رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موعد بدء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صوم اليونان لعام 2024

كنيسة
كنيسة

تتأهب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في 26 فبراير 2024، لبدء صوم نينوي والمعروف بصوم يونان، وذلك على مدار ثلاث أيام تنتهي في 29 فبراير 2024.


وخلال فترة الصوم، تطلق إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أكثر من قداس لمشاركة أكبر قدر من الأفراد في قداسات الصوم ويبدأ الإثنين وينتهي بفصح يونان


ومن المقرر أن يقضي البابا خلوته خلال صوم يونان ما بين القاهرة والإسكندرية ودير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

 

يقع صوم يونان دائمًا قبل بداية الصوم الكبير بأسبوعين وتصومه الكنيسة تشبهًا بالنبي يونان واستمطارًا لمراحم الله. 

 

تاريخ صوم يونان

 

وقال الباحث شريف رمزي عضو لجنة التاريخ القبطي، في مقالة له عن صوم يونان: إنه مِن المعروف عن هذا الصَّوم أنَّه بدأ أوَّلًا في الكنيسة السُّريانيَّة، وكانت مُدَّته سِتَّة أيَّام تقلَّصَت لاحقًا إلى ثلاثة أيَّام فقط تبدأ صباح الاثنين الثَّالث قبل الصَّوم الكبير.

وتابع: ويَذكُر مار ديونيسيوس بن الصَّليبي ( + ١١٧١) أنَّ مار ماروثا التِّكريتي ( + ٦٤٩) هو الَّذي فرضه على كنيسة المَشرِق في منطقة نينوى أوَّلًا. أمَّا ابن العبريّ فيَذكُر - نقلًا عن آخرين - أنَّ تثبيت هذا الصَّوم جرى بسبب شِدَّة طَرأت على الكنيسة في الحيرة، فصام أهلها ثلاثة أيَّام وثلاث ليالٍ مُداومين الصَّلاة إتمامًا لوصيَّة أُسقُفهم، فنجَّاهم اللّه من الشِّدَّة.

 

وأضاف: وعن الكنيسة السُّريانيَّة الشَّقيقة، انتَقَل صوم نينوى إلى الكنيسة الأرمَنيَّة، وكذا الكنيسة القبطيَّة التي ارتبط الصَّوم فيها بصوم أهل نينوى (في العهد القديم)، وبإرساليَّة يونان النَّبيّ، خلافًا لأصل الصَّوم ونشأته عند السُّريان.

 

وواصل: وقد ذَكَر بعض المؤرِّخين أنَّ صوم نينوى في الكنيسة القبطيَّة يعود إلى زمن البابا أبرآم بن زُرعة، البطريرك ٦٢ (٩٧٥ - ٩٧٨م).

 

واستطرد: ولا تَرِد أيَّة إشارة لهذا الصَّوم بالجُملة في قوانين الآباء البطاركة في العصور الوسطى، لكن ابن العسَّال في القرن ١٣ وابن كَبَر في القرن ١٤، يذكرانه كأحد الأصوام المُستقِرَّة في الكنيسة.

 

وواصل: ولمَّا جَلَس البابا غبريال الثَّامن البطريرك ٩٧ (١٥٨٧ - ١٦٠٣م) على الكرسيّ البطريركيّ أسقَط هذا الصَّوم من بين الأصوام الواجب على الأقباط صَومها، لكن بعد نياحته عاد كلّ شيء إلى أصله.

 

واختتم: “على كلِّ حال، لا يُشَكِّل الاختلاف حول الأصول التَّاريخيَّة لبعض الأصوام - في رأيي - عثرة لدى مَن يعتبرونها فُسحَةً روحيَّة وأوقاتًا مُناسبة للنُّسكِّ والعِبادة، أو لدى أولَئِك الَّذين يَرون في الصَّومِ عَلامةً لاتحاد المؤمنين بعضهم ببعض وبالكنيسة، وأنا واحد منهم”.