نقاد: المجموعة القصصية "العجوز بائع المسافات" خلقت كائنات واقعية من رحم الخيال
شهدت قاعة فكر وإبداع محور كاتب وكتاب ببلازا "1" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 مناقشة المجموعة القصصية "العجوز بائع المسافات" للكاتب محمد ممدوح، ويناقشها الناقد والأكاديمي الدكتور يسري عبدالله، والكاتبة والروائية إنجي همام، ويديرها الكاتب محمد عطية.
وتقول الكاتبة والناقدة إنجي همام: تعد المجموعة القصصية "العجوز بائع المسافات" للكاتب محمد ممدوح هي الثالثة له، فإنها تأتي بعد مجموعتيه «سراب أزرق»، و«كاميرا تصطاد بحرًا» ويقدم الكاتب عوالم من الفانتازيا، تجذب القارئ لعوالم غير ممكن توقعها.
وتابعت همام: يواصل الكاتب محمد ممدوح في مجموعته اللعب بسحر الكتابة والعزف بسحر موسيقى مبهجة عبر قصصه، فيخلق كائنات واقعية من رحم الخيال.
ولفتت همام إلى أننا "نرى قطع الأرض المنقولة من أرض لأخرى، تصدر منها الموسيقي، نرى عبر المجموعة مقايضات لم نعرفها من قبل، فتستمر موسيقاه عبر ما قدمه الكاتب فنشهد أغرب كتاب في العالم"، والذي اخترع أطاله بنفسه لملء فراغ مؤقت".
وأشار همام إلى أنه "في عوالم محمد ممدوح نجد أن يأنسن الأشياء كلها مثل الأحلام والتطلع، وصولًا للهموم، يقدم الأشياء ويمنحها فرصة حقيقية لحياة كاملة، يعرفنا كيف نراها من الداخل. ينسينا عبر مجموعته قوانين الواقع".
من جانبه، قال الناقد والأكاديمي الدكتور يسري عبدالله: محمد ممدوح كاتب يقدم نمطًا من أنماط القصة المعاصرة، ومن بداية العنوان "العجوز بائع المسافات" نجد أن ثمة ملمحًا تخيليًا يتبادر إلى ذهن القارئ، منذ اللحظة الأولى لقراءة للعنوان وصولًا للقصة 18 في المجموعة القصصية.
وأشار عب الله إلى أننا أمام روح تخيلية حاضرة في أعماله السابقة، والتي منها "سراب أزرق"، بنية عناوين أعماله يهيمن عليها الحس التخيلي. ولفت إلى جانب ذلك أن ثمة حسًا مجازيًا يجاور الحس التخيلي للكاتب.
وتابع: تبدأ المجموعة بقصة تحمل عنوان "كيس شفاف" البطل المركزي فيها "كيس"، يلتقط بعدسته القصصية الكيس الذي يمر بالكسالى والنشطين والتعساء وأصحاب البهجة، والباحثين عن متعة حقيقية، والباحثين عن فراق بينه وبين الأمل، فالكيس يعمل كمركز للسرد في هذه القصة، وهذا يكشف عن ملمح ثالث وهو "آنسنة الأشياء" التعامل مع الأشياء من زوايا إنسانية محضة.
ولفت إلى أن هذه الفكرة على بساطتها شأن القصص الـ18 تعتمد في نفاذها إلى القارئ على بعدين هما: المجازي والتخييلي، والذي يغلبهما محمد ممدوح على قصصه الـ18، موضحًا أن هذه المجموعة تبدأ بأحداث يبدو أنها واقعية.
وأكد عبدالله أن المجموعة القصصية "العجوز بائع المسافات" تنتمي إلى سردية التحليق، وتعتمد في لغتها على الإيجاز والتكثيف، لتخلو من الاستطرادات والزوائد اللفظية.
