رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إفساد مفاوضات الهدنة.. تبعات تهديد إسرائيل بغزو رفح وإثارة غضب مصر

مدينة رفح الحدودية
مدينة رفح الحدودية في غزة

أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن خطة إسرائيل لاجتياح وغزو مدينة رفح الحدودية في قطاع غزة من المتوقع أن تثير الغضب الأمريكي بصورة غير مسبوقة، حيث تعمل إدارة الرئيس جو بايدن لوقف أي محاولات إسرائيلية لاجتياح المدينة المكتظة بالسكان، كما أن أي اجتياح سيكون له تأثير سلبي كبير على سير المفاوضات مع حركة حماس لإنهاء هذه الحرب، بسبب إثارة إسرائيل لغضب مصر المفاوض الرئيسي.

خلاف غير مسبوق بين بايدن ونتنياهو والسر وراء اجتياح رفح

وتابعت أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن حكومته تعد خططًا لإجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين من مدينة رفح جنوب قطاع غزة حتى تتمكن القوات الإسرائيلية من توسيع حملتها ضد حماس هناك، على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة والأمم المتحدة من التكلفة المحتملة، حياة المدنيين ومعاناتهم.

وأضافت أن إدارة بايدن أبدت انزعاجًا متزايدًا من الحديث الإسرائيلي عن دخول مدينة لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني، ولم يتوقف نتنياهو عن خططه، بالرغم من الانتقادات العلنية والقاسية التي ظهرت في خطاب بايدن الأخير، في خطوة تضع حكومته على خلاف مع الولايات المتحدة، يضاعف الزعيم الإسرائيلي خططه العسكرية لدخول رفح. 

ويقول محللون إن نتنياهو يسعى إلى تمديد الحرب في غزة، حيث تظهر استطلاعات الرأي تراجع الدعم المحلي له، ولكن الدعم القوي لملاحقة حماس.

وتابعت الصحيفة أن الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بتعميق الخلاف مع إدارة بايدن، التي تواجه ضغوطًا متزايدة لتخفيف دعمها للحرب خلال عام الانتخابات، ويخشى بعض مساعدي بايدن أن يؤدي دعم الرئيس لإسرائيل إلى الإضرار بمكانته بين الناخبين الشباب بينما يسعى لولاية أخرى.

وأضافت أن نتنياهو يحاول سد هذه الفجوة مع الإدارة بالقول إن إسرائيل تركز على حماية المدنيين، وحذرت الأمم المتحدة من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح من شأنه أن "يزيد بشكل كبير ما هو بالفعل كابوس إنساني"، وقد نجت المدينة حتى الآن إلى حد كبير من الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ومدينة غزة في الشمال.

وتابعت أن خطة إسرائيل لاجتياح رفح تهدد بتوتر العلاقات مع مصر المجاورة، حيث يشعر المسئولون بالقلق من تهجير الفلسطينيين قسرًا إلى سيناء، وهو السيناريو الذي رفضته مصر وحذرت منه، وأكدت القاهرة أن لديها خيارا تعليق معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل عام 1979. 

وأضافت أن إثارة غضب مصر سيكون له تأثير سلبي كبير على المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس فيما يتعلق بإنهاء الحرب وتحرير المحتجزين، حيث تعد مصر الوسيط الرئيسي في هذه المفاوضات.