رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسلسلات المتحدة رمضان 2024

بعد طرح برومو مسلسل "الحشاشين".. مَن هو حسن الصباح مؤسس الفرقة الدموية؟

بوستر مسلسل الحشاشين
بوستر مسلسل الحشاشين

مسلسل الحشاشين، واحد من موسم رمضاني دسم تقدمه الشركة المتحدة، إذ تصدر الترند فور طرح البوستر الدعائي له، للكاتب والسيناريست عبدالرحيم كمال، ومن بطولة النجم كريم عبدالعزيز، وإخراج بيتر ميمي.

مَن هو حسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين؟

 

عديد من الكتابات ــ سواء كانت أكاديمية متخصصة أو عامة ــ تناولت شخصية حسن الصباح مؤسس أخطر الفرق السرية وأشدها دموية في التاريخ الإسلامي. والفرقة محور مسلسل الحشاشين، أسسها حسن الصباح منشقا عن الحركة الإسماعيلية.

وفي كتابه “حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي”، يذهب مؤلفه دكتور محمد عثمان الخشت، إلي أن حسن الصباح ولد في العام 1037 ميلادية في مدينة “قم” الإيرانية التي تعد مركزا أساسيا للشيعة الإثني عشرية. 

وتعود أصول الصباح محور مسلسل الحشاشين، إلي ملوك الحميرين وكان أبوه يقطن في الكوفة بالعراق، ثم انتقل إلى “قم” حيث ولد الصباح. ومنذ فترة مبكرة من حياته حرص والد “الصباح” علي تعليمه عقائد الشيعة الإثني عشرية، بالإضافة إلي تعليمه مختلف العلوم في عصره خاصة العلوم ذات الصبغة الفلسفية. وظل علي هذه الحال حتي بلغ الـ 17 من عمره.

 حقيقة صداقة الصباح وعمر الخيام

ويفند “الخشت” في كتابه الذي يتناول فرقة محور مسلسل الحشاشين، قصة الصداقة التي جمعت بين حسن الصباح والشاعر عمر الخيام ونظام الملك، وكيف أن الثلاثة تعاهدوا علي أن من يبلغ مدارج النجاح يأخذ بيد رفاقه، وعند نجاح نظام الملك في الوصول إلي وزارة الدولة السلجوقية بر بعهده لرفيقيه وعرض عليهما أن يتولي كل منهما إمارة من إمارات الدولة السلجوقية، إلا أن الاثنين رفضا، فبينما أراد الخيام الحصول علي راتب سنوي يمكنه من التفرغ للأدب والشعر والفلسفة، رفض الصباح لأنه كان يتطلع إلي منصب في بلاط الملك.

يرفض “الخشت” هذه الحكاية التاريخية ويفككها، مشيرا إلي الفارق العمري بين حسن الصباح ونظام الملك، فبينما ولد الصباح في 428 هجرية، ولد نظام الملك سنة 408 هجرية، أي أن هناك فارقا 20 سنة بينهما يصعب معه أن يكونا قد تزاملا في الدراسة.

تحولات حسن الصباح بطل مسلسل الحشاشين

ويذكر “الخشت” عن اللحظة الفارقة التي تحول فيها حسن الصباح محور مسلسل الحشاشين، من الحركة الإسماعيلية التي ظل علي قناعته بها حتي بلغ السابعة عشرة من عمره، يقول الخشت: في هذه الأثناء تعرف الصباح علي أحد دعاة الإسماعيلية الفاطمية، ودار بينهما جدلا متواصلا محاولا كلا منهما أن يقنع الآخر بصحة مذهبه. وكان الصباح حتي هذه اللحظة يؤمن بالله والإسلام كما يفهمه الإثني عشرية بوجه خاص، وكان تصوره عن الإسماعيلية أنها من قبيل المذهب الفلسفي، ولكن لقاءه مع الداعية الإسماعيلي الكبير كان له أبلغ الأثر في تطوره الروحي، حيث جعله علي مفترق طرق محوري في حياته، ثم وجهه وجهة نظرية وعملية لم تكن تخطر بباله يوما من الأيام.

اعتناق حسن الصباح عقيدة الشيعة الإسماعيلية

وعن التحول في حياة حسن الصباح بطل مسلسل الحشاشين، يلفت الخشت: خلال بحثه عن دعاة الإسماعيلية، تعرف الصباح علي أبي نجم السراج، وطلب منه أن يقدم له المزيد من المعلومات عن عقائد الإسماعيلية، وبالفعل حدثه الداعي عما أراد، ثم أخذ الصباح يتأمل في تلك العقائد ويقارنها بسائر العقائد والأيديولوجيات الأخري، مما تمخض عن اعتناقه الفعلي للمذهب الإسماعيلي.

حسن الصباح في بلاط السلاجقة

حينما وصل حسن الصباح محور مسلسل الحشاشين، لسن الشباب والعمل بعدما أنهي دراسته، التحق بالعمل في بلاط السلاجقة كوظف واستشاري إداري لدي السلطان ملكشاه، فقد كان ذا علم بالحساب والهندسة مطلعا علي مختلف علوم عصره النظرية والعملية. وقد استطاع بقدراته الفريدة ومثابرته علي العمل أن يلفت نظر ملكشاه، وهنا ظهرت المنافسة بينه وبين نظام الملك، ما أوغر عليه صدره، خاصة أن نظام الملك كان سنيا، بينما الصباح كان شيعيا. من هنا بدأ الصدام بين نظام الملك والصباح الذي استمر بعد ذلك أمدا طويلا وكانت له عواقب بالغة الأثر. 

أما عن خروج حسن الصباح من بلاط السلاجقة، فيذكر المؤرخ ابن الأثير في كتابه “الكامل” أنه في هذه الفترة المبكرة لم يكن الصدام قد بدأ بين الصباح ونظام الملك، بل كان نظام الملك يكرم الصباح. وسبب ترك الأخير لبلاط ملكشاه جاء نتيجة انزعاج رئيس الري “أبي مسلم” من نشاط الصباح، حيث حاول أبي مسلم معاقبة الصباح ففر منه. يقول ابن الأثير: "كان الحسن ابن الصباح رجلا شهما كافيا عالما بالهندسة والحساب والنجوم والسحر وغير ذلك، وكان رئيس الري إنسان يقال له أبومسلم، وهو صهر نظام الملك، فاتهم الحسن الصباح بدخول جماعة من دعاة المصريين عليه، فخافه ابن الصباح، وكان نظام الملك يكرمه، وقال له يوما من طريق الفراسة: عن قريب يضل هذا الرجل ضعفاء العوام، فلما هرب الحسن الصباح من أبي مسلم طلبه فلم يدركه.