رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس توريبيوس

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس توريبيوس، الأسقف، الذي وُلد في اسبانيا نحو 1538. تعلّم القانون في جامعة سَلَمنكا. ولما اختير أسقفاً على مدينة ليما في البيرو، سافر الى أمريكا. اشتهر بغَيرتِه الرسولية، وأقام السينودسات والمجامع، مما أدى الى ازدهار الحياة الدينية في جميع تلك المناطق. كان محاميا حكيما عن حقوق الكنيسة. اهتمَّ بالقطيع الذي وُكِل إليه: فاكثر من الزيارات في انحاء الأبرشية، وبذل جهوداً كبيرة بصورة خاصة في سبيل السكان المحليين. توفي عام 1606.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يا ربّ، كلّ ما تعلّمنا إيّاه قد يبدو لنا بغاية الصعوبة لو كنت تُحدّثنا من منبر آخر؛ إنّما لأنّك تعلّمنا عبر المثل الحيّ أكثر منه عبر الكلام، أنت "الرَّبُّ والمُعَلِّمُ" ، فكيف نجرؤ إذًا على قول العكس نحن الخدّام والتلاميذ؟ ما تقوله أنت صحيح للغاية، وما تأمر به حقّ للغاية؛ وذاك الصليب يؤكّد على ذلك. كما يشهد على ذلك أيضًا ذاك الدم الغزير المتدفّق من جنبك الطاهر؛ فهو يصرخ بكامل قواه . وأخيرًا، ذاك الموت بحدّ ذاته: ذاك الموت الذي شقّ حجاب الهيكل عن بعد وأذاب الحجارة القاسية  كيف لا يكون له التأثير نفسه على قلوب المؤمنين؛ وكيف له ألاّ يقودهم إلى الطاعة؟.

ياربّ، نريد أن نقدّم لك حبّنا حُبًّا بك؛ وإن كانت رغبة اتّباعك لا تنبع بعد من حبّنا لك إذ إنّه لا يزال ضعيفًا، ليكن على الأقلّ نابعًا من حبّنا لحبّك. إن كنت تجذبنا إليك، "فإنَّنَا نَجْرِي خَلْفَ أرِيجِ عُطُورِكَ" فنحن لا نرغب فقط في حبّك وفي اتّباعك، لكنّنا مصمّمون على احتقار هذا العالم... عندما نلحظ أنّك أنت، قائدنا، لم تستأثر بأفراح هذه الحياة. لقد رأيناك تواجه الموت، لا على فِراشٍ، بل مُعَلّقًا على خشبة العار؛ وعلى الرغم من أنّك ملك، لم تبحث عن عرش آخر إلاّ هذا الصليب... مدفوعين بمثالك كملك ممتلئ بالحكمة، نحن نرفض نداء هذا العالم وترفه، وحاملين صليبك على أكتافنا، نحن نقترح على أنفسنا أن نتبعك أنت وحدك... امنحنا فقط المساعدة اللازمة؛ اجعلنا أقوياء بما فيه الكفاية كي نتبعك.