رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضمن فعاليات القاعة الرئيسية

ممدوح الدماطي: مصر أول دولة "كتبت دستورا" في التاريخ

جانب من اللقاء بمعرض
جانب من اللقاء بمعرض الكتاب

تحدث وزير الآثار السابق دكتور ممدوح الدماطي، أستاذ الحضارة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة عين شمس، خلال ندوة “تراثنا الحي من حضارتنا القديمة”، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، عن ريادة مصر في تقديم أول دستور للبشرية وهو دستور "ماعت".

مصر فجر التاريخ والعالم

قال ممدوح الدماطي: “ما من ظاهرة من ظواهر الحياة الحديثة في كافة المجالات، إلا وعرفتها مصر القديمة وقدمتها للبشرية، وأولها خريطة مصر والتي لم تتغير منذ 5 آلاف عام، وبتركزها حول النيل والدلتا واتساعها عبر الصحراء لاستغلال الثروات المعدنية”.

 

أما عن أسماء مصر، فقال الدماطي: “عرفت مصر قديما بـ كمت، وتاوي، بمعني الأرض الخصبة، وأول مرة ذكر فيه اسم مصر في رسالة وجهها أمير كنعاني إلي فرعون مصر في منتصف القرن 14 قبل الميلاد، أشار فيها إلي أنه قد يضطر إلي إرسال أسرته إلي مصر نظرا للتهديدات التي تتعرض لها بلاده. كما ذكر اسم مصر بمفردة (مشري) في نصوص ميتانية من رأس الشمرا في سوريا، بينما جاء اسم (قبطي) من أوديسا هوميروس في القرن الثامن قبل الميلاد بمعني أرض النيل وأرض الفيضان، وعرفت في اللاتينية باسم (أجبتي) ومنها كلمة إيجيبت في اللغات الأوروبية كالفرنسية والإنجليزية وغيرها".

ولفت إلة أن مصر أول دولة في التاريخ كتبت دستورا، وهو دستور “ماعت” بركائزه (الحق والعدل والنظام)، وفيه تنظيم للعلاقة بين الملك والشعب، بين الأرباب والملك،ومنه يستمد الملك شرعيته  لذا كان المصري يتحري الدقة في حياته وهو يضع نصب عينيه دستور الماعت والذي سيحاسب به أيضا في العالم الآخر، حيث توزن أعماله وقلبه.

ريادة مصر في العلوم والطب

وتابع: “كما برع المصري القديمة في العمارة، وكانت مصر وقتها من أشهر الدول في العالم القديم في هذا المضمار، وأبرز الشواهد علي تفوقه في العمارة الأهرامات، كما استطاع المصري القديم استخدام كل المواد في البيئة المحيطة به، فنحت الصخر واستخدمه، بل أنه من كتلة صخرية واحدة نحت معبدا بأكمله وهو معبد أبو سمبل والذي يمتد من مدخله حتي قدس الأقداس من صخرة واحدة، كما عرف المصري القديم الجغرافيا واكتشفنا أول خريطة، خريطة الحمامات، التي تدل علي معرفة المصريين القدماء بصناعة الذهب والحلي منذ 3400 سنة قبل الميلاد، وأشهر نماذج صناعة الذهب قناع الملك توت عنخ آمون".

أردف ممدوح الدماطي: “عرفت مصر القديمة الرياضيات وحساب المثلثات والفلك، ويعتبر “إيمحوتب”، أشهر العلماء في مصر القديمة فقد كان مهندسا وطبيبا بارعا، بل وفلكي بارع وهو من وضع التقويم الشمسي منذ 2770 قبل الميلاد، والذي مازلنا نستخدمه حتي اليوم، وهو من بني هرم زوسر، كما وضع المصريين القدماء دائرة زودياك، أو دائرة البروج والكواكب، وعرف قياس الزمن، وقسم السنة إلي 356 يوم، واليوم إلي 12 من خلال تتبعه للنجوم في الليل، استطاع أن يسجل ساعة بين آفول كل نجم، وفي النهار حساب الوقت من خلال مدرج خشبي وحساب الظل كل ساعة، وحتي في الأيام الغائمة أو الخالية من النجوم عرف المصري التقويم أيضا عن طريق الساعة المائية، فيملأ وعاء مثقوب ثقوب صغيرة بالماء ويحسب المدة بين فراغ كل جزء منه”.

أما عن اللغة وكيف تأثرت اللغة العربية الفصحي باللغة المصرية القديمة، أوضح: “هناك العديد من الكلمات العربية الفصيحة أصلها مصري، منها سمير = سمر، إن = إن، إثار = أسير، جعق = زعق، حتي اللغة العامية ما زالت تحتفظ بالمئات من المفردات المصرية القديمة أبرزها وحوي يا وحوي إياحه، وكلمة ورور أصلها مصري تعني عظيم، وكحكح، وغيرها”.

وعن الرياضة والألعاب وزينة المرأة في مصر القديمة، عرض ممدوح الدماطي، نماذج لبرديات ونقوش مصرية قديمة عرف فيها المصري القديم الألعاب الرياضية الحديثة كالجمباز والمصارعة والملاكمة، الجري والسباحة ورمي الرمح وركوب الخيل وغيرها من الألعاب الرياضية. وتحدث عن اهتمام المرأة المصرية بزينتها وأناقتها، معرض لنقوش تظهر المرأة وهي أمام الماعت وتحت كرسيها حقيبتها تظر منها المرآة.