رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول سبت النور وليلة عيد القيامة المجيد

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول سبت النور وليلة عيد القيامة المجيد، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ العالم بأسره الذي يحتفل بالعشيّة الفصحيّة طيلة الليل، يشهد على عظمة وهيبة هذه الليلة. ففيها قد هُزِمَ الموت، ومن هو الحياة قد عاد حيًّا، والرّب يسوع المسيح قد قام من بين الأموات. فيما مضى، قال موسى للشعب عن الحياة: "وتَكونُ حَياتُكَ في خَطَرٍ أَمامَكَ فتَفزَعُ لَيلاً ونَهارًا".

إن هذا الكلام يقصد الرّب يسوع المسيح وهو بذاته يظهر هذا الأمر لنا في الإنجيل عندما يقول: "أ أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة". يقول عن نفسه إنّه الطريق، لأنّه يقودنا إلى الآب؛ الحقّ، لأنّه يدين الكذب؛ والحياة لأنّه يدين الموت..."فأَينَ يا مَوتُ نَصْرُكَ؟ وأَينَ يا مَوتُ شَوكَتُكَ؟" فالموت الذي طالما كان منتصرًا، هًزِم بموت هازمه. قَبِلت الحياة أن تموت لتهزم الموت. كما تتبدّد الظلمات عند طلوع الفجر، هكذا سُحِقَ الموت عندما قامت الحياة الأبديّة. 

هذا هو إذًا زمن الفصح. فيما مضى، تكلّم موسى للشعب قائلاً: "هذا الشَّهرُ يَكونُ لَكم رَأسَ الشُّهور، وهو لَكم أَوَّلُ شُهورِ السَّنة" .. فأوّل شهر في السنة ليس كانون الثاني، حيث يكون كلّ شيء مائت، بل هو زمن الفصح حين يعود كلّ شيء إلى الحياة. ففي هذا الوقت "يقوم" عشب المراعي من الموت، وفي هذا الوقت تزهر الأشجار، والكرمة تحمل براعمها، في هذا الوقت يفرح الهواء نفسه بسنة جديدة.

زمن الفصح إذًا هو الشهر الأوّل، الزمن الجديد...، وفي هذا اليوم يتجدّد الجنس البشري أيضًا. فاليوم، في العالم كلّه، تقوم شعوب عديدة من الموت بماء المعموديّة لحياة جديدة... نحن إذًا، المؤمنين أنّ زمن الفصح هو حقًّا السنة الجديدة، علينا أن نحتفل بهذا اليوم المقدّس بكلّ فرح، وابتهاج، وتهليل روحي، لكي نتمكّن من قول هذه اللازمة من المزمور بكلّ ثقة: “هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه”.