رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بتذكار القدّيسين الشهداء الاثنين والأربعين في عموريّة

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية في مصر بحلول تذكار القدّيسين الشهداء الاثنين والأربعين الذين في عموريّة وكان هؤلاء من كبار قواد الجيش البيزنطي في عهد الإمبراطور ثاوفيلوس. وقطعت هاماتهم في مثل هذا اليوم عام 848.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: 

يُمكننا اعتبار "رَئيسُ المَجمَع" هذا مُمثّلا لشريعة موسى، وقد أتى طالبًا من الرّب إعادة الحياة لميّتة وهو يصلّي على نيّة الحشد الذي قد غذّته الشريعة من أجل الرّب يسوع المسيح مُبشرةً بانتظار مجيئه... وعده الرّب بمساعدته ولكي يؤكّد له على ذلك، رافقه إلى بيته. 

لكنْ أوّلًا، فإنّ خلاص حشد الوثنيين الخطأة مع الرّسل قد تمّ. إنّ عطيّة الحياة تعود في المقام الأوّل إلى الخيار المُقدَّر له سابقًا في الشريعة، لكنْ قبل ذلك، ومن خلال صورة المرأة (النازفة)، أعطي الخلاص إلى العشّارين والخطأة. لهذا السبب وثقت هذه المرأة بأنّ من خلال قدومها على درب الرّب، سوف تُشفى من نزف دمها بمسّ ثوب الرّب... لقد كانت متلهّفة في إيمانها إلى لمس طرف الثوب، أي إلى نيل هبة الرُّوح القدس برفقة الرّسل، تلك الهبة الّتي خرجت من جسد الرّب يسوع المسيح من خلال طرف ردائه.  لقد شُفِيَت في وقت قصير.

وبذلك تكون الصحّة التّي كان الرّب ينوي إعادتها لواحدة (ابنة رئيس المجمع) قد أُعيدت أيضًا لأُخرى، تلك المرأة تي مدح الرّب إيمانها ومثابرتها، لأن ما أُعِدَّ لإسرائيل قد رحّبت به شعوب الأمم... إنّ قوّة الرب الشّافية، الّتي يحتويها جسده، كانت موجودة حتى في أطراف ثوبه. 

وبالفعل فإنّ الله لم يكن قابلا للتجزئة ولا للإدراك حتى يُحتجز في جسد؛ هو بنفسه يوزّع مواهبه بواسطة الرُّوح، لكنّه غير متجزئ في مواهبه. إنّ قوّته تُدرك بالإيمان في كل مكان، لأنّها كلّية الوجود ولا تغيب عن أيّ مكان. فالجسد الذي اتّخذه لم يحتجز قوته، لكنّ قوته أخذت وهن جسد لافتدائه. إنّ هذه القوّة لا متناهية وسخيّة لدرجة أنّ عمل خلاص البشر كان موجودا حتى في أطراف ثوب الرّب يسوع المسيح. 

دخل الرّب بعدها إلى بيت رئيس المجمع، أي إنّه دخل إلى المجمع... "فضَحِكوا مِنه". بالفعل، فإنّهم لم يؤمنوا بإلهٍ مُتجسِّدٍ في إنسان؛ لقد ضحكوا لسماعهم إيّاه يبشرهم بالقيامة من بين الأموات.

أعاد الرّب الصّبيّة إلى الحياة وهو مُمسِكٌ بيدها، هي التي لم يكن موتها بالنّسبة إليه سوى رُقاد.