رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد بمفيليوس ورفاقه

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد بمفيليوس ورفاقه، والشهيد بمفيليوس سليل أشراف بيروت.. تتلمذ في مصر لاوريجانس.. ورسم كاهناً في قيصرية فلسطين، حيث انشأ مكتبة ضمّت مؤلفات الكتبة الكنسيّين والكتب الإلهية منقولة عن أقدم المخطوطات.

وقد عمل كثيراً في سبيل نسخها وضبط نصوصها، ولم ينثنِ عزمه المقدس هذا حتى وهو في السجن. من تلاميذه اوسابيوس المؤرّخ الذي كتب سيرة حياته. ألقي في السجن لأجل المسيح سنة 307. وقطعت هامته المكرّمة في مثل هذا اليوم من سنة 309. فنال إكليل المجد، يواكبه فريق من رفاقه في الجهاد لأجل المسيح.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: 

حين يشعر الإنسان النبيل برغبة في داخله كي يمتلك الله أو النعمة أو أي شيء آخر، عليه ألَّا يفكّر إلّا قليلّا بالتعزية الداخليّة التي بإمكانه الحصول عليها... إنّ الذين ينسبون الى الله جميع مواهبه الجسديّة والروحيّة، هم وحدهم يصبحون قادرين ومستحقّين أن يحصلوا على فيض من النِّعّم... يا اولادي، هؤلاء الناس هم مثل ساق الكرمة. من الخارج، هذا الساق هو أسود اللون، ناشف وطفيف القيمة. والذي يجهل ما هو هذا السّاق، يظّن أنه لا يصلح سوى الى رمْيِه في النار كي يُحرَق. لكن في داخل هذه الدالية تختبئ عروق ممتلئة بالحياة وبقوّةٍ عظيمة تنتج الثمر الفائق الثمن والأكثر عذوبة، ثمرٌ لم تحمل مثله لا الغابة ولا الأشجار.

هذا ما ينطبق على الناس المتفوِّقين بلطفهم والغارقين في محبّة الله. في مظهرهم الخارجي هم كأناس يذبلون كالخشب الاسود والناشف، لأنّهم متواضعون وصغار في مظهرهم الخارجي. هم ليسوا كمَن يتميّزون بالتعابير البليغة والإنجازات المُلفِتة والممارسات الجلّية، إنّهم دون مظهر مُلفت، وبالعودة الى رأيهم، إنّهم لا يلمعون بشيء. لكن الذي يعرف العِرق الملآن بالحياة والموجود في عمقهم حيث يتخلّون عن كلّ ما هو في طبيعتهم الخاصة حيث الله هو وحده حصّتهم وسندهم. ما أشّد الغبطة التي تمنحه إيّاها هذه المعرفة!