس كقديس الأمر الذي جعل البعض من أبنائنا الكاثوليكيين أن يظنوه غريغوريوس الثالوغوس ويرتلوا في القداس في الأحد الثاني من الصوم طروباريته كما جرى أحيانًا بحضورنا واضطررنا إلى منع ترتيلها.
وكما رأينا خدمته (القديس غريغوريوس بالاماس) مسطرة عربيًا في بعض نسخ التريودي مع أنه معلوم عند مَن له الاطلاع في التواريخ الكنائسية أن غريغوريوس بالاماس كان ضالًا مشاقًا وأضاليله مرذولة بأحكام سينودسية. 
ثم حيث لاحظنا من الجهة الأخرى أنه توجد في كل من آحاد الأربعيني المقدس خدمة خصوصية مضافة إلى خدمة القيامة إلا الأحد المذكور (الأحد الثاني من الصوم الكبير) خاليًا من أي خدمة قد رأينا ملائمًا أن نكمل فيه خدمة السجود لذخائر القديسين الطاهرة. وذلك لأنه في الأحد الأول من الصوم يُحتفل بالسجود للأيقونات المقدسة أي تماثيل القديسين. وفي الأحد الثاني منه يُحتفل بالسجود لذخائرهم وعظامهم المقدسة التي هي أكرم من أيقوناتهم. وفي الأحد الثالث منه يُحتفل بالسجود للصليب المقدس الذي هو أكرم من هذه وتلك. 
فلذلك قد رتبنا الخدمة التي تلي هذا الإعلام مقتطفة من طروباريات وقناديق وقطع موجودة في فرضنا نفسه إلا ما قلّ وحتمنا حتمًا صارمًا باستعمالها في الأحد الثاني الصوم الكبير في الكنائس الخاضعة بدون واسطة لسلطاننا البطريركي. وأما الكنائس الخاضعة لنا بواسطة مطارنتها الخصوصيين فهذا نتركه لإرادة كل منهم ليهتم باجرائها في كنائسه لأجل وحدة الطقس في الطائفة".
صدر من الديوان البطريركي بالقسطنطينية سنة 1843

التعليق على المنشور

وعلق الأنبا نيقولا قائلا: "وفي الأحد الثاني منه يُحتفل بالسجود لذخائرهم (القديسين) وعظامهم المقدسة التي هي أكرم من أيقوناتهم". والقول "أما الكنائس الخاضعة لنا بواسطة مطارنتها الخصوصيين فهذا نتركه لإرادة كل منهم ليهتم باجرائها في كنائسه لأجل وحدة الطقس في الطائفة".
واضاف انه من طقس كنيسة الروم الكاثوليك القديم (كما كنيسة الروم الأرثوذكس ) في الأحد الأول من الصوم الأربعيني المقدس (أحد الأرثوذكسية) يُحتفل بالسجود للأيقونة المقدسة. على ذلك إن كانت ذخائر القديسين وعظامهم المقدسة أكرم من أيقوناتهم ألا كان يجب الاحتفال بها قبل الاحتفال بأيقوناتهم، وليس العكس. 
كما أنه ترك لإرادة مطارنة الكنيسة إما اتباع التقليد القديم (الاحتفال بالقديس غريغوريوس بالاماس) أو التقليد المستجد (الاحتفال بذخائر القديسين) مما يؤدي إلى عدم وحدة الطقس في الكنيسة ككل، وليس إلى وحدتها.