رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في أحد الابن الضال.. الكنيسة: الحسد من محبة العالم التي هي عداوة لله

كنيسة الروم
كنيسة الروم

تحتفل كنيسة الروم الارثوذكس اليوم بذكرى أحد الابن الضال، أو الابن الشاطر الذي شطر ثروة أبيه، وهو ثاني احاد الصوم الكبير في كنيسة الروم، وبهذه المناسبة قال الانبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر ووكيلها للشؤون العربية إن الحسد هو عنصر مهم يجب الالتفات له في الاحتفالات بمناسبة أحد الابن الضال.

وقال إنه بعودة الابن الأصغر «غَضِبَ الابْنُ الأكبَرُ وَلَمْ يَقْبَلْ أنْ يَدْخُلَ. فَخَرجَ أبُوهُ يَطْلُبُ إلَيْهِ الدُّخُولَ. فَقَالَ لِأبِيهِ: ‹لَقَدْ عَمِلْتُ بِجِدٍّ عِنْدَكَ كُلَّ هَذِهِ السَّنَوَاتِ، وَلَمْ أعْصِ لَكَ أمْرًا. لَكِنَّكَ لَمْ تُعطِنِي حَتَّى جَديًا لِكَي أحتَفِلَ مَعَ أصدِقَائِي. وَعِنْدَمَا جَاءَ ابْنُكَ هَذَا، الَّذِي بَدَّدَ أموَالَكَ عَلَى السَّاقِطَاتِ، ذَبَحتَ العِجلَ المُسَمَّنَ مِنْ أجْلِهِ› وهو ما ورد في قراءة إنجيل لوقا في أحد الابن الضال.

كما ان الحَسَد دخل إلى العالم بسقوط الشيطان وحسده للإنسان الأول الذي خلقه الله على صورته "فإن الله خلق الإنسان خالدا، وصنعه على صورة ذاته، لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم"  بسبب الحَسَد حقد قايين أخيه هابيل، وبسبب الحَسَد لم يتقبل الابن الأكبر توبة أخيه الأصغر وعودته (كما تُمثل الأيقونة الأولى). لذلك يقول بطرس الرسول "فاطرحوا كل خبث وكل مكر والرياء والحَسَد وكل مذمة" 

فالحَسَد من محبة العالم، "أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟ فمن أراد أن يكون محبا للعالم، فقد صار عدوا لله. أم تظنون أن الكتاب يقول باطلا: الروح الذي حل فينا يشتاق إلى الحَسَد" . وروح محبة العالم من الشيطان، لذلك يقول يعقوب الرسول: "فاخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم" 

وينفي من قلب صاحبه المحبة، لأن “المحبة لا تحسد”و، "المحبة لا تصنع شرًا للقريب". فمن يُحب يفرح ويُسَر لنمو الآخرين روحيًا وجسديًا، ويشتاق لو أُعطي له أن يتخلى عن كل ما اكتسبه من بركات أرضية لأجل الآخرين، ويأكل صاحبه، كما تأكل النار بعضها إن لم تجد ما تأكله، وينخر عظامه. شر الحَسَد من يُغض الحسود للآخرين، ويتجاوز حدّ الحَسُود ويتعداه إلى نفوس كثيرة فيُنَفر الأصدقاء ويزرع النزاع والشقاق بين العائلات. لذلك يقول السيد الرب للحاسد: "لأفعلن (بِكَ) كغضبك وكحسدك اللذين عاملت بهما مِن بُغْضَتِكَ لهم".

والحَسُود لا يحتمل أن يرى نعمة أو خيرًا عند أحد غريبًا كان أو قريبًا. فإن طلب أمجاد العالم وممتلكاته يحسد كل من يملك أو ينال أكثر منه "وما منفعة الأموال مع الإنسان الحسود" ، بل ويحسد من هم أقل منه.

- عينه رديئة مؤذية، "ولا أخبث ممن يحسد بعينه"، "العين الشريرة تحسد على الخبز". لسانه يتلذذ بالوشايات. يفرح بسماع القدح والذم والهّجْوّ في أشخاص ذوي نعمة.

من جهة اخرى، وفي دير القديس سابا البطريركي التاريخ بالإسكندرية خلال القداس الإلهي سام صاحب الغبطة البابا ثيودورس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا، الأسقف المنتخب إيزاك تسابوغلو أسقفًا على أسقفية بوروندي ومقره العاصمة بوجمبورا.

شارك في القداس الإلهي المتروبوليت غفرائيل مطران ليوندوبوليوس (الاسماعيلية)، المتروبوليت نيقوديموس مطران ممفيس (مصر الجديدة)، المتروبوليت سابا مطران النوبة وشمال السودان، المتروبوليت بندليمون مطران بطليموس، المتروبوليت ناركيسوس مطران بيلوسِيُو (بورسعيد)، والمتروبوليت جرمانوس مطران داميتاس (دمياط).

وحضر القداس الإلهي والشرطونية القنصل العام لليونان بالإسكندرية السيد/ يوانيس بيرجاكيس، ومعاون في القداس الإلهي عدد من كهنة الإسكندرية، وحضر العديد من الشعب المؤمن من مدينة الإسكندرية، وفي نهاية القداس الإلهي استقبل البابا ثيودروس والأسقف الجديد المهنئين في قاعة العرش البطريركي بالدير.