رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول يوم الجمعة الخامس من الزمن الأربعينيّ

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول يوم الجمعة الخامس من الزمن الأربعينيّ، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لنتأمّل بعمق بمحبّة الرّب يسوع المسيح مخلّصنا، الذي "أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم إِلى أَقْصى حُدودِه"، لدرجة أنه بطواعية ولخيرهم، قاسى موتًا مؤلمًا وأظهر أعلى درجات المحبّة الممكنة. لأنّه بنفسه قد قال: "لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه". نعم، هنا يكمن الحبّ الأكبر الممكن إظهاره على الإطلاق. ومع ذلك، فقد قدّم مخلّصنا بعد أكثر من ذلك، لقد قدّم دليلاً عن المحبّة لأحبّائه وأعدائه على حدّ سواء. 

ما الفرق بين هذه المحبّة الصادقة وأشكال المحبّة المختلفة المزيّفة والمتقلّبة التي نجدها في عالمنا البائس؟... من يمكنه أن يكون متأكّدًا في أوقات الشّدة من أنه سيبقى له أصدقاء كثر؟ فمخلّصنا نفسه، عندما تمّ إيقافه، بقي وحده متروكًا من خاصّته. عندما تذهب، من يشدّ العزم للذهاب معك؟ إن كنت ملكًا، ألا تتركك مملكتك تذهب وحدك لتنساك بعدها؟ حتى عائلتك، ألا تتركك تذهب، كنفس ٍبائسةٍ متروكة لا تعرف أين تذهب؟.

لنتعلّم إذًا أن نحبّ في كلّ الأوقات، كما يجب أن نحبّ: الله فوق كلّ الأشياء، وكلّ الأشياء الأخرى بسببه. إذ إنَّ كل محبّة لا تهدف إلى هذه الغاية، أي إلى إرادة الله، هي محبّة باطلة تمامًا وعقيمة. كلّ محبّة نحملها لأي كائن يكون، تُضعف محبّتنا تجاه الله، هي محبّة بغيضة وحاجز لطريقنا نحو السماء... إذًا، بما أنّ ربّنا أحبّنا كثيرًا من أجل خلاصنا، لنطلب محبّته على الدوام، كي لا نجد أنفسنا جاحدين مقارنة بحبّه الكبير.