رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشاركون بمؤتمر "البحوث الإسلامية": علوم الفلك والآثار تراث الماضي ونواة نهضة الحاضر

مجمع البحوث الإسلامية
مجمع البحوث الإسلامية

أكد المشاركون في المؤتمر الدولي الحادي عشر الذي يعقد بعنوان: «علوم الفلك والآثار في الحضارات الإنسانية» أن علوم الفلك والآثار تراث الماضي ونواة قوية لنهضة الحاضر، بالتعاون بين مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء، بمجمع البحوث الإسلامية، ومركز الدراسات البردية والنقوش، بكلية الآثار جامعة عين شمس مؤتمر «علوم الفلك والآثار في الحضارات الإنسانية».

وقال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، خلال افتتاح مجمع البحوث الإسلامية فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يعقد برعاية الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومحمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، ومحمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، إن الأزهر الشريف عبر جهوده يقوم على صيانة التراث وتقديمه للناس في صورة نقية.

وأوضح أن المجمع قد أحسن في التعاون مع جامعة عين شمس في عقد هذا المؤتمر المهم، حيث يكشف عنوان المؤتمر عن جانب مهم في علوم الآثار والفلك وهي ليست غريبة عن الأزهر، فمكتبة الأزهر الشريف عامرة بالمخطوطات في علم الفلك، كما كان الفلك يدرس في الأزهر الشريف وكان لعلمائه جهودا كبيرة في هذا العلم، ولدينا قسم خاص بقسم الفلك بكليات العلوم.

وأشار وكيل الأزهر، إلى أن القرآن الكريم ذكر بعض الإشارات الفلكية التي حركت الذهن، كما أن هناك العديد من العبادات مرتبطة بعلم الفلك، منها علم الفلك في الحضارة الإسلامية، وعلم الهيئة، حيث نستهدف بقاعدة بيانات أولية توثق إسهامات العلماء الأوائل في هذا العلم، وهو ما يفتح بابا للتأمل والتفكر يصل بنا إلى إعادة قراءة تاريخنا وتبصير أبناءنا بتاريخ أمتهم المجيد.

من جانبها، قالت غادة فاروق نائب رئيس جامعة عين شمس، إن المؤتمر يأتي في وقت مهم؛ حيث يعكس أهمية الشراكة بين جامعة عين شمس والأزهر الشريف، مشيرة إلى أن التحدي الحالي شديد جدا خاص باستقدام نظم المحاكاة والواقع الافتراضي في البحث العلمي، كما وجهت التحية لفضيلة الإمام الأكبر لرعايته لهذا المؤتمر المهم الذي يؤكد عناية الأزهر بالعلوم المعاصر والواقع الحديث.

فيما أشاد سلامة داود رئيس جامعة الأزهر بعناية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بعلم الفلك والعلوم المعاصرة عناية كبيرة، مؤكدًا على عناية علماء المسلمين بعلم الفلك وأنها بدأت مبكرا مع العناية بعلوم التفسير والحديث والفقه، فيما أشار إلى مجلة الأزهر وما حوته بعض أعدادها من توثيق لهذا التراث في علم الفلك من خلال عرضها لبعض نوادر المخطوطات.

بدوره أوضح نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الحضارة الإسلامية كانت سباقة في تأسيس المراصد الفلكية في شتى بلدان العالم الإسلامي، مثل، مرصد جبل قاسيون، في دمشق، ومراصد بغداد، والتي تضم مرصد سامراء، والمرصد المأموني، ومرصد بني الأعلم، والمرصد الشرقي، ومرصد (ملك شاه)، وكذلك مرصد مراغة، ومرصد سمرقند والمرصد الحاكمي، وكذلك نبوغ الكثير من علماء الحضارة الإسلامية في دراسة الفلك والهيئة مثل الخوارزمي، وثابت بن قرة، وأبي عبد الله البتاني، والبيروني، وابن الهيثم، ونصير الدين الطوسي، وغيرهم، وظهور الإنجازات والاكتشافات البديعة مثل (الأسطرلاب) و(الربع المجيب) و(الجداول الفلكية). 

وأشر إلى تطور علوم حساب المثلثات والبصريات، فكان لها الدور الأكبر في نجاح علماء المسلمين في حساب محيط الأرض، ورصد مسارات الشمس والقمر والكواكب، والتنبؤ بظواهر الكسوف والخسوف، وغير ذلك من الاكتشافات التي ما كان لعلم الفلك الحديث أن يكون له شأن بدونها.

ولفت إلى أهمية وضرورة علوم الآثار، لطلاب العلم الباحثين في الشرائع والأديان، حيث يمكن أن تساعد علوم الآثار أيضا على فهم السياق التاريخي للنصوص الدينية، من خلال دراسة الثقافات والحضارات التي نشأت فيها هذه النصوص، ويمكن أن تكشف لنا علوم الآثار عن الممارسات الدينية القديمة، من خلال دراسة المواقع الأثرية والمعابد والأدوات الدينية، ويمكن أن تساعد علوم الآثار في التأكد من صحة بعض الروايات، من خلال دراسة الأدلة المادية التي تشير إلى الأحداث المذكورة فيها، كما تساعد علوم الآثار في تعزيز الحوار بين الأديان، وتوسيع آفاق طلاب الكليات الدينية، من خلال تعريفهم على ثقافات وحضارات أخرى.

ولفت جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية وعضو مجلس إدارة مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء إلى أن المصريين برعوا في علوم الفلك والآثار سواء قديما عندما قام بها المصريون القدماء، أو حديثا بداية من عصر النهضة الحديثة وحتى وقتنا هذا.

فيما قال حسام طنطاوي عميد كلية الآثار جامعة عين شمس إن تجديد الثقافة الإسلامية واهتمام الدولة بالعلوم البينية، والاستفادة من الخلفيات البينية المختلفة، والخروج بنتائج دقيقة تسهم بشكل فعال في علم الفلك والآثار، وخدمة الوطن.

وقال الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر وعضو مجلس إدارة مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء، إن الله تبارك وتعالى ذكر علوم الفلك والفضاء والأرض والكون في قرآنه الكريم من خلال العديد من الآيات القرآنية، داعيا الإنسان إلى النظر في الكون وأن يتدبر فيه، كما أن علماء الإسلام قاموا بالعديد من الجهود الفعالة في مجال الفلك والفضاء وعلوم الآثار. 

فيما استعرض مجدي طنطاوي مستشار الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية للنظم الفضائية، دور وكالة الفضاء المصرية في العصر الحالي عصر الفضاء، حيث تقوم الوكالة بدور بارز في مجالات الاتصالات والاستشعار عن بعد وغير ذلك من الأدوار المهمة لخدمة الوطن.