رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء عراقيون يكشفون لـ"الدستور" أسباب اعتقال زوجة البغدادى واستجواب أسرته

زعيم تنظيم داعش أبوبكر
زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي

تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي من إلقاء القبض على زوجة زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي وابنته، من إحدى الدول المجاورة للعراق، وتمكن الجهاز من التوصل إلى هوياتهما وأماكن اختبائهما ولديهما جنسيات غير عراقية.

وتجري السلطات العراقية تحقيقات مع أسرة البغدادي، الزعيم السابق لتنظيم داعش الإرهابي، بالتزامن مع عملياتها على الأرض لتطهير الأراضي العراقي من بقايا فلول داعش الإرهابي.

ونرصد في التقرير التالي من خلال مجموعة من الخبراء السياسيين والإعلاميين العراقيين أهمية تلك الخطوة وأسبابها في هذا التوقيت.

الجبورى: تأتى بسبب امتلاك أسرة البغدادى معلومات دقيقة يحتاجها العراق

قال عباس الجبوري، مدير مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية، إن استدعاء زوجة البغدادي، رئيس تنظيم داعش الإرهابي السابق، في هذه الفترة يأتي بسبب امتلاكهم الكثير من المعلومات التي يحتاجها العراق، خاصة أن الكثير من الذين تم سجنهم وإلقاء القبض عليهم ارتكبوا جرائم بحق العراقين.

وأضاف الجبوري، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تنظيم داعش الإرهابي هدم المدن وقتل الأطفال والأبرياء والنساء، موضحا أنه لا زال هناك في العراق أكثر من 450 عائلة مهجرة ونازحة بسبب تدمير بيوتهم على يد داعش.

وأكد ضرورة إجراء تحقيق معمق من المقربين من البغدادي، ومعرفة من الذى كان يدعم التنظيم، ومن يقف خلفه، ومن الذى أتي بهذا التنظيم، ولماذا اجتمع كل إرهابيي العالم لتدمير العراق، ومعرفة من ساعدهم ومن أعطاهم هذا السلاح الذي قاتلوا به الجيش العراقي، لذلك فإن القضاء العراقي عندما أرسل بطلب إلى زوجة البغدادي وبعض أفراد أسرته للتحقيق معهم لأنهم كانوا محيطين به ويعرفون الكثير من الأسرار التى تركها البغدادي بعدما تم قتله عىي يد القوات الأمريكية.

وتابع الجبوري: "رغم شعور البعض بأن البغدادي صنيعة أمريكية، وكثيرا ما سمعنا وقرأنا التقارير بأنه تم تدريبه في إسرائيل، خاصة أنه كان مسجونا في سجن بوكا عندما كان في القاعدة وكان يقاتل القوات الأمريكية، وجاءوا به ليكون رئيسا لتنظيم داعش، الذي ما زالت آثاره حتى الآن، وهناك عدد من العراقيات الإيزيديات تم سبيهن في هذه االمعركة".

وأوضح أن القضاء العراقي أراد أن يجمع أكبر عدد من المعلومات والبيانات والخيوط التي ترتبط بالبغدادي، واستدعاء زوجته للحاجة الضرورية للتحقيق ومعرفة الكثير من الأسرار والمعلومات التي لم يستطع أحد كشفها حتى الآن.

العواد: أسرة البغدادى بنك كبير من المعلومات الاستراتيجية

وقال محمد العواد، الإعلامي العراقي، إن التحقيقات مع بعض أفراد عائلة البغدادي جاءت بعد تحركات العراق صوب دول المنطقة والعالم لاستعادة الإرهابيين، وهناك تنسيق وتحرك من قبل العراق مع دول العالم والإنتربول لاستعادة المطلوبين للقضاء العراقي، ولا سيما الإرهابيين، ومنهم عائلة زعيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، زوجته أسماء القبيصي، وابنته أميمة، وأفراد اخرين لم يتم الكشف عن هويتهم.

وأضاف العواد، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن أسرة البغدادي تم استردادهم من تركيا باعتبار أن الأخيرة أعلنت القبض عليهم بعد مقتل البغدادي عام 2019، لافتا إلى أنه لم تكشف حتى الآن أي معلومات من قبل القضاء العراقي حول التحقيقات.

وتوقع أن السلطات العراقية حققت في قضايا تخص بنية وهيكلة التنظيم الإرهابي ومخططاته وعملياته الإرهابية، خاصة أن زوجته لديها تصور وكان لديها علاقة مع معاونيه، ومنهم أبومحمد العدناني وغيره، وتمتلك معلومات عن تحركات وخطة التنظيم والجهات المرتبطة بهذا التنظيم.

وأكد العواد أن عائلة البغدادي بنك كبير من المعلومات، والأجهزة الأمنية العراقية ستستفيد بشكل كبير في معرفة الكثير من الأسرار عن هذا التنظيم الإرهابي الذى احتل أراضي كثيرة في سوريا والعراق، خاصة أن العراق الآن يقوم بعمليات تطهير ضد فلول وبقايا داعش، فبالتالي المعلومات ستفيد السلطات العراقية عن تحركات وعمليات وأماكن وقيادات التنظيم الإرهابي.

مراد: خطوة لتفكيك تنظيم داعش الإرهابى من الداخل

فيما قال الإعلامي العراقي فادي مراد، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن تلك الخطوة تأتي لملاحقة فلول تلك المجاميع، سيما الخط الأول الذين إما قتلوا أو تم اعتقالهم، بناء على متابعة مستمرة للقوات الأمنية العراقية في داخل العراق وخارجه، حيث استخدم تنظيم داعش الإرهابي ترابطا خيطيا، محاط بسرية تامة.

وأوضح أن هذه التحقيقات تأتي لتفكيك التنظيم من الداخل، وإبراز جرائمه للرأي العام، حيث كان البغدادي يظهر للرأي العام أنه ينتهج خلافة على منهاج النبوة، وثبت زيف تلك الادعاءات، فقد أثبتت بالصورة والصوت زوجة الهالك البغدادي عن تزوجه عشرات السبايا الإيزيديات اللواتي هن مغلوبات على أمرهن، وذكرت زوجة البغدادي أن هذا التنظيم تحول إلى دولة النساء.

وحول أهمية تلك الخطوة في هذا التوقيت، قال "مراد": تأتي الخطوة لتجفيف منابع الفكر الإرهابي، بشكل جلي وواضح، وتحقيق العدالة لأبناء الديانة الإيزيدية، ولكل من تضرر من تلك الجماعات الإرهابية.

وأوضح أنها رسالة من الأجهزة الأمنية العراقية بأن القوات الأمنية ستصل لتلك المنظومة الإرهابية، وإن مرت سنوات على جرائمهم، وحتى وإن استخدموا أسماء وهمية وكُنى، وحتى داخل مخيمات في الجانب السوري، بين الفترة والأخرى تحقق القوات الأمنية العراقية اختراقات في صفوف تلك الجماعات وتوقع بهم لتقديمهم للقضاء العراقي.