رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحشاشين والدم.. جرائم واغتيالات لا ينساها التاريخ للفرقة النزارية

مسلسل الحشاشين
مسلسل الحشاشين

حظى مسلسل الحشاشين الذي تقدمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على إعجاب شديد من المشاهدين، وتحدثوا عنه بانبهار على منصات التواصل الاجتماعي، سواء فيما يخص الإخراج أو التصوير أو مكان تصوير المسلسل، أو المادة المكتوبة بإتقان لتقديم معلومات تاريخية مهمة وخطيرة، أبرزها وأهمها “الفرقة النزارية” أو “الحشاشين” التي خرجت من كنف الفرقة “الإسماعيلية”، وما حدث وقتها من جرائم واغتيالات، مما جعله يبدو وكأنه عملا عالميا قدمه صناع الدراما في هوليوود، لتثبت الدراما المصرية عن طريق مسلسل “الحشاشين” أنها قادرة على التفوق حتى على الأعمال التاريخية العالمية.

وركز مسلسل الحشاشين على أن يكون موضوعه الأساسي هو دعوة "الفرقة النزارية" ويتشعب  منها كافة المعلومات عن هذه الدعوة، وما وقع من أحداث خلال هذه الحقبة، وظهر في بداية أحداث المسلسل، تعظيم "حسن الصباح" الذي يقوم بدوره الفنان كريم عبدالعزيز، لهذه الدعوة، وتأليه مولاها، وكأنه خليفة الله على الأرض، وإطلاق لفظ "كافر" على كل من لا ينتمي إليهم، ومن هذا المنظور، فهناك جانبا آخر لهذه الدعوة، غير الذي يوضحه حسن الصباح بوصفه لها أنها الطريق الوحيد لدخول الجنة، وهذا ما سنكشفه في السطور القادمة.

 

بداية ظهور طائفة الحشاشين

ذكر كتاب "الملل والنحل" للشهرستاني معلومات مهمة جدا عن الحشاشين والدعوة النزارية، من حيث نشأتها التي كانت في أواخر القرن الخامس الهجرى على يد حسن الصباح، وانفصال الطائفة الإسماعيلية التى أسماها أتباعها الدعوة الجديدة كما ورد في الكتاب عن الفاطميين لتدعو إلى إمامة نز ار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله؟

وزادت شهرة هذه طائفة الحشاشين بين القرنين الخامس والسابع الهجري، وتمركزت دعوتها في الشام وبلاد الفرس، بعد هجرة البعض إليها من إيران، وأصبحت قلعة آلموت في فارس مركزًا لنشر دعوتهم، وترسيخ أركان دولتهم، فالتقى فيها "حسن الصباح" بأتباعه ورسخوا هناك معتقداتهم ونشاطهم الاغتيالي.

 

أبرز اغتيالات الفرقة

وقد أسس حسن الصباح فرقة مكونة من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها "الفدائيون"، وبحسب كتاب "حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية فى العالم الإسلامى" لـ محمد عثمان الخشت، فقد تدربت هذه الفرقة على الأسلحة المشهورة في هذا الوقت، ومنها الخناجر، كما علمهم السرية في الدعوة وطرق التخفي، كما علمهم أخطر أمر، وهو أن يقتل الفدائى نفسه فى حالة الخطر قبل أن يبوح بكلمة واحدة من أسرارهم، وهذا هو سر هذه الدعوة، بجانب الاغتيالات للشخصيات المهمة في هذا الوقت، والتي يقوم بها المتمكنين، كجزء أصيل من الاستراتيجية العسكرية للحشاشين، ومن أمثلة هذه الاغتيالات: "الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد، الذى تم اغتياله فى مثل هذا اليوم من عام 1192."

ووفقا لكتاب "تاريخ الإسلام" لـ"الذهبي، فقد نفذت فرقة الحشاشين عملية اغتيال الوزير السلجوقي "نظام الملك الطوسي" بعد عدة أسابيع من وفاة السلطان ملكشاه عام 485 بعد محاولته اقتحام قلعتهم، ليكون هذا الاغتيال من أوائل عمليات الاغتيال الكبرى التي قام بها الحشاشون.

ضحايا الحشاشين

وأول ضحايا الحشاشين من غير المسلمين، كان المركيز "كونراد دي مونفيرا" ملك بيت المقدس الصليبي، حيث ذكر مصادر تاريخية أن الاغتيال تم بناء على توجيهات ريتشارد قلب الأسد، الذي وصلت العداوة بينه وبين "دي مونفيرا" ذروتها في تلك الفترة.

 

نهاية طائفة "الحشاشين"

تخلص العالم من هذه الطائفة الدموية، على يد المغول بقيادة "هولاكو"، الذي قضى عليهم في فارس سنة 1256م، بعد معركة أقل ما يقال عنها "مذبحة تاريخية"، احترقت فيها القلاع والمكاتب الإسماعيلية، وتخلص على بقيتهم الظاهر بيبرس سنة 1273م  في بلاد الشام.

سبب التسمية بـ“الحشاشين”

واختلف المؤرخون على أسباب تسمية الحشاشين بهذا الاسم، فأرجعه البعض إلى الحشيش الذى كان مقاتلو هذه الجماعة يتعاطونه، ولكن آخرين أوضحوا أن التسمية ترجع في الأصل الاشتقاقي إلى لفظ كان يطلقه الفرنسيون الصليبيون، "Assassi" ويعني "القتلة" وقصدوا بها فرقة الإسماعيلية الذين كانوا لا يتهاونون في قتل قادة جيوشهم وملوكهم.