رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تشعر بعدم القدرة على الحركة عند الاستيقاظ".. ماذا تعرف عن "شلل النوم" وأسبابه؟

شلل النوم
شلل النوم

يشعر الكثير من الناس بعدم القدرة المؤقتة على الحركة أو التحدث، والذي يحدث مباشرة بعد النوم أو الاستيقاظ، وهو ما يطلق عليه الأطباء شلل النوم.

ونستعرض في السطور التالية، وفقًا مؤسسة النوم sleep foundation، كل ما تريد معرفته عن "شلل النوم" وأسبابه؟

ما هو شلل النوم؟

شلل النوم هو حالة تتميز بفقدان السيطرة على العضلات لفترة وجيزة، وذلك يحدث بعد النوم مباشرة أو قبل الاستيقاظ، بالإضافة إلى الوهن، غالبًا ما يعاني به بعض الأشخاص من الهلوسة أثناء نوبات شلل النوم.

يعتبر شلل النوم أحد أنواع "الباراسومنيا"، وهي سلوكيات غير طبيعية واضطربات أثناء النوم، نظرًا لارتباطه بمرحلة حركة العين السريعة (REM) من دورة النوم، يعتبر شلل النوم أحدهم.

ولهذا يرى الباحثون أن شلل النوم ينطوي على حالة مختلطة من الوعي الذي يمزج بين اليقظة ونوم حركة العين السريعة، حيث أن الوهن والصور الذهنية أثناء نوم حركة العين السريعة يستمران حتى في حالة الوعي واليقظة.

أنواع شلل النوم

عادة ما يقوم الخبراء الطبيون بتجميع حالات شلل النوم إلى فئتين 

النوع الأول لا ترتبط نوبات شلل النوم هذه التي تحدث لمرة واحدة بالتشخيص الأساسي، وهو اضطراب عصبي يمنع الدماغ من التحكم بشكل صحيح في اليقظة، مما يؤدي غالبًا إلى شلل النوم.

أما النوع الثاني من هو شلل النوم المتكرر، وتتضمن هذه الحالة تكرار نوبات شلل النوم مع مرور الوقت.

ماذا يسبب الشعور بشلل النوم؟

العلامة المميزة لشلل النوم هي الوهن، أو عدم القدرة على تحريك الجسم أو التحدث، يشعر أيضًا بعض الأشخاص بصعوبة في التنفس، ومشاعر مزعجة مثل الذعر أو العجز أثناء نوبات شلل النوم، ومن الشائع الشعور بالنعاس المفرط أو الإرهاق في اليوم التالي للإصابة بشلل النوم.

ما يقدر بنحو 75٪ من نوبات شلل النوم تنطوي أيضًا على هلوسة تختلف عن الأحلام العادية،  فيمكن أن تحدث هذه الهلوسة عند النوم أو عند الاستيقاظ.

تنقسم الهلوسة أثناء شلل النوم إلى ثلاث فئات.

الأولى تتضمن هذه الهلوسة تصور شخص خطير أو وجوده في الغرفة، والثانية تُسمى أيضًا بـ هلاوس "الكابوس،" وقد تثير هذه النوبات مشاعر الاختناق أو الإحساس بأن شخصًا ما يجلس على صدرك، والثالثة هي الهلوسة الحركية، فيمكن أن تشمل الهلوسة الحركية مشاعر الحركة، مثل الطيران أو الأحاسيس بأنك خارج الجسم.

ويمكن لهذه الهلوسة أن تكون أكثر إزعاجًا. لهذا السبب، حيث يرتبط حوالي 90٪ من هذه النوبات بالخوف، في حين أن أقلية من الأشخاص لديهم هلوسة أكثر متعة ويشعرون فيها بالسعادة. 

يمكن أن تستمر هذه الهلاوس من بضع ثوانٍ إلى 20 دقيقة، ويبلغ متوسط ​​طولها حوالي ست دقائق 

وفي معظم الحالات، تنتهي النوبات من تلقاء نفسها ولكن في بعض الأحيان يتم مقاطعتها عن طريق لمسة شخص آخر أو صوته، أو عن طريق بذل جهد مكثف للتحرك مما يتغلب فيها الشخص على الوهن.

ما مدى شيوع شلل النوم؟

يختلف معدل انتشاره، ولكن توصل الباحثون إلى أن حوالي 20% من الناس، لديهم تجربة مع شلل النوم في مرحلة ما من حياتهم، وهناك القليل من البيانات بين هذه المجموعة حول عدد مرات تكرار النوبات، يمكن أن يحدث شلل النوم في أي عمر، ولكن الأعراض الأولى غالبًا ما تظهر في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو مرحلة الشباب، وقد تحدث نوبات شلل النوم والهلاوس بشكل متكرر أكثر في العشرينات والثلاثينات من عمر الشخص.

ما أسباب شلل النوم؟

السبب الدقيق لشلل النوم غير معروف حتى الآن، قامت الدراسات بتحليل البيانات لتحديد ما يزيد من خطر إصابة الشخص بشلل النوم، وقد وجدت نتائج متنوعة، وبناءً على هذه النتائج، يعتقد الباحثون أن عوامل متعددة لها دور في ظهور شلل النوم.

اضطرابات النوم

-أظهرت الدراسات إلى أن اضطرابات النوم ومشاكل النوم الأخرى من أهم أسباب التعرض إلى شلل النوم المعزول. 

- كما تم الإبلاغ عن التعرض لـ شلل النوم من قبل الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم (OSA)، وهو اضطراب في النوم يشتهر بانقطاعات متكررة في التنفس، كما وجد أن شلل النوم أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن، وعدم انتظام إيقاع الساعة البيولوجية، وتشنجات الساق أثناء الليل.

اضطرابات الصحة العقلية

يمكن أن يحدث "شلل النوم" لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وغيرهم ممن تعرضوا لضغوط جسدية وعاطفية، كما يهاجم أيضًا الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق، بما في ذلك اضطراب الهلع، وهم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، ويمكن أن يؤدي التوقف عن تناول الكحول أو مضادات الاكتئاب إلى ارتداد حركة العين السريعة (REM)، وهو ما قد يؤدي أيضًا إلى شلل النوم.

ولقد وجدت الدراسات وجود خطر أكبر لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بشلل النوم، ولكن لم يتم تحديد أساس وراثي محدد.