رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل بتذكار القدّيس الشهيد قونون

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية في مصر بتذكار القدّيس الشهيد قونون الذي من إيصورية والذي أصله من ناصرة الجليل. استشهد في عهد الإمبراطور داكيوس (249-251)، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يؤلّف جميع المسيحيّين، في المسيح رأس الكنيسة التي هي جسده، "ذُرِّيَّةً مُختارة وجَماعة المَلِكِ الكَهَنوتِيَّة وأُمَّةً مُقَدَّسَة وشَعْبًا اقتَناه اللهُ للإِشادةِ بِآياتِ الَّذي دَعاهم مِنَ الظُّلُماتِ إِلى نُورِه العَيب" .. إنّ الإفخارستيّا تُعطَى، كَسِرٍّ ليعيشه كل منّا حسب حالته الحاضرة، جاعلة من واقعه الحياتي المركز الذي يجب أن يعيش فيه التّجدّد المسيحيّ. فإذا كانت ذبيحة الإفخارستيّا تغذّي وتنمّي فينا ما أعطانا ماء العماد الذي به دُعينا جميعًا إلى القداسة، حينئذٍ يجب أن يظهر هذا حقًّا في المواقف أو حالات الحياة حيث يوجد المسيحيّ. فتصبح حياتنا، يومًا بعد يوم، عبادةً مرضيّة لله عندما نعيشها كدعوة. انطلاقًا من الاجتماع الليتورجي، فإن السرّ الإفخارستي ذاته هو الذي يزجّ بنا في الواقع اليومي كي يُصنع كلّ شيء لمجد الله.

وبما أنّ العالم هو "الحقل" حيث وضع الله أبناءه كالحبّ الجيّد، فالمسيحيّون العلمانيّون، بفضل عمادهم وتثبيتهم بعد أن يكونوا قد تقووا بالإفخارستيّا، مدعوّون إلى أن يعيشوا التّجدّد الجذريّة التي حملها لنا الرّب يسوع المسيح وسط أوضاع الحياة العاديّة. عليهم أن يغذّوا الرغبة في أن تطبع الإفخارستيّا، دومًا وبطريقة أعمق، حياتهم اليوميّة وتحملهم على أن يكونوا شهودًا مميّزين في محيط عملهم وفي المجتمع بأسره.

إني أوجّه تشجيعًا خاصًّا إلى العائلات لكي تستمدّ الوحي والقوّة من هذا السرّ. إنّ الحبّ ما بين الرجل والمرأة، واستقبال الحياة، كما العمل التربوي، تشكّل كلّها أمكنة مميّزة حيث تستطيع الإفخارستيّا أن تغيّر الحياة وتوصلها إلى ملء معناها. وعلى الرعاة أن يعضدوا المؤمنين العلمانيّين ويربّوهم ويشجّعوهم على أن يحيوا دعوتهم إلى القداسة في العالم بملئها، هذا العالم الذي أحبّه الله إلى حدّ أنّه أرسل ابنه ليصبح خلاصًا لهم .