رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث: المتحدة استثناء يُدرّس عن فوائد الاحتكار

الشركة المتحدة للخدمات
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية

أشاد الباحث محمد شادى بالإنتاج الدرامى للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتى استطاعت العودة بالإنتاج الكرتونى والدراما الاجتماعية لتلتف حولها الأسرة المصرية. 

وقال شادى، في منشور عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، إن نظام الاحتكار في أي سوق يوصل دائمًا لعدم الكفاءة، لأنه لن توجد مُنافسة، وبالتالي لا خيارات أخرى أمام المستهلكين، هنا المنتج يكون فوق العقاب الاقتصادي، وبالتالي يترهل ويبذل مجهودا لإرضاء المستهلكين، ويبدأ يرفع عليهم السعر، في سلعة سيئة كمان.

وأضاف: "المتحدة من حسن حظنا إنها استثناء يتدرس على فوايد الاحتكار، أو قول في أحسن الأحوال منافسة القلة، ليه بقى؟ لأن كل واحدة من العيوب اللى فاتت اتحولت بسبب الشركة لفايدة، لو حضراتكوا فاكرين آخر إنتاجات مصر من الكرتون الناجح المؤثر كان في سنة ٢٠٠٧ بالموسم الخامس والأخير من بكار، بعدها توقف مع وفاة العبقرية د. منى أبوالنصر، ثم عاد إنتاجه مرة تانية لموسمين فقط في ٢٠١٦ و٢٠١٧، وتوقف من وقتها تمامًا".

وأوضح أن "غياب بكار والإنتاج المصري عمومًا من الكرتون كان عامل فجوة ضخمة جدًا بتهدد الثقافة المصرية، خصوصًا مع سيطرة القنوات الخليجية باللهجة الخليجية أو اللبنانية على الساحة، وبالتالي بقينا نستورد مُحتوى بعد لما كُنا بنصدره. عودة بكار في ٢٠١٦ و٢٠١٧ بالتعاون بين مدينة الإنتاج الإعلامي واستديوهات د. منى مكملتش بسبب ارتفاع التكلفة لتلت أضعاف آخر إنتاج على الأقل علشان تحول المسلسل ثلاثي الأبعاد في الموسمين، وبالإضافة للتحرك في سعر الدولار، وأخيرًا طبعًا مفيش سوق إعلانات مُناسب للكرتون، وبالتالي توقف الإنتاج عند الموسم التاني، ورجعنا تاني بلا حتى كرتون واحد يشكل وعي الأطفال المصريين.. إلى أن تدخلت المتحدة بإمكاناتها الكبيرة، وهنا المشهد اختلف تمامًا".

وتابع: "سيل من مسلسلات الكرتون عالية الدقة، بمحتوى مناسب، بمزيج معرفي رائع بين التاريخي والجغرافي والعلمي باللهجة المصرية، بشخصيات ثلاثية الأبعاد، من أهمها على سبيل المثال: يحيى وكنوز، المحمية، وقبل السنة دي وصلنا لمستوى خرافي لما عملت المتحدة ديسكفري، ودا نقطة فاصلة في إنتاج الكرتون المصري، أنصح حضراتكم كبار وصغار بمشاهدته".

وأكد أن "السنة دي بقى الموضوع راح في حتة تانية خالص، لما المتحدة عملت الموسم التالت من يحيى وكنوز، نورة، الكوكب السعيد، خصوصًا (سر المسجد) العبقري تمامًا، واللى بيمزج الثقافة الإسلامية وتعليم مبادئ الصلاة بعالم التطبيقات الإلكترونية، بحيث يحبب الأطفال في الصلاة والذهاب للمسجد، الكلام دا كان مستحيل تمامًا بدون قدرات المتحدة الإنتاجية الضخمة اللى جاية بسبب تركز موارد الإنتاج عندها، الحلقة الواحدة من المسلسلات دي تكلفتها بتتراوح بين ٢٠ و٥٠ ألف دولار، ودي تكلفة صعب تتوافر في ظل عدم وجود سوق إعلانات، علشان كدا وجود المُتحدة بحجمها دا كان ضروري للغاية للحفاظ على ثقافتنا وإن إحنا نشكل وعي أطفالنا بنفسنا ونعرفهم على ثقافتنا إحنا بدل ما نسيبهم للآخرين يشكلوهم على مزاجهم".

وقدّم شادى مثالًا آخر لنجاح المتحدة: "وهو الدراما الاجتماعية التي كانت تردت تمامًا قبل المُتحدة، لدرجة إننا بقينا نستورد مُسلسلات تُركي وكوري ومكسيكي، وسيطرت علينا تمامًا الثقافات دي خصوصًا التُركية، لدرجة إنه الأتراك استخدموا المُسلسلات علشان يغزونا اقتصاديًا خصوصًا في مجال الملابس والمفروشات والأدوات المنزلية".

واستكمل: "إنشاء المُتحدة خلانا نشوف دراما اجتماعية مصرية بجودة ممتازة بعد الإنفاق المُحترم بتاعها على مُسلسلات زي أبوالعروسة، جزيرة غمام، حالة خاصة، راجعين يا هوى، بالطو... وخلافه، لدرجة إنه حالة السيطرة التُركية خفت مع الوقت، إلى أن تلاشت تمامًا وأنا بكتب لحضراتكم الكلام دا، مفيش مُسلسل تُركي واحد بيُعرض في موسم رمضان الحالي على قناة مصرية خاصة- على حد علمي- أو حتى خليجية".

وأضاف: "النجاح الباهر في استعادة السوق خلا المُتحدة تطور الإنتاج وتاخدنا لمُستوى تاني خالص السنة دي علشان نشوف إنتاجين هم الأضخم على ما أعتقد في تاريخ المُتحدة، وهم "الحشاشين" اللي عامل جدل ونقاش حوالين التاريخ بطريقة عمرها ما كانت موجودة قبل كدا، ومُسلسل "جودر" ودا من نوع الفانتازي اللى هيبدأ يتعرض من بكرة ١٦ رمضان، ودا هياخدنا لحتة زي (جيم أوف ثرونز) وخلافه مع فارق الإمكانيات طبعًا".