رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال لقاء قصص ترويها أجساد المصريين

هل كان المصريين القدماء آكلة لحوم بشر؟.. الباحثة زينب حشيش تجيب

الباحثة زينب حشيش
الباحثة زينب حشيش في جانب من اللقاء

تحدثت باحثة المصريات والآثار دكتورة زينب حشيش، خلال لقاء قصص ترويها أجساد المصريين، عن اهتمام المصريين بالتعرف علي الحضارة المصرية القديمة وكل من منظور مختلف.

زينب حشيش تفند أكاذيب “بيتري”

وأوضحت “حشيش” خلال الندوة التي عقدت بمعهد الدراسات الشرقية، أن هناك من يهتم بالحضارة المصرية القديمة من منظور لغوي، ومن يهتم بها من منظور فني، وهناك أيضا من يهتم بدراستها من خلال منظور معماري، ومن يهتم بها من خلال دراسة المنتجات المادية التي تركها المصريون القدماء أنفسهم.

وحول الإدعاءات عن أجساد المصريين وكيف أنها عملاقة وتابعت الباحثة زينب حشيش: بحكم عملي منذ العام 2016 لم نقابل أي عملاق من التي تتحدث عنها هذه الإدعاءات، لكن هناك دراسات عن أطوال المصريين القدماء، أحدثها دراسة “راكستر” والتي أكد فيها أن أطوال المصريين القدماء مثلها مثل أطوالنا الحالية، الرجال من 170 إلى 180 والنساء من 150 إلى 165 تتفاوت هذه الأطوال بالزيادة أو النقصان بمعدلات قليلة.

وعن الشائعات التاريخية التي ترددت عن المصريين القدماء بأنهم آكلة لحوم البشر، أضافت “حشيش”: “بيتري، وهو من أوائل المكتشفين الذين عملوا في الآثار بمصر، والذي لولاله لفقدنا الكثير من الهياكل العظمية والمومياوات والبقايا المحنطة للحفائر الخاصة بالرواد".

واستدركت زينب حشيش: “لكن في نفس الوقت الذي حافظ فيه بيتري على هذه البقايا، كان له هدف ما، كان يجمع الجماجم ويحاول إثبات أن من صنع الحضارة المصرية القديمة ليسوا المصريين وكان عنده أجندة، لكن طوال مدة عمله لم يستطع إثبات هذا الادعاء”.

استند “بيتري” في ادعاءه أن المصريين القدماء كانوا من آكلة لحوم البشر، لأنه عندما كان يفتح الدفائن التي يعثر عليها يجد أعضاء مفقودة، يد أو رأس أو قدم، من هنا كان يدعي أن هناك من أكل هذه الأجزاء المفقودة أو تم التضحية بها في طقوس معينة للتضحية بالبشر.

وشددت زينب حشيش: “بالطبع هذه الادعاءات كاذبة جملة وتفصيلا، فمن يعمل في الحفائر يعرف أن الجسم أو الهيكل العظمي يتم ربطه مع بعضه البعض بالأربطة والعضلات والعظام وكلها أعضاء رقيقة، عندما نموت تتحلل بالتالي يبدأ العظم في الوقوع من مكانه، وبسهولة عندما تتفكك العظام يفقد أجزاء كثيرة منه، بل أن ابن آوي وهو يلعب في المقبرة المكان المفضل له أن ينبش القبر ويأخذ أجزاء منه”.

استكملت زينب حشيش تفنيد ادعاءات بيتري: “أيضا فيما يتعلق موضوع التضحية بالبشر ــ وعرضت صور استند بيتري عليها في ادعاءه ــ ومن خلال وضعيات هذه البقايا، قال إنه تم التضحية بهم ودفنهم أحياء، والمفترض أن الشخص عندما يموت مختنقا هناك عظمة في الرقبة يجب أن تتعرض للكسر”. 

اختتمت: “كل علماء الآثار الذين عملوا في جبانات الأسرة الأولى والثانية في أبيدوس، لم تعثر علي أي عظمة (هيويد) بها كسر، ولا يوجد ما يثبت أنهم قد ماتوا مختنقين”.