رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جومانا مراد: شخصية «نعناعة» جديدة علىّ.. وأقسو على نفسى فى النقد للوصول إلى الكمال

جومانا مراد
جومانا مراد

- مجدى أبوعميرة مريح جدًا فى «اللوكيشن» وأحببت الأجيال الجديدة

- العمل مع يحيى الفخرانى متعة فهو مدرسة فى المصداقية والتعبير

- أطلب أحيانًا تغيير تفاصيل فى السيناريو.. ومسلسلات «المتحدة» ذات جودة عالية 

أهم ما يميز الفنانة جومانا مراد هو دقتها وقدرتها على اختيار الأدوار التى تستطيع من خلالها أن تحقق بصمة خاصة، وهى تبهر جمهورها فى كل دور تؤديه، ببراعتها فى التقمص والأداء وتمكنها الكامل من الشخصية.

وتفاجئ «جومانا» المشاهدين فى الموسم الرمضانى الحالى، بشخصية جديدة هى «نعناعة»، فى مسلسل «عتبات البهجة» بطولة النجم الكبير يحيى الفخرانى، وهو دور يظهرها فى ثوب جديد، ويفتح لها مجالات للاجتهاد والإبداع.

«الدستور» التقت جومانا مراد، للحديث عن طبيعة هذا الدور الجديد، وكيف استعدت لتقديمه، متحدثة كذلك عن كواليس وأجواء تصوير العمل، وطبيعة تعاونها مع مخرجه الكبير مجدى أبوعميرة، وبطله النجم يحيى الفخرانى، إلى جانب تفاصيل أخرى.

■ بداية.. ماذا عن شخصية «نعناعة» التى تقدّمينها فى «عتبات البهجة»؟

- «نعناعة» هى فتاة شعبية لديها «كشك»، ومتزوجة، وهى أخت كبيرة لـ«فلة» التى تجسدها الفنانة هنادى مهنا، ومن خلال الأحداث سنرى ما ستمر به العائلة الصغيرة من معاناة، وضيق ذات اليد فى المعيشة، فى ظل ضغوطات الحياة.

والشخصية جديدة على، وأجسدها للمرة الأولى، على الرغم من أننى لعبت الأدوار الشعبية، أو بمعنى أصح أغلبية أدوارى شعبية، ومعروف عنى أننى أحب هذا اللون، وهذا يجعلنى دائمًا أحاول تجسيد شخصيات مختلفة، لا تشبه بعضها، خاصة أنه فى العام الماضى جسدت اللون الشعبى فى «بابا المجال»، لذا حاولت هذا العام إحداث تنوع بقدر الإمكان عبر «نعنانة».

■ ما طبيعة التعاون مع الفنان الكبير يحيى الفخرانى؟

- أنا أحبه جدًا على الصعيدين الشخصى والفنى، والعمل معه متعة، فهو مدرسة مصداقية فى الأداء والتعبير، وتمثيله سهل وعفوى وصادق، لا يمكن الاختلاف على أنه أستاذ كبير، وكنت محظوظة بالعمل معه، واستمتعت كثيرًا بالعمل والتصوير معه، لأنه قامة كبيرة بالتأكيد.

■ ماذا عن العمل مع المخرج الكبير مجدى أبوعميرة؟

- كان من المفترض، قبل عدة سنوات، أن أشارك فى عمل بمصر مع مجدى أبوعميرة، فى مسلسل «الحب موتًا»، لكن حدث بعض التغييرات وتغير المخرج وتولى الأمر مجدى أحمد على، ثم حدث لقاء بيننا بعد سنوات طويلة، وتجمعنا الآن فى عمل واحد بعد مرور كل هذه السنوات، وبالتأكيد سعيدة بهذا التعاون، فهو شخص مريح فى «اللوكيشن» وهادئ، وعلى دراية تامة بما يريده، وأنا يهمنى أن أكون مختلفة مع كل مخرج أعمل معه، وهذا بالفعل ما وجدته مع المخرج مجدى أبوعميرة «أنا معاه مختلفة عن أى عمل سابق».

■ يضم العمل العديد من النجوم الشباب منهم خالد شباط الذى يشارك فى عمل مصرى لأول مرة و«عنبة» مطرب المهرجانات.. كيف ترين العمل مع الجيل الجديد؟

- سعيدة جدًا بهؤلاء الشباب، وأنا أحبهم على المستوى الشخصى، وإن تحدثت عن «عنبة»، سأقول إنه من ألذ الشخصيات الموجودة فى المسلسل وفى الحياة، وأشعر بسعادة عندما أجد جيلًا من الشباب لديه الموهبة فى أكثر من مجال، أمّا بالنسبة لـ«خالد»، فأتمنى أن تكون هذه التجربة إضافة كبيرة بالنسبة له أمام النجم يحيى الفخرانى، وهو شخص موهوب وجميل وملتزم، و«عنبة وخالد عاملين شغل حلو فى المسلسل»، وبالتأكيد أتمنى لهما النجاح، وسيتركان بصمة فى العمل.

■ المسلسل يتحدث عن قضايا اجتماعية كثيرة تهم الرأى العام.. هل ترين أن مناقشة مثل هذه القضايا فى الدراما أمر جيد؟

- بالطبع، لأن وظيفة الدراما هى إلقاء الضوء على مشاكل المجتمع، ولكن لكى يتم حل هذه القضايا نحتاج إلى ٩٠ حلقة، وهذا يجعلنا نحاول إلقاء الضوء على هذه المشاكل بقدر المتاح، كما أننا نحاول بقدر الإمكان طرح وجهة نظرنا، والعمل على توعية الناس ونصحهم ومساعدتهم.

■ هل تطلبين تعديلات فى السيناريو؟

- بالتأكيد، هذا أمر أساسى، من أجل صناعة شخصية متكاملة، لأنه يجب على الممثل أن يحول الشخصية فى السيناريو إلى كائن من لحم ودم، لذا بالتأكيد يجب أن تكون لى إضافات.

■ «عتبات البهجة» ينتمى إلى فئة مسلسلات الـ١٥ حلقة.. ما رأيك فى هذه التجربة؟

-بالنسبة لى كممثلة، فكرة الـ١٥ حلقة مريحة، بالنظر إلى المسلسلات الطويلة المكونة من ٣٠ حلقة، ولكن أعتقد أن الجمهور فى رمضان يفضل مسلسلات الـ٣٠ حلقة، لأنه يتابع العمل طوال الشهر، ولكن أنا كممثلة أحب فئة الـ١٥ حلقة، ربما لأننى أميل للسينما أكثر.

■ قلت إنك تميلين للسينما أكثر.. هل من الممكن أن تُضحى بعمل درامى من أجلها؟

- بالطبع، سأختار السينما دون تفكير.

■ «المتحدة» صنعت هذا العام توليفة متنوعة من المسلسلات.. ما رأيك فى هذه التشكيلة؟

- سعيدة جدًا بهذا التنوع والاختلاف الموجود فى دراما رمضان، وعندما كنت أتصفح الأفيشات الموجودة فى الشارع أو الإعلانات، شعرت بأن هناك توليفة دسمة ومختلفة ومتنوعة، وهذا التنوّع مفيد، هذا العام لدينا مسلسلات تاريخية، وكوميدية ودراما وتراجيدى، لذا أنا سعيدة جدًا، كما أن هذه المسلسلات التى تطرحها «المتحدة» تقدم بجودة عالية قادرة على المنافسة العالمية.

■ ما رأيك فى فكرة المنصات الرقمية لعرض الأعمال الفنية؟

- فكرة جميلة، وتشعر المشاهد بالراحة سواء بسبب عدم وجود إعلانات، أو فكرة مشاهدة الحلقات بشكل متواصل دون انقطاع لأى سبب، إلا أنه فى الوقت ذاته لا يمكن مقارنة التليفزيون بالمنصة، لأننا تعودنا على الإعلانات فى رمضان، خاصة و«إحنا بنفطر»، حتى إنه أصبح طقسًا من طقوس الشهر الفضيل.

■ كيف تتعاملين مع النقد؟

- أهتم بالنقد البناء بالتأكيد، وفى الحقيقة أغلب النقد الذى يوجه لى هو نقد بنّاء وجيد، وإن تعرضت للنقد بطريقة محترمة أشعر بسعادة، لأن هذا يلفت نظرى فى بعض الأحيان لأشياء لم ألحظها، أما النقد الهدام، وهو النقد لمجرد النقد، فهذا لا أعيره أى اهتمام.

■ ما علاقتك بالسوشيال ميديا؟

- أحب التفاعل معها، لكننى لست مهووسة بها، وأفضل تطبيق إنستجرام، فهو مفضل فى مصر أكثر من سناب شات، وأنشر من وقت لآخر، وأتابع ما يجرى حولى، وأحرص على الإشراف بنفسى على «إنستا» و«إكس»، المعروف سابقًا بـ«تويتر»، كما أرد على الجمهور بنفسى، ولكن فى «فيسبوك» لدى «أدمن».

السوشيال ميديا حاليًا تساعد على توصيل أى شىء فى أى وقت ومن أى مكان، ولكن الصحافة لها دور آخر مهم، ولا يمكن أن تلغى السوشيال ميديا دور الصحافة.

الصحافة مهمة جدًا فى حياة الفنان، فهى من تسلط الضوء على أعماله، لأن الفنان ليس بلوجر ليتحدث عن نفسه، وأنا بالنسبة لى كفنانة «الصحافة مهمة فى حياتى».

■ هل تشعرين بقلق عندما تشاركين فى عمل جديد وتنتظرين رد فعل الجمهور؟

- نعم، أشعر بقلق كبير وأنتظر ردود الأفعال، وأقترح تصويرى فى أثناء مشاهدتى للحلقة، لأن الأمر يكون كوميديًا جدًا، بسبب توترى الشديد وتعلو وجهى تعبيرات غريبة، إضافة إلى أننى أكلم نفسى، وأنتقد نفسى، وأحيانًا أكون قاسية جدًا ولا أرى سوى عيوبى، والقسوة «الأوفر» ليست جيدة إلا أننى أكون قاسية بشدة على نفسى، وهذا بسبب أننى أستهدف الوصول للكمال.. لا أرى الأمور كما يراها الناس.

■ وكيف يكون الأمر حينما تتلقين ردود أفعال إيجابية؟

- فى كل عمل أدخله أترك بصمة وعلامة، وهذا فضل من ربى.. الناس «بتكون طايرة بكل حاجة بعملها»، لكن لأننى أحترم نفسى وجمهورى وفنى أحاول دائمًا أن أصل للكمال.

أسعد بردود الأفعال الإيجابية دون شك، لكن لا شىء يرضينى، لأننى إن وصلت لمرحلة الرضا فهذا يعنى بالنسبة لى الفشل.

لا بد من أن أسعى باستمرار لتطوير نفسى، وأقدم شيئًا مختلفًا وجديدًا.. أنا فى تحدٍ دائم مع نفسى قبل أى شىء آخر.

■ هل تحرصين على استشارة أحد قبل المشاركة فى أى عمل جديد؟

- نعم، أحب مناقشة أصدقائى فى الأعمال وسماع رأيهم، خصوصًا فى الفكرة والإخراج والكتابة، لأعرف إن كانت الفكرة تجذب الانتباه أم لا.

أما فيما يخص قرارى، فأنا أوافق بمجرد أن يعجبنى الدور «لو حبيت الدور خلصت الحكاية». الورق بالنسبة لى هو أساس كل شىء، وأحب التعاون مع مخرج يساعدنى على تقديم أفضل ما لدى.

■ هل مهنة التمثيل صعبة؟

- نعم صعبة، وأتعرض لضغوط كثيرة لدرجة أننى لا أستطيع أحيانًا مقابلة الأسرة.. نقصر فى بعض الأمور، وأحاول طوال الوقت ألا أكون مقصرة، هذا يحدث بشكل غير متعمد.

للعمل قيود دون شك، فلا نستطيع أن نعيش كبقية الناس، هذا يحدث مع جميع الأقارب، إلا أولادى، لأننى «حنينة أوفر»، فالأولاد مسئوليتنا، وهى مسئولية كبيرة.

قرار الزواج ليس سهلًا، وكذلك قرار الإنجاب، فلا بد أن يكون الوالدان قادرين على التربية، فهى مسئولية كبيرة، والموضوع لا يقتصر على توفير الطعام والشراب للصغار، فنحن نزرع فيهم القيم، وهذا يحتاج إلى وقت بالتأكيد، وبسبب العمل يكون من الصعب توفير وقت للأسرة، وأحاول قدر الإمكان أن أكون على تواصل معهم، وإجازتى أقضيها مع أولاى «ولادى فى حضنى».

■ ماذا تقولين للأزواج الذين يجعلون مشاكلهم تؤثر على أطفالهم؟

- أقول لهم «طلعوا عيالكم برا مشاكلكم»، وأذكرهم بقول المولى عزل وجل فى القرآن «وَعَاشِروهن بِالمَعروفِ»، و«الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان»، وهذا لا يعنى أننا لا بد أن نصبح أعداء لأن هذا سيؤثر على الأولاد ونفسيتهم، ويجعلهم ليسوا أسوياء.

التربية الصحيحة ليست بالصراخ والصوت العالى، فهذا يجعل شخصية الطفل مهزوزة، ويصبح غير واثق فى نفسه.. أقول لهم «اجعلوا الانفصال لا يؤثر على تربية الأولاد».

■ هل ترين أن إرضاء الجمهور صعب؟

- نعم.. أنا أؤمن بأنه من الصعب إرضاء الناس عمومًا فى الكثير من الأشياء، ولكن القصة هنا ليست فى صعوبة إرضاء الجمهور، لأن الجمهور ذكى جدًا، والممثل فى النهاية يجب عليه أن يكون مجتهدًا ومخلصًا ويقدم أحسن ما لديه.

ويجب على الممثل أن يكون صادقًا فى كل فعل، لأن هذا يصل للناس، فإن وصل للجمهور صدق هذا بالتأكيد سيكونون راضين، لأن الصدق فى الإحساس هو أهم حاجة.

■ ما رأيك فى الذين يحرصون على المشاركة دائمًا فى الموسم الرمضانى؟

- يوجد الكثير من المسلسلات «out of session» يشاهدها الجمهور بكثرة ويهتم بها بشكل كبير جدًا، وتنجح أيضًا «بتكسر الدنيا»، ولكننا تعوّدنا على رمضان، له طعم آخر مختلف.