رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العرق يمد لسابع جد.. القصة الكاملة لحارس مقبرة إخناتون (خاص)

حارس مقبرة إخناتون
حارس مقبرة إخناتون

تصدرت صورة حارس مقبرة إخناتون، اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية. “الدستور” تتبع القصة ورصدها لكم في هذا التقرير الخاص.

من الأجداد إلى الأحفاد.. القصة الكاملة لحارس مقبرة إخناتون

بداية قصة حارس مقبرة إخناتون، تبدأ مع صاحب العدسة التي اقتنصت ملامح الحفيد حارس المقبرة التي تكاد تتطابق مع الجد المصري القديم إخناتون. إنه المهندس كريم بدر والخبير الأثري، والذي كشف لـ“الدستور” عن كواليس صورته، قائلًا: كنت في رحلة مع بعض الأصدقاء لمحافظة المنيا، ومن بين الأماكن الأثرية في برنامج الرحلة منطقة تل العمارنة بمركز ملوي، وخلال زيارتنا مقابر تل العمارنة كمقبرة مري رع ومقبرة الملك إخناتون.

والحاج “كامل” هو حارس مقبرة إخناتون من يحمل مفتاح المقبرة وفتحها لنا، وخلال تصويري المقبرة التقطت له صورة وهو يفتح لنا المقبرة، ولاحظت التشابه الكبير بينه وبين الملك إخناتون، ولكنني لم أتحدث معه عن هذا التشابه.

وعن توثيقه الأماكن الأثرية، أضاف “كريم”: في الأصل أعمل في الحفاظ علي التراث الثقافي، ومشاريع إدارة التراث الثقافي، وعملت مع منظمة اليونسكو ووزارة الآثار، وغيرها من الجهات، لذا الآثار قريبة من مجال عملي المرتبط بها ارتباطا مباشرا، فضلا عن هوايتي في التصوير الفوتوغرافي منذ 20 عاما، ودائما ما تشد انتباهي الأماكن الأثرية. وبدأ توثيقي للأماكن الأثرية وغيرها بالصورة منذ عام 2002، ولي الكثير من الأعمال الفوتوغرافية عن القاهرة التاريخية، وشاركت في العديد من المعارض والكتب المرتبطة بالقاهرة التاريخية.

وحول الحفاوة والاستقبال الذي قوبلت به صورة حارس مقبرة إخناتون، قال “كريم”: أدهشني الاستقبال والحفاوة جدا. خاصة أنني عندما صورت الحاج “كامل” ووضعتها علي حسابي بفيسبوك، لم أتصور أن يشاركها هذا العدد الكبير من رواده. ناهيك عن العديد من الصفحات التي أخذت الصورة دون إذني ونشرتها، وهناك من حذف اسمي من علي الصورة ومن لم يذكره، وغيرها. على أنه لم يكن لدي أي تعمد في أن تلقي الصورة كل هذا الاهتمام والحفاوة، وربما يكون الحاج “كامل” نفسه لا يعلم عن مدى انتشار صورته وشهرته.

كيف يرى خبراء الآثار حارس مقبرة إخناتون؟

وحول ما يعكسه التشابه بين صورة حارس مقبرة إخناتون وصاحب المقبرة، تحدث خبراء آثار لـ"الدستور"، وبداية يذهب دكتور حسين عبدالبصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إلى أن "هذا التشابه الكبير بين حارس مقبرة الملك إخناتون والملك إخناتون، يؤكد تواصل الحاضر بالماضي، وأن المصريين المحدثين هم أحفاد المصريين القدماء.

وأضاف “عبدالبصير”: أن أرض المنيا ومنطقة تل العمارنة التي تضم مقبرة الملك إخناتون في المنيا لا تزال تحمل الجينات الوراثية للملك إخناتون الذي نقل عاصمته في المنيا وعاش بها أغلب فترة حكمه. وربما كان هذا الحارس حفيدا بعيدا للملك إخناتون وإن لم يكن حفيدا له، فإنه دون شك مصري صميم حتى النخاع يعبر عن الأصل والجنس المصري الممتد منذ أقدم العصور المصرية القديمة إلى وقتنا الحاضر. 

وشدد “عبدالبصير”: وكل ذلك ينفي أن كل الادعاءات الباطلة التي تحاول بكل وقاحة أن تفصل مصر الحديثة ومصر المعاصرة عن مصر القديمة والتي تقول كذبا إننا لسنا المصريين القدماء وأإن مصر القديمة شيء ومصر الحديثة والمعاصرة شيء آخر.

نحن شعب واحد باختلاف سماتنا المورفولوجية

من جانبها قالت باحثة الآثار والمصريات دكتورة زينب حشيش: “وجه الشبه كما يقولون في الأمثال ”يخلق من الشبه 40"، لكن لو تناولنا الأمر علميًا، لا يستقيم عقد مقارنة بين صورة شخص حي أو هيكل عظمي وبين تمثال، لأن دائما التماثيل تنحت بمقاييس فنية.

وأوضحت “حشيش”: صورة تمثال إخناتون المنتشرة والتي تستخدم للمقارنة بينه وبين حارس مقبرة إخناتون يتبع المدرسة الفنية المعروفة بمدرسة فن العمارنة، وهذه مدرسة فنية ليست واقعية، لكنها مبالغة في الواقعية. 

تظهر سمات هذه المدرسة الفنية فى معظم تماثيل الملك إخناتون ومعظم تصاويره الفنية فى تل العمارنة التى تتبع ملوى محافظة المنيا، بعض هذه السمات الفنية تتمثل في شفاه غليظة، وجنتين بارزتين، الجبهة عريضة، الوجه المستطيل، الصدر أنثوى والبطن متدلية، الفخذين غليظتين وساقين نحيفتين.

واستدركت “حشيش”: لكن طبقا للأنثروبومترى أو القياسات المترية، هناك أساليب أخرى لمعرفة درجة التشابه وهذا أحد مجالات الأنثروبولوجيا الفيزيقية. يعتمد على أخذ قياسات للجمجمة من أماكن محددة سابقا ومعرفة وتطبق دوليا فى كتاب Buikstra and Ubelaker.

واختتمت “حشيش” مؤكدة: ليس من المستغرب أبدا عند النظر فى وجوه المصريين، ونشعر  بالتشابه، فنحن شعب واحد باختلاف سماتنا المورفولوجية.

 

بعض القرى المصرية خاصة بالصعيد ما زالت تحتفظ بأصالة العرق المصري

وبدوره قال عالم الآثار دكتور شريف شعبان: خرج علينا "ترند" حارس مقبرة إخناتون ومدى التشابه بينه وبين الملك المصري القديم. وهذا ليس أول موقف ولن يكون الأخير. فعادة ما نجد تشابها كبيرا بين تماثيل مصرية قديمة وملامح مصرية معاصرة مثل الشبه بين رأس نفرتيتي والفنانة المصرية سوسن بدر، والشبه بين أإخناتون والفنان علي الحجار، وغيرها الكثير من الأمثلة. 

وأوضح “شعبان”: وهذا ما يثبت أنه رغم اختلاط الجنس المصري بمختلف الأجناس خلال القرون مع دخول مصر أقوام مثل الكنعانيين والفرس والإغريق والرومان والعرب وغيرهم، إلا أن هناك بعض القرى المصرية، خاصة بالصعيد ما زالت تحتفظ بأصالة العرق المصري دون اختلاط، ما يؤكد وجود صلة بين المصريين القدماء وأحفادهم اليوم. 

وشدد “شعبان”: وهناك ما يثبت تأصيل بعض المصريين لأصولهم الجينية المصرية مثلما قامت به المصرية "تريفينا باسيلي"، وهي مسيحية من مواليد مدينة طنطا بمحافظة الغربية بعمل فحص جيني لتعرف أصولها، فاكتشفت أنها تنتمي جينيا ووراثيا للحوض المصري القديم من العصر الصاوي، حيث تتشابه في الملامح والجينات وبنسبة تطابق كبيرة مع المصريين القدماء دون أي أصول أخرى، سواء أوروبية أو إفريقية، وأنها امتداد مباشر لمومياوات العصر الصاوي.