رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بقلمها.. الشاعرة الروسية "آنا أخماتوفا" ترسم صورة شخصية لمسيرتها

آنا أخماتوفا
آنا أخماتوفا

تعد الشاعرة الروسية آنا أخماتوفا، والمولودة في مثل هذا اليوم من العام 1889، واحدة من أهم الشعراء الروس على مر تاريخهم.

عالم آنا أخماتوفا الشعري

وفي تقديمه للترجمة التي قام بها لديوانها “قداس جنائزي”، يذهب الشاعر والروائي العراقي برهان شاوي، إلى أن: عالم آنا أخماتوفا، الشعري ضيق ونحيل مثل شعاع من الضوء يسقط في غرفة مظلمة، إنها شاعرة المساء اليقظة، لقد عاشت وماتت مثل الجميع في ظل الإرهاب الستاليني، فقد أعدم زوجها الشاعر “جوميلوف” عام 1921 كما اعتقل ابنها مرات، أما هي فقد طردت من اتحاد الكتاب السوفيت، ومنعت من النشر لمدة زادت على العشرين عاما، إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.

لقد عاصرت آنا أخماتوفا، مسيرة الثورة الاشتراكية، ورأت كيف اختفت النساء، والشعراء، والكتاب والفنانون، وعاصرت موت الشاعر أوسيب ماندلشتام في أحد معسكرات الاعتقال، وانتحار مايكوفسكي، ومقتل يسينين، والمصري المأساوي للفنان المسرحي مايرخولد، والشاعرة الروسية الكبيرة مارينا تسفيتايفا.

 

محطات في مسيرة آنا أخماتوفا

أما هي ــ آنا أخماتوفا ــ فتتحدث في مقدمة ديوانها المشار إليه سابقا ــ قداس جنائزي ــ فتكتب شذرات عن مسيرتها الأدبية، بعنوان “شهادة شخصية.. باختصار عن نفسي”، وفيها تقول: “ولدت في منطقة بلشوي فونتان أو النافورة الكبيرة، بالقرب من مدينة أوديسا، كان أبي مهندسا ميكانيكيا في الأسطول البحري، ولم يكن عمري عاما حينما انتقلت أسرتي إلى منطقة ”تسارسكوي أو القرية القيصرية" في الشمال وهناك عشت حتى بلغت السادسة عشرة.

وعن تعليمها ودراستها تضيف آنا أخماتوفا: تعلمت القراءة من خلال “الألفباد” الذي وضعه للأطفال ليف تولستوي، ومنذ الخامسة بدأت تعلم الفرنسية سماعا من خلال الدروس التي كانت تعطيها لي معلمة الفرنسية بمعية الأطفال الأكبر سنا.

كنت في الحادية عشر عندما كتبت أول قصيدة شعر، لم أبدأ الشعر مع بوشكين أو ليرمنتوف، وإنما مع قصائد درجافين ونكراسوف التي كانت أمي تحفظهما غيبا. أنهيت سنتي الدراسية الأخيرة في العام 1907 بمدينة “كييف” وسجلت في كلية الحقوق. لقد كنت متحمسة للدراسة ولا سيما أننا بدأنا بدراسة تاريخ القانون واللغة اللاتينية، لكن حماستي فترت حينما توغلنا في النصوص القانونية الجامدة فتركت الدراسة.

وعن حياتها الخاصة، تمضي “أخماتوفا” في حديثها مشيرة إلي: في أبريل 1910 تزوجت من الشاعر نيقولاي جوميوف. وفي هذا العام كان واضحا أن “الرمزية” تعيش أزمة خانقة، وكنا رعيل الشعراء الشباب غير متحمسين للاقتراب من هذا التيار، فبعضنا اتجه إلي المستقبلية والبعض الآخر إلي الذروة الروحية.

أبرز مؤلفات الشاعرة آنا أخماتوفا

وحول مجموعاتها الشعرية تضيف “أخماتوفا”: في العام 1912 صدرت مجموعتي الشعرية الأولي باسم “المساء”. وفي العام 1914 صدرت مجموعتي الشعرية الثانية تحت عنوان “إكليل الورد”. ومن ثم توالت أعمالها الشعرية، ففي العام 1917، صدر ديوانها الثالث بعنوان “السرب الأبيض”. وبعد ثورة أكتوبر 1917، قدمت آنا أخماتوفا، ديوانها “مزامير الراعي” عام 1921.