رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ آثار عن "مشروع القرن": جهة واحدة فقط من الهرم قد تكفي

الاهرامات
الاهرامات

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا كبيرا خلال الأيام الأخيرة، بعدما نشر الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن مشروع إعادة كساء الهرم الأصغر بالكتل الجرانيتية. 

ونشر "وزيري" عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" فيديو من أمام الهرم الأصغر "منكاورع" صرح فيه أن هذا المشروع يعتبر "مشروع القرن" وأنه سيكون هدية مصر للعالم في القرن الحادي والعشرين، وأنه يأتي رغبة في إعادة الهرم لشكله كما كان في سابق عهده.

وحول "مشروع القرن" يقول الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، إن المشروع في حد ذاته متميز للغاية، وأنه يأتي بالتزامن مع مشروع تطوير منطقة الجيزة وهضبة الأهرامات، ومع افتتاح المتحف المصري الكبير، بجانب وزارة السياحة والآثار التي قامت بتمهيد ممشى ليربط بين المتحف المصري الكبير وبين منطقة الأهرامات.

ورحب "بدران" في حديثه لـ"الدستور" بالمشروع ولكن وفقا لشروط علمية معينة، مشيرًا إلى أن أهم تلك الشروط، هي الدراسة العلمية المفصلة، ودراسة هل تتأثر قوة ومتانة الهرم على المدى البعيد بسبب الكتل الجرانيتية التي سيعاد وضعها، وضرورة وجود أكثر من جهة للإشراف على المشروع بجانب وزارة السياحة والآثار والبعثة اليابانية، ومن هذة الجهات: مركز صيانة الآثار، والخبراء الدوليين المتخصيين في دراسة الأهرامات، وعدد من خبراء كليات الآثار في الجامعات المصرية، وضرورة وجود خبراء من اليونيسكو.

وأوضح أن كل البروتوكولات والمواثيق الدولية الخاصة بترميم الآثار تَحذر أي تعديل في الآثر أو إضافة أو بناء، ولكن تسمح بعمل ترميم وصيانة له من أجل الحفاظ عليه، لذا من الضروري تجنب حدوث أي خطأ في عملية الترميم، لأنه قد يؤدي لرفع الآثر من قائمة التراث العالمي، مشيرًا إلى أنّ منطقة الجيزة مُسجلة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1979.

وتابع: "الدراسة العلمية يجب أن تتأكد مما إذا كانت كل الكتل الجرانيتية الموجودة حول الهرم تعود للكساء الخارجي فقط، لأنه قد يكون جزء منها كان مخصصًا لكساء المعبد الجنائزي كما فعل والده الملك خفرع، خاصة مع صعوبة تحديد متى سقطت هذه الأحجار، أو تحديد هل تم تركيبها من الأساس، وحتى الآن لا يوجد نقش أو نص يفيد بأن الهرم كان مكسي بالكامل، لكننا نعتمد على وجود جزء من الكساء لارتفاع 17 مدماك -مترًا-".

وبالحديث عن الملك خفرع، أوضح "بدران" في حديثه أنّ المعبد الجنائزي الخاص به كان مكسي بالجرانيت واستند هذا الكساء على الأرض، على عكس الهرم الأصغر الذي يستند فيه الكساء على الهرم نفسه، لذا وجب التأكد من حالة الهرم الإنشائية والبنائية وتأثير تلك الأوزان المراد تركيبها والتي لم تكن موجودة لفترة طويلة على الهرم.

واقترح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، أنه في حالة الرغبة في إظهار الهرم بشكله الذي كان عليه، من الممكن العمل على جهة واحدة فقط من الهرم، على سبيل المثال الضلع الشمالي عند المدخل، بحيث لا نغير الصورة الثابتة للهرم في عيون الناس، فكم من كتاب يحمل صورًا للهرم بشكله الحالي كما عرفه العالم، مشيرًا إلى أنّ حدوث التغيير بالكامل قد يسبب تشوش بصري لزوار المنطقة ويبدو لهم الهرم غريبًا، لذا فالعمل على جهة واحدة من الهرم يساعدنا على الجمع بين الحالتين، الحالة القديمة كما كان في صورته الأصلية، والحالة المعتادة التي عرفها العالم كله.