رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير صيني

الاقتصاد السودانى ضحية تمرد الدعم السريع.. ومخاوف من مجاعات وانهيار غير مسبوق

السودان
السودان

أكد تقرير صيني ضعف وانهيار الاقتصاد السوداني، جراء الحرب المستمرة منذ أبريل الماضي بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو جراء تمردهم على الجيش والحكومة في السودان.

وأوضحت صحيفة "South China Morning Post" في تقرير لها أن الانهيار الاقتصادي بات بشكل واسع وغير مسبوق خلال 10 أشهر من الحرب، فوفقا لسلطات الموانئ السودانية، انخفضت التجارة الدولية بنسبة 23% العام الماضي.

انهيار الجنيه السودانى جراء الحرب

وقالت الصحيفة إن نقص الغذاء والدواء في العاصمة السودانية الخرطوم أثار تحذيرات من وضع "كارثي"، حتى إن وزارة المالية، التي لم تضع موازنة قومية لعام 2023 أو 2024  كما رفعت مؤخرًا سعر الصرف للواردات والصادرات من 650 جنيهًا سودانيًا إلى 950 جنيهًا ولكن هذا لا يزال أقل بكثير من القيمة الحقيقية للعملة حيث بلغ سعر الدولار حاليًا في السوق السوداء حوالي 1200 جنيه سوداني.

وقال رئيس غرفة التجارة السودانية السابق الصادق جلال إن هذا الأمر علامة على تدمير الاقتصاد السوداني، فيما أدى انقطاع الاتصالات منذ بداية فبراير الجاري إلى إعاقة المعاملات عبر الإنترنت، والتي اعتمد عليها السودانيون للبقاء على قيد الحياة الأمر الذي فاقم من معاناتهم.

وأدت الحرب وفق التقرير إلى توقف الصناعات وعمليات الإنتاج بخلاف تدمير الكثير من المصانع ونهب الشركات والمخزونات الغذائية.

مؤشرات انهيار اقتصاد السودان جراء الحرب

وقال البنك الدولي في سبتمبر الماضي إن التدمير واسع النطاق للأسس الاقتصادية في السودان أدى إلى تراجع تنمية البلاد عدة عقود إلى الوراء، كما توقع صندوق النقد الدولي أنه حتى بعد انتهاء القتال، فإن السودان يحتاج إلى سنوات من إعادة الإعمار، فقد عانى السودان من اقتصاد مشلول لعقود من الزمن بسبب العقوبات الغربية وكان بالفعل أحد أفقر دول العالم قبل الحرب.

وأوضحت "South China Morning Post" أن سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة يواجهون أزمات غير مسبوقة بسبب الحرب الحالية، حيث يحتاج أكثر من نصف السكان إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، حسب الأمم المتحدة.

وقُتل آلاف الأشخاص، من بينهم ما بين 10 آلاف و15 ألفًا في مدينة واحدة في إقليم دارفور غربي البلاد، وفقًا لخبراء الأمم المتحدة.

كما حذرت وكالات الإغاثة من مجاعة وشيكة، وقد أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تلقيه بالفعل تقارير عن أشخاص يموتون جوعا، حسبما قال مدير الوكالة في السودان، إيدي روي، في أوائل فبراير الجاري.

وقال الخبير الاقتصادي هيثم فتحي، إن الدولة السودانية “غائبة تماما عن المشهد” في كافة القطاعات وأهمها الزراعة، التي كان من الممكن أن تساعد في درء الجوع.

وقبل الحرب كانت الزراعة تنتج ما بين 35 و40 % من الناتج المحلي الإجمالي للسودان، وفقًا للبنك الدولي، وكانت توظف 70 إلى 80 % من القوى العاملة في المناطق الريفية، وفقًا للصندوق الدولي للتنمية الزراعية لكن الحرب تركت أكثر من 60% من الأراضي الزراعية في البلاد خارج الخدمة، وفقًا لمنظمة الأبحاث السودانية فكرة للدراسات والتنمية.

وفي ولاية الجزيرة المنتجة للقمح، حيث سطت مليشيا الدعم السريع على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية جنوب الخرطوم، لم يتمكن المزارعون من رعاية  وجني محاصيلهم التي هلكت جراء الحرب.