رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كابتن جمالات أحمد

إِنَّ وَشَطَحَاتُهَا                    
[email protected]
شاهدتها في مباراة وادي دجلة وأسوان في دوري المحترفين، المباراة التي انتهت بفوز دجلة بهدفين نظيفين، سيدة نشيطة تحمل الراية كحكم مساعد لحكم الساحة (الطاقم كان مكونا من عبد الرحمن صالح حكما للساحة، وأحمد عبد الباسط مساعدا أول، وهي مساعدًا ثانيًا، وعمرو السيد حكما رابعا)، ليست المصرية الوحيدة التي اقتحمت عالم الرجال في كرة القدم طبعا، هناك أخريات كمنى عطا الله ويارا عاطف وهنادي حسن وغيرهن، بيد أنها تصلح للتعبير عنهن جميعا، كما يصلح الشيء الواحد، لا سيما لو كان مميزا، للتعبير عن أشباهه في دائرته، ولا أنكر أن هيئتها (امرأة محجبة) واسمها ذا البعد الشعبي الواضح "جمالات" حفزاني أكثر إلى اختصاصها بالكتابة؛ فالحجاب الذي يشير إلى تحفظ ما لم يمنعها من الوجود في المكان الذي يرى المتدينون المتشددون الوجود فيه حراما بالأساس، وهي بذلك تشجع بقية المحجبات على مثله، واسمها الذي يشير إلى بساطة طبقتها لم يدفعها إلى الخجل والانزواء والشعور بالدونية، ومن ثم اختيار عمل لا تظهر فيه على شاشات التليفزيون!
تخطت السيدة بالضرورة جميع الاختبارات المؤهلة إلى عملها، تخطتها بنجاح وربما بتفوق، وإلا ما كانت وصلت إلى ما وصلت إليه، بل علمت أنها حكمة معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في عامنا الجديد 2024؛ وعلى هذا يمكن أن نراها، غدا أو بعد غد، في بطولات قارية وعالمية، كمن سبقنها إلى المجد، وأظن بإمكانها حينئذ أن تشرف نفسها وتشرفنا..
يدخل اهتمامي بها أيضا في دائرة الاهتمام العمومي بالمرأة في بلادنا؛ فكلما تمكنت وتقدمت تمكن الفرد بمواهبه وتقدم الإنسان، وأشرق وجه الحياة، على عكس ما يتصور المظلمون المنكمشون، ويريدون أن ينشروا تصوراتهم المريضة اليائسة؛ لتكون القانون البائس الوحيد الذي يحكمنا ويحكم الدنيا بأسرها!
إننا، في محيط رصدنا لعلو منزلة المرأة في مجتمعنا الطموح، يجب أن ننتبه إلى الحركة النسوية المتصاعدة، في كافة المجالات، من غير أن نفصل الرياضة عن سواها من أوجه الأنشطة، كالسياسة والعلم والفن والثقافة مثلا، لأن الرياضة مهمة كالحقول الأخرى، ولأن الخيوط لا يفارق بعضها بعضا في الحقيقة الأخيرة المبصرة لسطور الواقع المتلاحمة.
السيدة التي تقدم نفسها بجدية وإخلاص وثقة، في حقل من الحقول النافعة أيا كان، تقدم خدمة مشكورة لوطن يرى المساواة بين النساء والرجال حتمية، ويحب أن يتشارك الجميع لرفعة شأنه بلا تمييز لنوع على آخر!
ههنا أتوجه للسيدة التي لا أعرفها بتاتا بتحية وافرة وتشجيع كبير، أراهما حقها عليّ وعلى جميع المراقبين والمتابعين، آملا أن تحذو النساء جميعهن حذوها في العمل، كل واحدة في نطاقها وبطريقتها؛ لأن مصر الغالية هكذا تزدهر، ولأن سيدات الوطن عظيم الحضارة والقيمة، عليهن إثبات وجودهن ما أمكنهن الأمر.